نقابي جنوبي
اقحام رواتب العمال بالمناكفات السياسية ابتذال وسقوط أخلاقي
اعتبر النقابي الجنوبي جمال مسعود علي التعرض لرواتب العمال والموظفين في الجنوب وتأخيرها لاشهر والتلاعب بمواعيد صرفها تعد سافر واقحام للرواتب في دائرة الصراع السياسي ، وهي جريمة كبرى وقمة في الابتذال والسقوط الأخلاقي ، معبرا عن سخطه ورفضه كغيره من العمال والموظفين المدنيين والمتقاعدين للمبررات الواهية التي تصدرها هذه الجهة أو تلك ، ومستنكرا حالة الصمت المريع على تعطيل المصالح الحيوية في الجنوب وايقافها عن العمل وهي روافد أساسية تعزز الميزانية العامة للدولة ، والتراخي الصريح في التعامل مع التهديدات الحوثية لحركة الملاحة ومنعها وعرقلتها لتصدير النفط والغاز ، والتغاضي عن دورها المباشر والغير مباشر في التلاعب بالعملة المحلية بين بنكي صنعاء وعدن والحاقها الضرر ببنك عدن المركزي ، وذلك كله يقابله غياب الرؤية الواضحة لحكومة المناصفة في التعامل مع هذا الخطر المهدد لأمن واستقرار الجنوب المتحرر من سيطرة الحوثيين .
وتوقع جراء هذا السقوط اخلاقي أن تقدم أطرافا متربصة لها أجندات معادية للجنوب ، على جر العمال والموظفين إلى الاصطدام مع المجهول باستفزازهم من خلال إقحام رواتبهم في أتون الأزمة بالمناكفات والابتزاز السياسي .
واشار الى حالة التخبط التي تعاني منها النقابات الجنوبية وعدم قدرتها على تصويب الهدف نحو الطرف الذي ستتخاطب معه وتفاوضه حول مطالبها ، ما أفقدها القدرة على اصدار بيان نقابي لمواجهة حالة التدهور وواقع مرير فرض على النقابات وعلى سائر فئات الشعب نتيجة رفع كل طرف يده عن المسؤولية تجاه الانهيار الاقتصادي ناهيك عن تلبية مطالب العمال والموظفين .
واعتبر من وجهة نظره أن الحكومة الشرعية والمعترف بها دوليا ( حكومة المناصفة ) استنزافية فقط ، غير أنها فاقدة الأهلية مسلوبة الإرادة وعديمة الصلاحيات وغير قادرة على الإدلاء بأي إفادة للنقابات حول مبررات هذا التدهور والجهود التي ستبذلها لإيقاف نزيف العملة وخطة الإنقاذ الاقتصادي العاجلة لديها أو تقديم تعهدات للنقابات
وتساءل مسعود عن الأسباب الحقيقية وراء صمت وتواري مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة عن المشهد واظهارهم الدائم لحالة العجز في اتخاذ أي إجراء حيال الوضع الاقتصادي المنهار وانقاذ العمال والموظفين من مؤشرات المجاعة القادمة جراء تدني الأجور وانهيار العملة ، واضيف مؤخرا حالة غريبة تمثلت في تعثر صرف الرواتب للربع الأخير من العام الحالي ٢٠٢٤م ، والذي اعتبره موظفو الجهاز الاداري للدولة سابقة خطيرة لم تمر بها البلد على الاطلاق في كل ازماتها .
ووجه النقابي جمال الاتهام للرعاة الدوليين للمباحثات السياسية الجارية بين أطراف النزاع اليمني المتكئبن على ما أطلق عليه جزافا بالعاصمة المؤقتة في عدن ، وهذا القى بظلاله السيئة على البلد المضيف ويقصد ( العاصمة عدن ) التي تحولت إلى ساحة مناكفات وصراع سياسي أدى إلى تعطيل الحياة وتعكير صفو الأمن والاستقرار في الجنوب بنظر وتجاهل إن لم يكن تواطؤ من الرباعية الدولية والمبعوث الأممي والتحالف العربي السعودي والإماراتي الذين تمارس امامهم وتحت نظرهم ضغوط قذرة من كل الاتجاهات على الشعب الجنوبي بكل فئاته في الخدمات الأساسية والتضييق عليهم في معيشتهم لجرهم بالابتزاز إلى مربع العنف عبر الاحتجاجات وأعمال الفوضى ، وهو يعد ابتذال وسقوط أخلاقي ومن المتوقع أن يجر الجنوب إلى السقوط في ثورة عمياء وغضب شعبي وانتفاضة عمالية في العاصمة عدن دون غيرها كموقع وهمي لإقامة السلطة الحاكمة بمجلسها القيادة الرئاسي والوزراء ، بوجود ممثل لشعب الجنوب وضعته الظروف القهرية بين فكي الرحى مكبلا بقيود التعهدات والاتفاقات وفي مواجهة الاعصار الغاضب وحده يتحمل تبعاته مجبرا على ذلك .
وتخوف النقابي جمال مسعود من مؤامرات تحاك ضد الجنوب ولاغراض دنيئة يتم الدفع بها لتتحول المحافظات الجنوبية المتحررة من سيطرة الحوثيين إلى ساحة مضطربة وبيئة خصبة ومرتع للتغلغل الحوثي من جديد وعودة القوى المتطرفة ( القاعدة وداعش ) والتسبب بسقوط الجنوب وانهياره في دوامة الفوضى بعد انتصاره الكبير في الحرب ليفشل مشروعه التحرري الذي قدم لأجله قوافل الشهداء والجرحى والتضحيات الجسام .