آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 04:17 م

تحقيقات وحوارات


حوار- القيادي المؤتمري عادل الشجاع: قيادات في الخارج مازالت تضع رجل في #صنـعاء

الأحد - 12 أغسطس 2018 - 08:51 م بتوقيت عدن

  حوار- القيادي المؤتمري عادل الشجاع: قيادات في الخارج مازالت تضع رجل في #صنـعاء

حاوره/ مدير التحرير

" السهل الممتنع" هو الوصف الاقرب للدكتور د. عادل الشجاع عضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام ، عقب اول لقاء سريع لي معه في  العاصمة المصرية القاهرة لإجراء هذا الحوار السريع، والذي تفاجئت في بدايته من فتح الرجل النار على قيادات حزبه قبل أن تطال نيرانه الرئيس هادي والشرعية وجناح قطر في الإصلاح، متحدثا بصراحة لم اتوقعها عن كثير من خفايا حزب المؤتمر التي أوضحت كثير من علامات الاستفهام حول وضع ومستقبل الحزب الأول في البلد والذي باتت قيادته على مفترق طرق المصالح رغم امال قواعده العريضة وتهويل الإقليم والخارج.


-بداية دكتور عادل.. ما هو تقييمك لوضع حزب المؤتمر اليوم عقب الأحداث العاصفة التي مر بها؟

ربما كان حزب المؤتمر سيكتسب قوة اضافية بعد مقتل صالح، لكن للاسف الشديد قيادات الحزب في الخارج، لم تكن عند مستوى المسئولية، تركت زمام الأمور بيد قيادات الداخل المعتقلة تحت تهديد السلاح الحوثي، مما جعل المؤتمر يظهر وكأنه منقسم على ذاته، بينما لا يوجد انقسام، لكن بوادر انقسام القيادات واضحة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه رغم تماسك القواعد.


-ما سبب انقسام القيادات الذي تتحدث عنه؟

القيادات لم تكن عند مستوى الحدث ولم يكن لديها القدرة لقراءة اللحظة، وقيادة الحزب واليمن الى السلام، كون المؤتمر حزب مدني ومقبول إقليميا ودوليا، وكان السفراء الغربيون يحثون المؤتمر لتقديم هويته الجديدة، للتعامل معه فيما يتعلق بمستقبل اليمن.


- مراقبون يرون أن الحزب تشظى إلى عدة أجنحة : جناح الحوثي في صنعاء والشرعية وجناح الخارج في عدة عواصم.. ما رايك؟

" الشرعية" هذا لا يعتبر جناح لأنه حدد موقفه منذ ٢٠١١، نحن نتكلم عن القيادات في صنعاء والخارج، وسيكون التنازع اذا لم تتمسك قيادات الخارج بزمام القرار وتحاول الحفاظ على قيادة جماعية والبحث عن حماية لقيادات الداخل من المجتمع الدولي، حتى تتمكن من المقاومة وعدم الارتهان لمليشيات الحوثي.

- كيف هي علاقة الحزب بالتحالف مع زيارات عددا من قيادات الحزب للرياض وابوظبي ؟ 

حقيقة كان هناك تنسيق مع التحالف لكنه تعثر حاليا، بسبب بعض القيادات التي مازالت تضع رجل في صنعاء ورجل في الخارج، ويخشون تفجير منازلهم في صنعاء، مفضلين مصالحهم الشخصية على الحزب والقواعد.


- ماذا عن علاقة احمد علي ودوره في قيادة الحزب؟

احمد علي عضو لجنة دائمة وهو ايضا احترم وجوده القيادي في الصف الثاني ولم يحاول أن يحضر نفسه ويتدخل في الحزب، وهذا يدل على أن الرجل يمتلك حنكة قيادية كما شهد له خلال تسليمه الحرس الجمهوري في وقت كان يمكنه استخدام العنف، فالرجل يمتلك قاعدة شعبية كبيرة واعتقد انها ستدفعه في يوم من الايام للانخراط في المجال السياسي. 


- هل يعمل طارق صالح تحت جناح حزب المؤتمر؟

كما هو معروف طارق صالح لا علاقة له بالمؤتمر، هو قائد عسكري يحاول تجميع قوات الحرس الجمهوري ويخوض معركة لمواجهة الحوثيين ويحاول أن يستقطب من الجيش وهذه المؤسسة ستكون تابعة لمن يحكم في المستقبل سوء المؤتمر أو غيره.


