آخر تحديث :السبت - 23 نوفمبر 2024 - 05:21 م

تحقيقات وحوارات


تحليل- ما موقع الانتقالي في ظل تصاعد خلافات الحكومة و #غريفيث ؟

الأحد - 26 مايو 2019 - 12:02 ص بتوقيت عدن

تحليل- ما موقع الانتقالي في ظل تصاعد خلافات الحكومة و #غريفيث ؟

عدن تايم/ خاص

من إتهام الحكومة اليمنية للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بالانحياز لمليشيات الحوثي ، مروراً بتوجيه مجلس النواب للحكومة بعدم التعامل مع المبعوث ، وصولاً إلى رسالة الرئيس هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، والتي طالب فيها بضمانات شخصية منه لاستمرار قبول مبعوثة الأممي .. تصعيدات شديدة اللهجة للشرعية اليمنية ضد الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ، التي كان لها رد شديد اللهجة أيضاً ، أكدت من خلالها ثقتها بمبعوثها الأممي إلى اليمن.

هذه التصعيدات بين الطرفان تؤثر في العلاقة بين الشرعية مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وقد تكسبها المزيد من التوتر خلال الفترة القادمة.
ويقدم محرر (عدن تايم) في هذا التقرير الخاص قراءة فيما وراء هذا التصعيد وهدف الطرف الحكومي منه .. وماذا عن استغلال مليشيات الحوثي لهذا التصعيد لمصلحتها .. وكذا كيف على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يجعل منها ممر عبور وصولاً لحضور قوي ضمن العملية السياسية في اليمن.


تصعيد الشرعية


تصعيد خطاب الحكومة والرئاسة اليمنية ، وقبل ذلك مجلس النواب المنتقد للمبعوث الأممي ، والداعي إلي عدم التعامل معه ، جراء سلوكه المنحاز إلى جانب مليشيات الحوثي ، سيما ما يخص إتفاق السويد بخصوص الحديدة .. هذا التصعيد يحمل خلف كواليسه عدد من التحليلات.
فالجانب الحكومي يرى في هذه التصعيد الذي يطالب بالتزام المبعوث الأممي إلى اليمن بالقرارات الأممية واتفاقات ستوكهولم ، وسيلة ضغط على الأمم المتحدة لتغيير مبعوث أمينها العام إلى اليمن مارتن غريفيث ، نظراً للتجاوزات الكبيرة ومباركته الأخيرة مسرحية الإنسحاب الأحادية في الحديدة ،والتي رفضها الجانب الحكومي.
إلا أن هذا التوظيف للضغط وتصعيد الخطاب ، يواجه العديد من العوائق ، أولها الموقف الأممي الذي أتى رداً على السلطة الشرعية ، وأكد ثقته بمبعوثه الخاص إلى اليمن ، والعائق الآخر هو أن الشرعية وقعت على اتفاق السويد الذي كان مبهم فيما يخص القوات الأمنية التي تتولى تأمين موانىء الحديدة ، وبالتالي وقعت في الفخ ، والأمر الثالث ضعف وهشاشة السلطة الشرعية وعدم فعاليتها من حيث حضروها وتواجدها على الأرض ، ناهيك عن إختراق الإخوان المسلمين فرع اليمن (حزب الإصلاح) للشرعية ، وتواطؤاه مع مليشيات الحوثي من جانب ، وعمله ضد التحالف من جانب آخر.


انعكاس التصعيد سلبيا


وأمام العوائق التي تقف في طريق مساعي الحكومة الشرعية للضغط على الأمم المتحدة ، وصولاً لتغيير المبعوث الأممي ، الذي دخل بخلافات مع الشرعية منذ ما بعد تعيينه ، ترجح احتمالا استغلال هذا التصعيد من أطراف أخرى بشكل سلبي ينعكس على الحكومة الشرعية.
ولعل أول من يسعى لاستغلال تصاعد الخلافات بين الشرعية والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ، هي مليشيات الحوثي الموالية لإيران ، والتي أصبحت في نظر المجتمع الدولي طرف وليست إنقلاب ، ناهيك عن مباركة المبعوث الأممي لمسرحية إعادة الانتشار في الحديدة .. وهذا الاستغلال يمكن في تعزيز علاقة المليشيات بالامم المتحدة ، وبالتالي تحاول إظهار الطرف الحكومة كطرف معرقل للعملية السياسية.


امكانة دخول المجلس الانتقالي لفرض نفسه ضمن معادلة الحل


ومع تزايد حضور المجلس الانتقالي وقواته الجنوبية وتحقيق الانتصارات على مليشيات الحوثي ، وكسرها للتصعيد الآخر على حدود الجنوب ، سيما محافظة الضالع التي أكدت ضعف وهشاشة مليشيات الحوثي الموالية لإيران ، نظراً للهزائم التي تتلقاها المليشيات على يد القوات الجنوبية.
وبالتزامن مع أشارت المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته الأخيرة إلى أهمية إشراك الجنوبيين في عملية السلام اليمنية ، تترجح فرصة دخول المجلس الانتقالي الجنوبي بقوة في عملية السلام كمثلل للجنوبيين ، سيما وهو يجري الآن حوار جنوبي جنوبي شامل وقد قطع فيه شوط كبيراً.
مع الفارق أن إحتمال دخول المجلس الانتقالي واشكراكه في عملية السلام ، ليس استغلال كما هو الحال مع مليشيات الحوثي ، بل هو حق جنوبي ، ومتطلب من بين أهم متطلبات العملية السياسية في اليمن.