آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

قضايا


من يبيع المعونات الغذائية في أسواق عدن ؟ ( تحقيق خاص )

السبت - 22 أكتوبر 2016 - 06:39 م بتوقيت عدن

من يبيع المعونات الغذائية في أسواق عدن ؟ ( تحقيق خاص )

عدن / وديد ملطوف :

بالرغم من كل جسور المعونات الغذائية الجوية والبرية والبحرية التي قامت بها دول الخليج وعلى راسها المملكة العربية السعودية والامارات والكويت وقطر وغيرها من الدول الاخرى بعد انتهاء الحرب يتساءل احمد صالح من سكان مديرية المعلا عن عدم وصول هذه المواد الاغاثية الى منطقته خلال الاشهر الأخيرة .
أحمد صالح وهو اب لاسرة كبيرة مكونة من 9 افراد ، ليس الوحيد الذي عانى هو واسرته بسبب الحرب وتشرد من منزله وعاش حياة النزوح مع بقية اسرته من مكان لاخر ، ايضا ناصر قاسم وهو من نازحي مديرية التواهي يقول )) بعد رحلة طويلة في النزوح والشتات والظروف القاسية التي مرت علينا تاملنا خيرا من بعد تحرير عدن بان المساعدات الغذائية التي وصلت بكثرة سوف تصل الى كل بيت ومن كل مكان ولكن خاب املنا .. كيف تقول الحكومة بان عدن ستكون مركز الاغاثه لعموم المحافظات وهي لم تستطع حتى اللحظة ان تغيث سكان عدن بشكل عادل وتوصل الاغاثة الى كل بيت)).

جسور من الاغاثات
في الثاني والعشرين من شهر يوليو العام الفائت وصلت اول سفينة مساعدات تابعة للامم المتحدة الى عدن منذ اربعة اشهر بسبب المعارك العنيفة والمستمرة وفي مساء نفس اليوم ايضا وصلت سفينة مساعدات ثانية اماراتية حيث حملت سفينة الامم المتحدة مساعدات غذائية تكفي لاطعام 180 الف شخص لمدة شهر ، ووصلت ايضا سفن كويتية واخرى تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وقبلها كذلك باسبوع وصلت قافلة شاحنات تحمل مساعدات تابعتان للامم المتحدة .
ومن بعدها توالت وصول المساعدات بكافة انواعها حيث وصلت طائرات للاغاثة من المملكة العربية السعودية حملت على متنها اطنان من المعونات الغذائية والطبية وغيرها وفقا للجسر الجوي الذي اقرته الحكومة السعودية عبر مركز الملك سلمان لاغاثة المتضررين من الحرب
وفي سياق متصل وصلت ايضا الى ميناء عدن في شهر اغسطس سفينة مساعدات تعتبر السابعة من قبل الهلال الاحمر الاماراتي حملت على متنها 832 الف طن من المساعدات الغذائية والانسانية للمتضررين من احداث الحرب وتعتبر الامارات من ابرز الدول التي سيرت مساعدات اغاثية لليمن برا وبحرا وادخلت مايقارب 13 الف و583 طنا من المساعدات المتنوعة لليمن .
ومنذ اعلان الحكومة اليمنية في السابع عشر من شهر يوليو تموز الماضي عدن عاصمة محررة من الحوثيين والقوات الموالية للرئس السابق علي صالح وصلت الى مطار عدن الدولي طائرات اغاثة من مختلف دول الخليج تحمل مساعدات للشعب اليمني الذي تعصف به ازمة صحية وغذائية من جراء الحرب .
وفي احصائية للمواد الغذائية التي ادخلتها هيئة الهلال الاحمر الاماراتية الى اليمن منذ بداية مارس الماضي وحتى شهر نوفمبر من العام 2015م فقد قدرت بحوالي 20 الف طن استفاد منها اكثر من 141 الف اسرة يتجاوز عدد افرادها 900 الف شخص في عدن ولحج وابين وابين وبعض المحافظات المجاورة والمناطق النائية حيث تعتبر هيئة الهلال الاحمر الاماراتي من اوائل المنظمات الانسانية التي وصلت قوافلها الى هناك .
وفي نفس التقرير ذكرت ان عدد المستفيدين فقط بمحافظة عدن حوالي 109 الف و500 اسرة وبعد وصول الباخرة العاشرة للهلال الاحمر الاماراتي الي اليمن والتي تحمل 2800 طن من المواد الغذائية المتنوعة يصبح اجمالي المواد الغذائية التي ادخلتها الهيئة الى اليمن حوالي 20 الف طن من خلال تسيير جسور برية وجوية وبحرية لليمن .
وفي لقاء حديث قبل ايام مع الدكتور محمد حلبوب في احد ى القنوات الاخبارية قال ان اجمالي البواخر التي وصلت ميناء كالتكس60 باخرة وميناء المعلا 40 باخرة خلال الفترة الماضية .

