آخر تحديث :الأحد - 13 أبريل 2025 - 12:50 ص

الصحافة اليوم


سجال حاد حول مستقبل حضرموت: حكم ذاتي أم جزء من دولة الجنوب

الإثنين - 07 أبريل 2025 - 02:31 م بتوقيت عدن

سجال حاد حول مستقبل حضرموت: حكم ذاتي أم جزء من دولة الجنوب

عدن تايم/ العرب

جدّد المجلس الانتقالي الجنوبي المتبنّي لمشروع تأسيس دولة الجنوب المستقلّة تمسّكه بمحافظة حضرموت أكبر محافظات اليمن مساحة وإحدى أغناها بالثروات الطبيعية كجزء من الدولة المنشودة، وذلك في سياق السجال الحاد الدائر بينه وبين حلف قبائل حضرموت الذي تحوّل إلى مشروع مضاد لمشروع المجلس عبر تمسّكه بفكرة الحكم الذاتي في الحافظة.


وقال فضل الجعدي عضو هيئة رئاسة الانتقالي الجنوبي إنّ “حضرموت لن تكون خارج السرب الجنوبي كما يعتقد البعض، وهي التي لطالما عبّرت في أكثر من مناسبة عن انتمائها الصادق والمقدس إلى الوطن الجنوبي الكبير.”


وجاء ذلك غداة إطلاق عمرو بن حبريش رئيس مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت تصريحات شديدة هاجم فيها قيادة الانتقالي وأكّد خلالها المضي في مشروع الحكم الذاتي وتأسيس قوةّ عسكرية للحلف، معلنا قطع الحوار مع مجلس القيادة الرئاسي ممثل الشرعية اليمنية والتواصل مباشرة مع المملكة العربية السعودية.


وأضاف الجعدي في تعليق عبر منصة إكس أن أبناء حضرموت أكّدوا “فعلا وقولا أن جغرافية الأرض الجنوبية من حوف إلى باب المندب تتنفس برئة واحدة ومسامات واحدة ومصير مشترك واحد وفي آفاق عمل وطني جنوبي تحرري وعلى قدر واقتدار كاف وجدير بحسم المعركة النهائية.”


وينطبق تعبير “المعركة” على ما يدور حاليا بين حلف القبائل والانتقالي الجنوبي اللذين وصل التضادّ بين مشروعيتهما إلى قمّة التناقض بعد أن برز الحلف كقوّة وازنة على الأرض وفي كواليس السياسة.


وشجّع قبول المملكة العربية السعودية بحلف قبائل حضرموت طرفا محاورا بشأن وضع المحافظة ومصيرها قيادة الحلف على المضي في تصعيدها السياسي ضدّ السلطة الشرعية اليمنية والانتقالي الجنوبي على حدّ سواء، وهو ما جسّده بن حبريش خلال اجتماع موسّع مع ممثلي القبائل عقده أياما قلية بعد عودته من الرياض حيث كان قد التقى بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.


وقال رئيس الحلف في خطابه بالاجتماع إنّ الهدف الذي تسعى له القيادة الحضرمية هو إقامة حكم ذاتي في حضرموت بما يضمن لأبنائها إدارة شؤونهم بعيدا عن الصراعات والمناكفات السياسية.


وأكد أن حضرموت لن تتعامل مع مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة أو أي جهة محلية أخرى بل ستتجه إلى التعامل المباشر مع المملكة العربية السعودية التي وصفها بالشريك الحقيقي والداعم لحضرموت.


ووجّه بن حبريش نقده لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي لـ”توجيهه تهديدات خلال زيارته الأخيرة إلى المكلاّ” مركز محافظة حضرموت، واصفا ذلك بأنّه “تصعيد غير مبرر” ومؤكدا أن أبناء المحافظة “يرفضون أي وصاية أو تهديد من أي طرف.”


كما أكد “على مواصلة عملية تجنيد أبناء حضرموت لحماية أرضهم برا وبحرا في إطار بناء قوة حضرمية مستقلة قادرة على حماية المحافظة وضمان أمنها واستقرارها.”


وأثارت تلك التصريحات ردود فعل متباينة عكست عمق الخلافات حول وضع ومصير أكبر محافظة يمنية مساحة وأغناها بالثروات وأهمها من حيث الموقع.


ورحب السياسي ناصر حبتور بموقف بن حبريش الذي وصفه بـ”المتقدم والجريء في مواجهة سياسات الإقصاء والتهميش التي تتعرض لها محافظات الشرق وعلى رأسها حضرموت”، بينما اعتبر الإعلامي ياسر اليافعي ما ورد على لسان قائد حلف القبائل انعكاسا لـ”مشروع يسعى إلى إضعاف قوات النخبة الحضرمية (التابعة للانتقالي الجنوبي) لصالح تشكيلات قبلية يجري إعدادها بدعم من جهات معينة.”