- كيف تنظر الى دعوة البركاني للمصالحة مع الإصلاح؟

الدعوة ممتازة، لكنها شخصية واعتقد أن الموقف الذي وجد البركاني نفسه فيه خلال عرس نجل حميد الأحمر وردود الفعل في مواقع التواصل الاجتماعي دفعه إلى الدعوة لهذا الحوار، والحوار مطلوب بين كافة مكونات الشرعية فهذه المكونات بحالة مواجهة مع الانقلاب لكن للأسف كل هذه الأطراف مازالت مصالحها متناقضة وتعيق الشرعية، شرعية المؤسسات وليس الأشخاص كما يعتقد البعض، فحتى اللحظة مازالت مؤسسات الشرعية غائبة فلا يوجد نموذج في تعز أو عدن، يمكن الاحتفاء به، وتشجيع من لازالوا تحت سيطرة الحوثيين ليفروا الى هذا النموذج.


- مقاطعا.. تتوقع نجاح التقارب..

اقول نحتاج الى هذه المصالحة ليس بين المؤتمر والإصلاح فقط، وانما كافة المكونات، لكن اعتقد أن التيار الإعلامي داخل الإصلاح أغلبه يعمل مع التوجهات القطرية وليس من مصلحته أن تكون هناك مصالحة بين الحزبين، فنجده دائماً، يعمل على التحريض واستفزاز المؤتمر، وإعاقة المصالحة بين الطرفين.

يفترض أن يكون هناك تقارب فليس من المعقول أن تكون النخب من مختلف الأطياف في الخارج بينما تبقى البلد بيد عصابة إرهابية، فإذا كانت تعيش دورها يفترض أن تعمل على قضية المصالحة الوطنية بين المكونات وإصلاح الشرعية، التي تعاني من خلل كبير في داخلها، فعلى سبيل المثال ، الحكومة هناك تيار معين استحوذ على كل شي، كما تعرض السلك الدبلوماسي لعملية تجريف لكوادره واستبدالهم باشخاص لا علاقة لهم بالدبلوماسية حيث أصبحت علاقة اليمن بالمجتمع الدولي صفرية.

نحن نحتاج الى تطبيق الشراكة التي يريدون اسقاط الحوثيين بسببها، بينما هم يمارسون نفس الدور ويرفضونها، هذه النخب بحاجة إلى أن تترفع عن صغائر الأمور لتحقيق مشروع وطني مستقبلي يستطيع مواجهة عصابة الحوثي الإرهابية.


- ما مستوى التنسيق بين الحزب والرئيس هادي؟

كان هناك اتفاق بين قيادات الخارج وتم تكليف وفد بمقابلة الرئيس هادي لكن لم يخرج بشيء، هادي شخص يقول شيء ويفعل شيئا اخر، والرجل من مصلحته أن يبقى الوضع على ما هو عليه، لأنه يعتقد أن استقراره على حساب بقاءه في السلطة وهادي منذ تولى رئاسة الجمهورية، وهو مشغول برئاسة حزب المؤتمر تاركا فراغا كبيرا في رئاسة اليمن، ففقد الإثنين.


- ماذا عن رئيس الوزراء الدكتور احمد بن دغر؟

نعم كان هناك تواصل مع بن دغر ولكن للاسف الرجل مقيد على مستوى إدارة الحكومة وتفتعل له المشاكل بين الحين والآخر، بن دغر هو رجل برجماتي واكثر رؤساء الحكومة امتصاصا للخلافات لكن لم تترك له الفرصة لإدارة الحكومة بشكل صحيح.


- شاركت في جنيف هل تتوقع نجاح المفاوضات القادمة مطلع سبتمبر؟

لن يكتب لاي مفاوضات النجاح، مالم تلتق الأطراف للتوقيع فقط وانا سبق أن طرحت ذلك لغريفيث، لكي لا يدخل في دوامة بناء الثقة وينفض كل شيء قبل التوقيع.


- من سيمثل المؤتمر في المفاوضات؟

هادي يرفض إشراك المؤتمر في المفاوضات والحوثيين يرون إشراك مؤتمر مسخ في صنعاء واذا لم تسارع قيادات الخارج في الوقت الراهن الى تشكيل قيادة جماعية باعتقادي أن المؤتمر الحقيقي المرتبط بقواعده سيكون خارج المفاوضات، فيما ستقتصر المشاركة على مؤتمر صنعاء المسخ و مؤتمر هادي ٢٠١١.


