آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 05:21 م

تحقيقات وحوارات


تحقيق خاص : بلغت 248 حالة.. حمى الضنك تلتهم أجساد المواطنين في #حضـرموت

الأربعاء - 12 ديسمبر 2018 - 05:58 م بتوقيت عدن

تحقيق خاص : بلغت 248 حالة.. حمى الضنك تلتهم أجساد المواطنين في #حضـرموت

تقرير لعدن تايم / إسلام محمد

يعاود إنتشار مرض حمى الضنك الفتاك بشكل واسع في محافظة حضرموت في ظل عجز المرافق الصحية عن مواجهة المرض ومع نقص الإمكانيات والمستلزمات الصحية اللازمة في معظم المستشفيات والمرافق التابعة لمحافظة حضرموت،والتي شهدت إقبال كبير من حالات الاصابة بحمى الضنك من جميع مناطق مديريات المحافظة من ضمنها حالات خطيرة قد تحتاج الى نقل صفائح دموية عوضا عن الذي تم فقدانه من هذه الصفائح خلال فترة مواجهة الجسم للمرض لدى الضحية.


وإنتشرت من بدء الحرب الأخيره التي شهدتها البلاد مطلع 2015 العديد من الأمراض المعدية والقاتلة في مقدمتها (حمى الضنك الكوليرا،الملاريا، والدفتيريا، والخ) والتي تسببت بوفاة الاف الضحايا من شتى المحافظات لا سيما المحافظات الواقعة في الجنوب والتي تعرضت للحروب والحصار الخانق وأيضا نتيجة الأعاصير التي ضربت عدد من المحافظات الساحلية منها في الأونة الأخيرة.

وشهدت محافظة حضرموت إنتشار غير مالوف لمرض حمى الضنك والذي بات يوصف بالوباء بسبب تزايد حالات الإصابة بهذا المرض القاتل يوما بعد يوم ، الذي وصل عددهم حسب مصادر طبية لعدن تايم إلى 248 حالة إصابة بحمى الضنك في عموم مديريات ساحل ووداي محافظة حضرموت .

ويبقى السؤال هنا لماذا لم يتم مكافحة هذا الوباء الخطير و السعي وراء التخلص من المصادر المساعدة لإنتشاره من قبل الدولة بمحافظة حضرموت؟
واصبح المواطن يكابد ما بين ضنك الحياة والمعيشة ، وضنك الحمى.. كمأساة قد تؤدي لتساؤلات عديدة عن مسبباتها؟

- طفح المجاري وبرك المياه الراكدة:

طفح المجاري ومياه الصرف الصحي وإختلاطها مع أكياس القمامة والمخلفات البشرية والذي يؤدي الي تكون برك المياه الراكدة الملوثة قد يكون إحدى أهم العوامل المساعدة لإنتشار حمى الضنك والملاريا وغيرها من الإمراض الذي قد تتسبب في كارثة صحية ربما تتعرض لها المحافظة، في حين تعتبر المياه الراكدة وبرك مياه مجاري الصرف الصحي أكثر البؤر الملائمة لتكوين يرقات البعوض الناقل الرئيسي لهذا المرض الفتاك.

إلى جانب ما يسببه طفح المجاري من تشويه للمنظر العام والحضاري ،والروائح الكريهة والعفنة والغازات القاتلة التي تنبعث منها ، ووجود مواد كيمائية خطيرة تؤدي إلى تشقق وتأكل اسفلت الشوراع والذي بدوره بتسبب في إعاقة و عرقلة حركة المرور لدى المواطنين .

وخلال نزول ميداني لعدن تايم لتغطية مستجدات مرض حمى الضنك لمنطقة الديس المكتضة بالسكان وسط المكلا التي بات يصفها المواطنون: بالغارقة بالمجاري"،
وتحدث المواطن انيس حسين من أبناء منطقة الديس لعدن تايم قائلا( وصل بنا الحال من طفح مياه المجاري إلى تدفقها ومرورها بالقرب من منازلنا ومكان عيشنا ، والذي قد يؤدي ذلك لأن نكون فريسة سهلة للبعوض من خلال تكاثرها بالمياه المتجمعة أمام منازلنا).

- ضعف العملية التوعوية:

يعاني المواطنون بمحافظة حضرموت من قلة الوعي والإدراك لأساليب الوقاية والتحصن من خطر مرض حمى الضنك القاتل ،وذلك يأتي بسبب ضعف العملية التوعوية من قبل الجهات الصحية المختصة بذلك، والذي قد يكون إحدى الأسباب التي تؤدي إلى إتساع دائرة إنتشار المرض لجهل المواطنين وعدم معرفتهم في التعامل مع ذلك المرض وعدد من الأمراض الأخرى .

