آخر تحديث :الإثنين - 16 ديسمبر 2024 - 08:18 ص

عرب وعالم


حملة رقمية ضخمة لتشويه صورة المعارضة السورية

الإثنين - 16 ديسمبر 2024 - 12:04 ص بتوقيت عدن

حملة رقمية ضخمة لتشويه صورة المعارضة السورية

عدن تايم /خاص


في إطار هجوم رقمي منظم، استهدفت آلاف الحسابات الإلكترونية المعارضة السورية، منذ بدء عملية ردع العدوان، عبر بث سرديات مضللة واتهامات مركّبة لتحقيق أهداف سياسية متشابكة.


وكشفت الحملة عن تنسيق غير معلن بين أطراف مختلفة تشمل إسرائيل، روسيا، وإيران، سعت إلى تشويه صورة المعارضة واتهامها بالإرهاب والتطرف.


حجم الحملة الإلكترونية


وتشير الإحصائيات إلى أن التفاعلات المهاجمة للمعارضة السورية بلغت 27,269 تفاعلًا منذ انطلاق العملية وحتى 5 ديسمبر 2024.


ذروة الحملة سُجلت يوم 1 ديسمبر 2024.


وشارك في الحملة ما يقارب 16,196 حسابًا من مختلف الأطراف.



سرديات متشابكة وأهداف واحدة


السردية الإسرائيلية:


ركّزت الحسابات الإسرائيلية على إثارة المخاوف من التطرف عبر:


ربط المعارضة السورية بتنظيم "داعش" وتركيا.


بث مزاعم حول تحطيم شجرة عيد الميلاد في حلب بعد سيطرة المعارضة، وهو ادعاء تم دحضه لاحقًا.


التحذير من أن تتحول سوريا إلى "نظام خلافة"، وتصوير المعارضة على أنها خطر إقليمي أكبر من الميليشيات الإيرانية.


الترويج لروايات بأن قلعة حلب أصبحت قاعدة للمتطرفين والمنظمات الفلسطينية، التي وُصفت بالإرهابية.



السردية الروسية:


الحسابات الروسية دعمت ذات السرديات الإسرائيلية، وأضافت عليها نظريات مؤامرة مثل:


اتهام الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل بدعم المعارضة السورية.


مزاعم عن مشاركة أوكرانية عسكرية في الصراع السوري ضد نظام الأسد.


ترويج روايات تربط المعارضة بـ"النازيين الجدد" والتعاون مع جهات خارجية معادية.



السردية الإيرانية:

بدورها، ركّزت الحسابات الإيرانية على تصوير المعارضة كأداة بيد أعدائها الإقليميين:


وصْف المعارضة بالإرهابية والمدعومة من تركيا.


اتهام وسائل إعلام، مثل قناة الجزيرة، بـ"تلميع المعارضة" وتغطية ارتباطها بإسرائيل.


إعادة نشر مزاعم إسرائيلية مثل تحطيم شجرة عيد الميلاد، في إطار استغلال رمزي لإثارة الجدل.



أهداف الحملة ودوافعها


من خلال تحليل السرديات، يتضح أن هذه الحملة الرقمية الموجهة سعت إلى:


1. تشويه صورة المعارضة السورية واتهامها بالإرهاب لخلق حالة من الشك والتخويف.



2. تأليب الرأي العام الإقليمي والدولي ضد المعارضة، عبر توظيف قضايا التطرف والإرهاب.



3. تحقيق مكاسب سياسية للأطراف المشاركة في الحملة، من خلال استغلال المشهد السوري لخدمة أجنداتها الخاصة.




التنسيق بين الأطراف


ما يلفت الانتباه هو تشابه وتداخل السرديات بين الحسابات الإسرائيلية، الروسية، والإيرانية رغم اختلاف خلفياتها السياسية، هذا التوحد في الخطاب يكشف عن توظيف ممنهج للفضاء الرقمي لضرب مصداقية المعارضة السورية وإضعاف حضورها السياسي والعسكري.


ختامًا، أظهر هذا الهجوم الإلكتروني كيف يمكن لأطراف متعددة استغلال التوترات الإقليمية ووسائل التواصل الاجتماعي لبث سرديات مضللة تخدم مصالحها، بينما تظل المعارضة السورية هدفًا مشتركًا لهذه الحملات الدعائية المنسقة.