- ما هو توقعك لمستقبل حزب المؤتمر عموما وفي المحافظات الجنوبية خصوصا؟

المؤتمر يتواجد في كل المحافظات لكنه غير قادر على إدارة العملية التنظيمية، فهو يستطيع أن يجذب إليه من القوى السياسية المختلفة، فالمجتمع الدولي لن يقبل بالجماعات الدينية المتطرفة والحوثيين والإخوان، لكن الحزب يعني من فراغ تنظيمي، وانا سبق أن قدمت خطة بعد مقتل الرئيس صالح الشق الأول منها يتمثل في زيارة الدول دائمة العضوية للبحث عن دعم سياسي للحزب وحماية قيادته في الداخل، والثاني متعلق بالجانب الإعلامي والثالث التنظيمي، لكن حتى هذه اللحظة لم نستطيع الاجتماع بسبب تسويف ومماطلة بعض القيادات خوفا على مصالحها الشخصية.


- هل تتوقع نجاح مساعي وزير الداخلية احمد الميسري لتشكيل مؤتمر جنوبي؟

بالتأكيد ستفشل، هذه الدعوات التي تحمل مشاريع صغيرة، هناك تجاذبات وجماعة هادي والميسري للاسف الشديد لا يدركون أن المخرج المستقبلي لليمن هو بوجود حزب كبير مثل المؤتمر، الذي اشبهه ب"الجامع" لا يسأل لماذا، كل من يدخل إليه او يخرج منه.


- من أبرز المرشحين لقيادة المؤتمر خلال الفترة المقبلة؟

بالنسبة للصف الامامي في الحزب  فلوائح وأنظمة المؤتمر لا تسمح بالتعيين، وبسبب شغورية مقعد رئيس وأمين عام الحزب عقب تصفيتهم من قبل مليشيا الحوثي الارهابية، فموقعهما سيظل شاغرا حتى انعقاد المؤتمر العام، فيما تسمح اللائحة الأمناء العموم المساعدين للقيام بدورهم كلا في جانبه السياسي والإعلامي والتنظيمي..الخ.

من هنا نقول إن القيادة يجب أن تكون جماعية حتى الوصول إلى المؤتمر العام، لكن البعض يعتقد أنه سيجمع عدد من الأسماء للقفز الى الصف الامامي.


- متى تتوقع انعقاد المؤتمر العام؟

لا يمكن انعقاد المؤتمر العام في ظل الحرب ويجب أن تعي القيادات مسؤوليتها وتجتمع لإقرار القيادات الجماعية، أو سيبادر الصف الثاني ليشكل قيادة جماعية لإدارة المرحلة حتى الوصول إلى المؤتمر العام.


- سيطرت المليشيا على موارد الحزب ما هي مصادر تمويل أنشطته ووسائل إعلامه حاليا ومستقبلا؟

بالنسبه الى قيادات الخارج يعتمدون على تمويل ذاتي، بينما ٢-٣ من القيادات الفوقية ربما يحصلون على مساعدات، انا عضو لجنة عامة مثلا واعتمد على محاضراتي في بعض الجامعات، ومثلي الكثير من أعضاء اللجنة العامة.

الحزب لا يمتلك أموال في الخارج فقط عقارات في الداخل و 500 مليون دولار في البنك المركزي، عمل هادي على تجميدها عقب توليه الرئاسة ثم لجأنا للقضاء الذي حكم بالإفراج عنها، بعد ذلك جاءت جماعة الحوثي وصادرت أموال ومقدرات الحزب حتى اللحظة.


- ما هو سيناريو الخروج من الازمة الذي ترجحه خلال الفترة القادمة؟

اتوقع أن يكون هناك سيناريو سريع، خصوصا أن مليشيا الحوثي تعمل على مشروع الموت فهي ليس لديها مشروع متجدد بين لحظة وأخرى، وهذا سيضغط على التحالف لعدم إطالة أمد المعركة، حيث لن يستطيع حسمها بادواته الحالية، وسيكون عليه اصلاح الشرعية اولا، لتتمكن من هزيمة الحوثي قبل الذهاب الى المفاوضات لتحقيق السلام، الذي لن يتحقق فيما المليشيا تمتلك السلاح وتسيطر على معظم المحافظات الشمالية.


ختاما.. كيف تتوقع أن يتم اصلاح الشرعية؟

من خلال ضغط التحالف لتشكيل حكومة شراكة تجمع كافة القوى السياسية ويتم الاتفاق على مشروع مستقبلي، حيث سيكون من العار على النخب أن تظل في الخارج وتترك الوطن لعصابة الحوثي.