شهد محافظ حضرموت رئيس اللجنة الامنية بالمحافظة الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم بالمكلا، الحفل والاستعراض العسكري الذي أقيم بمناسبة تخريج دورة الاستجداد الـ 12 بلواء النخبة الحضرمي بالمنطقة العسكرية الثانية لعدد 403 خريج "دفعة الشهيد البطل سعيد عبدالله بارجاش"، وذلك ضمن الاحتفالات بالعيد الـ 57 للثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال المجيد.
وفي الحفل الذي حضره أركان المنطقة العسكرية الثانية العميد محمد عمر اليميني، ووكلاء المحافظة، والقيادات العسكرية والأمنية، ورؤساء الشُعب وقيادات الألوية والوحدات العسكرية، قدّم الخريجون في ساحة "ميدان الفيصل" الذي تعلوه عبارة شامخة ترمز إلى وحدة الجيش والمواطن (حضرموت أرض واحدة .. وقوة واحدة .. وقيادة واحدة)، قدّموا عرضاً عسكرياً جسّدوا فيه مهاراتهم العسكرية وقوة تدريبهم وانضباطهم القتالي وروحهم المعنوية العالية، مستعرضين لوحة لعيد الاستقلال المجيد 30 نوفمبر، ولوحات تعبر عن روح التجديد والتعزيز للقوات المسلحة والتي تُعد الدماء الجديدة للشباب أبرز ملامح مستقبلها القادم.
كما قدّم الخريجون استعراضات لبعض فنون القتال ومهارات الميدان والانتقال من تشكيل لآخر جسدوا خلالها الولاء لله ثم لحضرموت والوطن، وتم استعراض انشاء نقطة عسكرية مستحدثة، تم خلالها سرعة التعامل من قوات النخبة بكل شجاعة وإقدام ومهارة قتالية مع عصابة إرهابية تُحاول التسلل لتنفيذ أهداف إجرامية.
والقى محافظ حضرموت رئيس اللجنة الامنية الأستاذ مبخوت بن ماضي، كلمة نقل في مستهلها تحيات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة وأعضاء المجلس وتهانيهم بمناسبة تخرج هذه الدفعة التي تُضاف لقوام قوات النخبة الحضرمية التي أثبتت كفاءتها ونالت ثقة وفخر واعتزاز القيادة السياسية وأبناء حضرموت والوطن كافة، وحققت نجاحات متواصلة في مستوى الانضباط والالتزام العسكري وحفظ الأمن والاستقرار.
وحيّا المحافظ في كلمته الخريجين، مشيراً إلى أن الاحتفال بتخريج دفع جديدة يعد ثمرة من ثمار منجزات قوات النخبة الحضرمية ونجاحاتها في ميدان البناء العسكري والتحوّل النوعي الذي تشهده المؤسسة العسكرية وهيكلتها على أسس وطنية وعلمية عسكرية حديثة، معربًا عن الشكر لكل من بذل جهداً في سبيل إعداد وتأهيل الخريجين وإيصالهم إلى ما وصلوا إليه من الإعداد والتأهيل العسكري.
ودعا المحافظ الخريجين إلى أن يكونوا عنوان الانضباط بما يضمن بناء قوات مسلحة مدربة ومؤهلة تمتلك القدرة والكفاءة على تنفيذ كافة المهام وفي مختلف الظروف.
وأضاف المحافظ "نلتقي اليوم في درب من دروب الإرادة الصلبة، والعزائم المشتعلة التي تُسارع الخُطى بإصرار وثبات وصبر وكدٍّ ومثابرة، وترويض للصعاب وتحمّل الأعباء الجِسام، لنحتفل بتخريج دفعة جديدة في هذا اللواء المتميز الذي شهد على تخريج الدفعات المتلاحقة من حُماة حضرموت والوطن".
وتابع المحافظ "لقد أثبتت التجارب المختلفة، أن الجيوش تُبنى بالمبادىء والمعنويات والثقة، والتدريب الجيد والتسلّح والتجهيز، والالتزام المُطلق بالعقيدة الوطنية والعسكرية، ولنا في ذلك خير مثال قوات النخبة الحضرمية بالمنطقة العسكرية الثانية التي استطاعت أن تحافظ على أمن حضرموت ومسيرة سِلمه الأهلي ودحرت عناصر الشر والارهاب، وجعلت من حضرموت انموذجًا للسلام وسط الرياح العاتية التي ما انفكّت تعصف بالبلاد".
،وقال المحافظ "إن التدريب هو عصب الجيوش، وهو العنصر الأكثر أهمية في تحديد كفاءتها القتالية، وبقدر ما يكون وافيًا وشاملًا واحترافيًا، بقدر ما يؤدّي دوره في توظيف القدرات والطاقات والوسائل في الاتجاه الذي يقود إلى تحقيق أفضل النتائج، ومن هذا المنطلق فإن اللجنة الأمنية بالمحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الثانية تضع باستمرار هذا المجال الحيوي في أعلى درجات اهتماماتها، وذلك من خلال سعيها الدؤوب إلى تطوير وسائل التدريب ومناهج التعليم، وإخضاع العسكريين كافة وبصورة متواصلة، لدورات تدريبية في الداخل والخارج، في مختلف الاختصاصات والمستويات، وبإشراف فرق تدريبية مؤهلة بما يكفل مواكبة التطور الدائم والحفاظ على اليقظة والجاهزية المثالية".
