أجبر العديد من أفراد القوات المسلحة في لحج على التسول لتأمين لقمة العيش لأسرهم.مشهد يوجع القلب ويثير التساؤلات، هؤلاء الذين وقفوا في الخطوط الأمامية للدفاع عن الوطن، وتحملوا الأعباء لحماية الأمن والاستقرار، باتوا اليوم يكافحون للبقاء على قيد الحياة بسبب انقطاع رواتبهم وتأخر مستحقاتهم لفترات طويلة.
ليس من السهل على رجلٍ يرتدي زيًّا عسكريًا أن يُمدّ يده طلبًا للمساعدة، لكنه يفعل ذلك تحت ضغط الحاجة وقسوة الظروف المعيشية التي أوصلته وأسرته إلى حافة الجوع. المسؤولية الكبيرة التي حملها على عاتقه تجاه الوطن تحولت إلى معاناة يومية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
كيف يُترك من ضحى براحته وحياته في سبيل أمن البلاد، ليواجه الإهمال والتجاهل؟ أين دور الجهات المعنية في صرف مستحقاتهم بانتظام وضمان عيش كريم لهم ولأسرهم؟ هل يُعقل أن تتحول الكرامة العسكرية إلى حالة من الانكسار بسبب تقاعس المسؤولين؟
الأزمة تتفاقم يومًا بعد يوم، والمشهد أصبح مألوفًا، لكنه غير مقبول بأي حال من الأحوال. أفراد القوات المسلحة بحاجة إلى تكريمهم بتوفير حقوقهم، وليس تركهم يواجهون الإذلال والفقر. استمرار هذا الوضع لا يهدد فقط حياة هؤلاء الأفراد وأسرهم، بل يهدد أيضًا الثقة في مؤسسات الدولة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.