ومحافظة حضرموت في هذا الظرف الطارئ بحاجة الى تكاتف وتعاون جميع وسائل الإعلام ،والجهات المختصة لنشر اكبر قدر ممكن من الرسائل التوعوية للوقاية ومكافحة المرض لشريحة كبيرة من المواطنين خصوصا في المناطق النائية بمحافظة حضرموت.

وذكر المواطن سالم باظروس من منطقة دوعن قائلا (كنت أرى معظم اطفال منطقتي يلعبون ويسبحون في برك مياه الامطار الراكدة ولم أمنعهم من ذلك، بسبب عدم معرفتي وإدراكي بخطورة ما يعمله هؤلاء الاطفال وما قد يسببه لهم من امراض خطيرة أبرزها مرض حمى الضنك).


- عجز المستشفيات والمرافق الصحية:

تعاني معظم المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية التابعة لمحافظة حضرموت من شحة المواد والمستلزمات الطبية والمحاليل الوريدية الضرورية للسيطرة على المرض لدى المرضى المصابين بحمى الضنك وعدد من الامراض الاخرى التي شهدت حضرموت إنتشارها في الفترة الأخيرة .

ويرجع السبب وراء هذا العجز ، الإهمال والتقصير الذي قد يكون متعمد من قبل الحكومة والجهات المختصة المكلفة بمواجهة المرض، وعجزها عن توفير الاحتياجات الطبية اللازمة للحد من إنتشار المرض، وايضا الفساد الذي يكاد ان يكون مستشري ببعض المرافق الصحية بمحافظة حضرموت.


- لقاء يجمعنا مع مدير المركز الطبي العام بمديرية بويش:


وخلال زيارة خاصة وحصرية لعدن تايم إلى المركز الطبي العام بمديرية بويش بالمكلا إحدى أبرز المرافق التي يرتادها مرضى حمى الضنك بمحافظة حضرموت، التقينا القائم بأعمال مدير المركز الطبي العام الأخ / محمد باحميش في حوار خاص و حصري لعدن تايم حول مرض حمى الضنك ومدى قدرة المركز على مواجهة المرض وتحدث الأخ باحميش قائلا ( يعتبر مرض حمى الضنك من أكثر الأمراض التي يستقبلها المركز يوميا بما يقارب 7 حالات اشتباه ما بين مرض حمى الضنك والحمى الفيروسية، والتي جميعها تحتاج الى حقن المريض بالمحاليل الوريدية اللازمة على الفور للسيطرة على المرض بأسرع وقت ممكن).

وذكر الاخ باحميش ايضا (ونظرا للكم الهائل من المرضى الذي يستقبله المركز بشكل عام، يؤدي ذلك إلى استهلاك عدد كبير من المحاليل والمستلزمات الطبية رغم عدم توفر الدعم الكافي من قبل الدولة والجهات المختصة مما قد يضطر المركز الى تحويل المرضى الى مرافق صحية أخرى للإشراف على علاجهم هناك).

وأكد ايضا قائلا ( يؤسفني ان اقول لكم انه في بعض الاحيان يضطر المريض لدفع مصاريف الإشراف الطبي والعلاج من حسابه الخاص، وذلك بسبب العجز التي تعانيه المرافق الصحية، مما يؤدي ذلك الى زيادة الحمل و العبئ لدى المواطن البسيط في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد).

وأخيرا نأمل ان تجد هذه المعضلة من يجعلها نصب عينيه وأبرز اولوياته من الجهات المعنية المخولة بذلك ،نظرا لما تسببه من كوراث وأفات صحية وبيئة قد تكون الدولة في غنى عنها في ظل التحديات والصعوبات التي تواجهها البلاد في جميع المحافظات، و ايضا نناشد من يعود له الأمر من إيجاد الحلول الجذرية والفورية من تصريف جيد ومحكم لمياه المجاري والصرف الصحي لمحافظة حضرموت، وتوفير الدعم اللازم للقطاع الصحي لها، وتنفيد حملات الرش ومكافحة البعوض بشكل دوري، وإقامة الدورات التوعوية التي قد يكون المواطن بحاجة ماسة لها لمواجهة هذا الوباء القاتل، ، كذلك نطمح ونأمل كل الخير إلى تكاتف وتلاحم المواطنين لمواجهة هذا المرض المييت مرض حمى الضنك الذي اصبح يهدد كل منزل واسرة بشكل غير مسبوق لم تشهده مديريات محافظة حضرموت في سابق عصرها.