في ذكرى استشهاده التاسعة، تستحضر عدن والجنوب سيرة أحد أعظم رجالاتها، الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، بطل التحرير وأول محافظ لعاصمة الجنوب المحررة، رجلٌ استدعاه التاريخ ليكون في الصفوف الأولى حين احتاجته عدن في أصعب لحظاتها.
وبعد سنوات من المنفى في لندن، استدعاه الرئيس عبدربه منصور هادي ليعود قائدًا ومقاتلًا على رأس معركة تحرير عدن من المليشيات الحوثية وأذرع إيران، لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان ابنًا لهذه المدينة، عاش شوارعها، وحمل هموم أهلها، وحارب من أجلها بكل ما يملك، حتى في محطات حرجة كحرب 1994.
ولم تقتصر أدواره على التحرير فقط؛ فقد تحمل مسؤولية إدارة عدن في مرحلة ما بعد الحرب، متجسدًا رمزًا للوطنية والإخلاص، ومُدركًا لحجم التحديات التي تواجه مدينته التي أحبها وأفنى حياته لأجلها.
وتُعد حادثة استشهاده واحدة من أكثر اللحظات ألمًا في تاريخ عدن الحديث، لكنها أيضًا تجسد حجم التضحيات التي قدمها هذا القائد العظيم.
ومع مرور تسع سنوات على رحيله، يبقى جعفر محمد سعد أيقونة خالدة للوفاء والشجاعة في ذاكرة أبناء الجنوب، ودليلًا حيًا على أن القادة الحقيقيين يكتبون أسماءهم بدمائهم على صفحات التاريخ والجبناء يكتبون اسماءهم في صفحات سوداء يلعنها التاريخ.