إعلان جديد لمليشيات الحوثي كشف ارتباك جهازها الأمني في إدارة الغطاء الأمني لزعيمها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية باستهدافه.
ففي آخر إعلانات المليشيات الأمنية زعمت مليشيات الحوثي "إحباط أنشطة استخباراتية" تقف وراءها وكالة المخابرات الأمريكية وجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وذلك في معقلها الأم صعدة (أقصى شمالي اليمن) وكان يستهدف زعيمها المختبئ في كهوف المحافظة.
واتهمت مليشيات الحوثي الشيخ القبلي "حميد حسين فايد مجلي" وهو شقيق نائب رئيس المجلس الرئاسي عثمان مجلي بالوقوف خلف "الخلايا الاستخباراتية"، في خطوة كشفت حجم ارتباك المليشيات وضعف جهازها الأمني وعجزه عن تأمين معقله المحصن.
وتأتي مزاعم المليشيات الحوثية عقب أشهر من اختطاف موظفي المنظمات الأممية والدولية وعاملي البعثات الدبلوماسية، الذين لفقت لهم نفس التهم وأجبرتهم على الإدلاء باعترافات قسرية معدة مسبقا.
ثقل مجلي وقيود في صعدة
لم يكن توجيه مليشيات الحوثي التهم لمجلي هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، إذ تخشى المليشيات بشدة من الرجل الذي ينحدر من معقلها صعدة وله ثقل قبلي كبير داخلها، وكان له فضل السبق في مواجهتها منذ نشأة الجماعة في الثمانينيات والتسعينيات.
وكشف توجيه مليشيات الحوثي التهم لمجلي، انزعاج الجماعة الكبير من هذه العائلة التي قدمت تضحيات كبيرة في مواجهة توسع المتمردين في محافظة صعدة وما زال نفوذها قائماً رغم سيطرة المليشيات عليها.
وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي فرضت قيودا مشددة في صعدة منها الحصول مسبقا على تصريح أمني لزيارة معقلها وذلك ضمن احترازات أمنية للجماعة تستهدف إبقاء معقلها الأم محصناً لقياداتها في الصف الأول وكذا زعيمها.
وظهر ذلك جليا، من إعلان المليشيات ضبط خلية تجسسية، الأربعاء، زعمت أنها كانت تحاول "رصد وجمع معلومات عن أماكن تواجد زعيمها عبدالملك، وبعض القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، والشخصيات الكبيرة الموالية للمليشيات".
المصدر ذاته أشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها المليشيات إحباط مخطط استخباراتي يستهدف زعيمها، وهي خطوة "تكشف ارتباك المليشيات في إدارة الغطاء الأمني لقياداتها الكبيرة وعلى رأس ذلك زعيمها".
وأوضح المصدر أن المليشيات تحاول مواجهة التهديدات الإسرائيلية بالوصول إلى قياداتها بإظهار ندية أمنية مع الموساد الإسرائيلي من ناحية، ومحاولة إرهاب سكان محافظة صعدة ومنع أي اختراق أمني عن طريقهم خاصة، وأن صعدة هي ملاذ كل القيادات الحوثية الهاربة من التهديدات الإسرائيلية.
وقال المصدر إن تحركات المليشيات تكشف مدى الذعر والارتباك الذي تعيشه من مواجهة مصير مشابه لما حصل لحزب الله وقياداته من قبل إسرائيل، التي توعدت باستهداف "البنى التحتية للجماعة الحوثية وقطع رؤوس قادتها كما فعلت مع قادة حماس وحزب الله إسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصر الله".
وكشفت مصادر أمنية ومحلية في محافظة صعدة لـ"العين الإخبارية" عن أن مليشيات الحوثي شنت حملة اعتقالات ضد مهاجرين أفارقة يتواجدون في محافظة صعدة.
وتنشط عصابات تهريب مرتبطة بقيادات حوثية في نقل مهاجرين أفارقة من صنعاء وصعدة مقابل مبالغ مالية تصل إلى ألف ريال سعودي عن كل فرد.
وحسب المصادر تعيش المليشيات حالة استنفار كبيرة في محافظة صعدة وصلت حد إطلاق النار بشكل مباشر على كل من يتجاوز عناصر حوثية أو نقطة تفتيش حيث قتل 3 من أبناء قبيلة خولان خلال 4 أيام لعبورهم بجوار نقاط تفتيش مستحدثة دون توقف .
فشل تأمين صعدة
منذ اجتياح صنعاء، اختطفت مليشيات الحوثي نحو 20 ألف يمني وزجت بهم في معتقلاتها السرية، ولفقت للعديد منهم تهم التجسس لصالح الشرعية والتحالف العربي وهي تهمة تطورت مؤخرا لتصبح لصالح "أمريكا وإسرائيل" عقب تصاعد تبادل الهجمات بينهما.
وكانت مليشيات الحوثي قد اتخذت عدة تدابير لحماية قياداتها منها أنفاق مركزية في صنعاء وأنفاق وكهوف جبلية في صعدة، كما تحركت المليشيات لتشديد قبضتها على محافظة صعدة ومنع الوصول إليها إلا بضمانات من قيادات وشخصيات موالية للمليشيات.
وكانت مليشيات الحوثي فرضت حالة طوارئ غير معلنة في مناطق سيطرتها وضخت الأموال لزعماء القبائل وقدمت إغراءات لحزب المؤتمر (جناح صنعاء) مؤخرا في مسعى لتحصين ما تسميه "الجبهة الداخلية" ومنع انهيارها من الداخل حال تفكيك هيكل قياداتها.