وأضاف المحافظ : "اننا في هذا المقام نشيد باهتمام قيادة المنطقة العسكرية الثانية وركن التدريب فيها بمواكبة مهمّاتها التدريبية وحرصها أشدّ الحرص على رفد قوات النخبة الحضرمية بالوسائل التقنية والطاقات البشرية الكفوءة، وهذا ما جعلها بشهادة الجميع تتبوأ مكانة مرموقة في الانضباط والالتزام العسكري.. وممّا لا شك فيه أن هذه دورة بما تشتمل عليه من تدريبات ومعلومات عسكرية، تُشكّل نقطة الانطلاق الأولى من أجل تنشئة جيدة للأفراد وصقل مهاراتهم القتالية، ورفد المؤسسة العسكرية بدماء جديدة وشابة".
وقال المحافظ "في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى الاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر، تمرّ حضرموت بمرحلة استثنائية في محيط يشهد أزمات متلاحقة وأحداثًا متسارعة، ترخي بظلالها على واقعنا المحلي بشكل أو بآخر، لا سيّما على الصعد الأمنية والإقتصادية والإجتماعية.. لهذا فإن اللجنة الأمنية بالمحافظة واعية تمامًا لصعوبة هذه الأوضاع ودقّتها وواعية كذلك لدور الجيش الأساسي في الحفاظ على استقرار حضرموت وحفظ أمنها واستقرارها، أيًا تكن الاحتمالات والتحدّيات، ولهذا فإن قرارنا الابدي الذي لا تنازل عنه هو ( لا تفريط بمسيرة الأمن والاستقرار مهما بلغت التضحيات، ومن غير المسموح لأي جهة كانت، استغلال التجاذبات السياسية للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء.. ومن هنا أدعوكم كضباط وقادة أينما كان موقعكم الوظيفي، أن تكونوا على مستوى المرحلة، وعلى قدر المسؤوليات التي ستلقى عليكم، ومثالًا في الولاء لله ثم الإلتزام بالثوابت العسكرية والتفاني في خدمة حضرموت".
واختتم محافظ حضرموت رئيس اللجنة الامنية كلمته بتهنئة الخريجين، داعيًا إياهم الى الفخر لنيلهم شرف تمثيل جيش النخبة الحضرمي ، مجدّدًا الشكر إلى الضباط والأساتذة المدرّبين، وللجهود الكبيرة والتدخلات المستمرة للأشقاء في قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة اللتان امتزجت دماء شهدائهم بدماء شهدائنا في حرب التحرير من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي وما تلاها من عمليات تطهيرٍ وحفظٍ للأمن والاستقرار والتدريب المستمر ودعم المؤسسة العسكرية والأمنية.
وكان قائد لواء النخبة الحضرمي العقيد سالم عوض النموري، استعرض جملة الدورات التدريبية التي انطلقت من ميدان الشرف "ميدان الفيصل لتطهير حضرموت وتعزيز أمنها، مترحمًا على الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل العزة والكرامة، ومنهم السعيد البطل "سعيد عبدالله بارجاش" الذي سميت هذه الدورة بإسمه، والذي قُتل غدرًا وهو يؤدّي واجبه الوطني في حفظ أمن وسكينة المواطنين مستعرضًا التدريبات النظرية والعملية التي تلقاها الخريجون في فنون استخدام جميع أنواع الأسلحة والتدريب العسكري، مشيرًا إلى أن هذه القوة تعد رافدًا لقوات النخبة الحضرمية صمّام حضرموت ودرعها الحصين، شاكرًا دعم ومساندة السلطة المحلية وقيادة التحالف العربي لتعزيز ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في حضرموت.
فيما استعرض رئيس شعبة التدريب بالمنطقة العسكرية الثانية العميد ناصر الذيباني، خطط التدريب والتأهيل لبناء قوات النخبة الحضرمية وتأهيلها للدفاع عن مكتسبات حضرموت والوطن، مشيرًا إلى أن ميدان التدريب يعدّ الركيزة الأساسية للنصر والضبط والربط العسكري، شاكرًا كل من أسهم في انجاح الدورة وخطط التأهيل المستمرة.
وجدّدت كلمة الخريجين التي ألقاها الجندي أبوبكر شملول، عهد الرجال الأوفياء على تجسيد القسم العسكري وشرف الانتماء في الواقع العملي للقوات المسلحة وبكل ما يعزز انضباطها ويقظة منتسبيها، موكدًا أن الخريجين سيجسدون القيم والمثل الوطنية والأخلاقية العظيمة التي اكتسبوها وتقديم أروع الأمثلة في القدوة الحسنة والانضباط والضبط والربط العسكري وحفظ أمن حضرموت والوطن، وعبرت الكلمة عن معاني الوفاء والشكر للجنة الأمنية بالمحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الثانية على ما بذلوه من جهود لإنجاح هذه الدورة، مؤكدًا الحرص على نقل كل العلوم والمهارات والمعارف العسكرية التي تلقاها الخريجون إلى الواقع العملي في كافة الوحدات العسكرية.
وجرى في ختام الحفل، تكريم أوائل الدفعة الـ 12 استجداد، وسط ميدان شهد أعناقًا مُشرئبة وقلوبًا متوحّدة، مجدّدةً العهد أن قوات النخبة ستظل صمام أمن حضرموت ودرعها الحصين.