آخر تحديث :الخميس - 05 ديسمبر 2024 - 03:17 ص

اخبار وتقارير


أم المقاومين.. مسنة #لحـجية اغتالها قناص حوثي لكشفها مواقعهم للمقاومة

الإثنين - 16 أبريل 2018 - 11:41 م بتوقيت عدن

أم المقاومين.. مسنة #لحـجية اغتالها قناص حوثي لكشفها مواقعهم للمقاومة

كتب/ فاطمة العبادي

لا شي كان يعكر صفو عائلة المسنة نعومه، الكبيرة المكونة من أبناءها السته واحفادها، منزلها المتواضع في حارة سوق الصيد في حوطة لحج كان يضج بالصغار والكبار من أبناء الحي الكل كان يتواجد في منزلها ويتذوق من طبخها كل يوم.
عند سماع رصاص البنادق الأولى فزعت الحاجة نعومه، التي هبت لجلب باص كبير لتنقل فيه أفراد عائلها إلى مكان آمن، دخلوا أفراد عائلها القاطنين منهم في الحوطه إلى الباص وبصوت واحد.. وانتي ؟، أجابت:( لمن ساترك الشباب المقاوم هنا، لم يتبقى من العمر أكثر من الذي مضى عمري مات من زمان )، كانت تخشى على أبنائها واحفادها كثيراً.
لازمت المسنة نعومه منزلها في الحوطه برفقتها ولدها مجيد وأولاد ابنتها عهد و أحمد دون آي امرأة تعاونها في المنزل، مخاطرة بحياتها مرارا وتكراراً وهي تجتاح أسلاك الحصار وتعبر بسيارتها الخاصة وعلى حسابها الخاص الى منطقة الشيخ عثمان و تجلب الغذاء الكافي والمشتقات النفطية والعلاج ومن ثم ترجع إلى منزلها و وتعد الطعام لهم.
كل صباح كانت المسنة اللحجية تذهب لايصال الطعام والشراب إلى العجزة في منازلهم، وعند عودتها تخبر شباب المقاومة عن الاماكن التي يتواجد فيها القناصة الحوثيين، وهو ما دفعهم عندما كشف امرها، لضرب منزلها بالاربيجي واطلقوا الرصاص على سيارتها وقطعوا خطوط الاتصال المنزلية حتى لا تتمكن بالاستنجاد بأحد.. خرجت لتتفقد الأمر واذا بالقناص يطلق عليها ثلاث رصاصات في الظهر وواحدة اخترقت الكبد.
لحسن الحظ كان احد الاطباء موجود آنذاك واستطاع تخليص رصاصتين منها ولم يتمكن من معرفة مكان الثالثة حملها أولاد ابنتها على متن دراجة نارية، وتمكنوا بعد عناء من الوصول إلى مستشفى الوالي في عدن، وقبل أي محاولة إنقاذ فارقت الحياة على الفور في 30/4/2015.
ذات يوم الحادث، كانت ابنتها البكر التي نزحت إلى تعز تمر بوعكة صحية خطيرة، قالت لاحفادها اليوم سأذهب إلى تعز لاطمئنان على والدتكم والعوده ولكنها شائت الأقدار قبل أن تذهب.
وتتذكر احدى حفيداتها : يوم الحادث شعرنا بوقوع كارثة ولم نعلم ماهي خطوط الهاتف كانت مقطوعة وأمي في حالة مرضية شديدة حتى اتصلوا بنا واخبرونا بأنها شظية اصابتها ولكننا علمنا أنها توفيت واصابنا الحزن العميق وانحبسنا لأيام في أحد الغرف وكنا نبكي داخلها بشدة حتى لا تسمع امي أصوات البكاء .. وبعد مرور أيام ابلغها خالي بالقصة وقمنا بالاعتناء بها بشكل جيد حتى استعادت عافيتها .
يتذكر كل مقاوم في لحج يذكر نضال الحجة نعومة وتضحيتها الجبارة كيف لا وهي من اطلق عليها: " أم المقاومين".