مع اقتراب عام 2025، تشهد توقعات الأبراج السنوية انتشاراً واسعاً واهتماماً كبيراً من قبل شريحة واسعة من الناس. ولكن يطرح التساؤل: هل هذه التوقعات تستند إلى أسس علمية؟ وهل يمكنها فعلاً التنبؤ بأحداث حياة الأفراد؟
تعود فكرة الأبراج إلى مراقبة الحركات الظاهرية للشمس، القمر، والكواكب في السماء، حيث تم تقسيم السماء إلى 12 برجاً. وقد ارتبطت هذه الأبراج بأساطير وقصص شتى لدى العديد من الحضارات القديمة. ومع ذلك، من المهم عدم الخلط بين علم الفلك والتنجيم. فعلم الفلك يُعنى بدراسة الأجرام السماوية وحركاتها استناداً إلى منهجية علمية ورصدية، بينما التنجيم يهدف إلى تفسير تأثير هذه الحركات على حياة الإنسان وشخصيته، وهو يقوم على معتقدات وتفسيرات تفتقر إلى الدليل العلمي.
المستقبل في يد الله ثم يعتمد على جهودنا، وليس في مواقع النجوم والكواكب.
في الإسلام، يُعد التنجيم من الممارسات المحرمة التي تحمل خطورة كبيرة على عقيدة المسلم وأساس إيمانه. يتعارض التنجيم مع التوحيد الخالص لله عز وجل، حيث ينسب التأثير في الكون وحياة البشر إلى النجوم والكواكب بدلاً من الله سبحانه وتعالى
مخالفة العقيدة والتوحيد
التنجيم ينطوي على الاعتقاد بأن النجوم والكواكب لها تأثير في أقدار البشر وأحداث حياتهم، وهو ما يناقض التوحيد الذي يقتضي الإيمان بأن الله وحده هو المدبر لأمور الكون. قال الله تعالى:
"أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (الأعراف: 54)
ادعاء علم الغيب
الغيب لا يعلمه إلا الله، والتنجيم يقوم على ادعاء معرفة المستقبل أو التنبؤ بما سيحدث، وهذا يعد شركاً. قال الله تعالى:
"قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل: 65)
تحذير النبي صلى الله عليه وسلم
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التنجيم وأعمال العرافين، حيث قال:
"من أتى عرَّافاً أو كاهناً فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزِل على محمدٍ" (رواه أحمد).
التنجيم يروج لفكرة الاستسلام للأقدار المكتوبة في النجوم، مما قد يدفع الإنسان إلى ترك العمل والاجتهاد في الدنيا، وهو ما ينافي التعاليم الإسلامية التي تحث على السعي والعمل والتوكل على الله.
التنجيم في الإسلام ليس مجرد تسلية، بل هو ممارسة تحمل خطراً كبيراً على عقيدة المسلم، لما فيها من مخالفة للتوحيد، وادعاء علم الغيب، وتعظيم ما لا يجوز تعظيمه. لذلك يجب على المسلم أن يبتعد عن التنجيم وسائر الممارسات المرتبطة به، وأن يثق بالله ويتوكل عليه في كل أمور حياته