كثرة المعونات وتاخر الوصول للمستفيدين
وبالرغم من وصول كل هذه المعونات من كل مكان الى محافظة عدن الا ان المواطن في عدن لازال يشتكي من عدم وصول تلك المواد الغذائية الى كل بيت ومنطقة الا بعد شق الانفس ، وفي بعض الاحيان لاتصل بتاتا كما تحدث لنا سامي احمد من سكان منطقة الممدارة بعدن حيث قال : (( سمعنا بوصول بواخر تحمل مساعدات غذائية للنازحين والمتضررين من الحرب منذ شهور ولكن لم تصل لنا اي معونة الا بعد مرور اكثر من شهرين من التحرير وصلت لنا معونة بسيطة تحتلف تماما عن المناطق الاخرى عبارة عن دقيق وسكر وارز وتمر وبعض المعلبات )) .. مشيرا الى ان لديه اقارب في منطقة الشهيد عبدالقوي لم يتحصلوا حتى اليوم على اية معونات غذائية من اي جهة لا حكومية ولا خاصة وانهم قاموا بتقديم شكوى في احدى الصحف المحلية عن ذلك وبالفعل بعدها بيوم وصل اليهم فريق من الهلال الاحمر الاماراتي للبدء بتسجيلهم بكشوفات الصرف .
انتشار اسواق سوداء لبيع المعونات الغذائية
علي محمد بائع في احدى الاسواق في محافظة عدن وجدته يبيع مواد غذائية من التي اتت كمعونات للنازحين والمتضررين وعند سؤالي له من اين جلبت تلك المعونات قال لي بان هناك تجار يشترونها من المواطنين ويقومون بتزويد الباعة بتلك المواد ليبيعوها ولم يفصح لي اكثر من ذلك .
وقال ايضا بان الاهالي انفسهم هم من يقومون ببيع تلك المعونات لهم باسعار زهيدة بعضهم للحاجة للمال والاخر لتخزين القات واخرون لاسباب خاصة بهم ، مضيفا انه لايتحمل اي مسؤولية كونه مجرد بائع (طالب الله) يستلم نسبة من بيع تلك المعونات
وهكذا تستمر عملية البيع والشراء حتى شاهدناها تباع في الشوارع وباسعار رخيصة وازدهرت هذه الاسواق في الاونة الاخيرة بشكل ملفت بالذات في الاسواق الشعبية بالشيخ عثمان دون حسيب ولا رقيب في ظل عدم حصول الكثير من المحتاجين من سكان عدن على غذاء يسدوا به رمقهم ورمق اطفالهم واسرهم .

الية صرف المعونات اساس المشكلة
الية الصرف العشوائي دون كشوفات دقيقة تقدم من قبل فرق تقوم بالنزول الى كل بيت في كل منطقة ، الامر الذي ادى الى ازدواجية الصرف لنفس الشخص من اكثر من جهة وعدم التنسيق وايضا تاخر المنظمات المحلية الشريكة في التوزيع للمحتاجين ومحاولة اطراف انتهازية متنفذة التدخل في عملية استلام وتوزيع المعونات تحت مظلة منظمات مجتمع مدني او ائتلافات اغاثية لها علاقات مع شخصيات في اللجنة العليا للاغاثة ، لعلها من اهم الاسباب التي ادت الى عدم التوزيع العادل للمواد الغذائية للمتضررين والمحتاجين والتي ايضا ساعدت في تهريب تلك المواد وبيعها بالاسواق السوداء .
بعض المنظمات كالهلال الاحمر الاماراتي بدات بتوزيع تلك المعونات بنفسها الى كل الناس عبر فرق ميدانية تتبع لهم وحققت نجاح كبير بذلك في استهداف الكثير من المناطق النائية ومديريات محافظة عدن .

ختاما :
المطلوب اليوم من الدولة تشكيل لجان اغاثة مشهود لها بالنزاهة والحيادية في مختلف المحافظات تقوم باستلام المعونات الغذائية ومن ثم توزيعها على المتضررين من السكان جراء الحرب عبر كشوفات دقيقة وعمل قاعدة بيانات للمستفيدين في كل المناطق ، ايضا يجب عليها تشكيل لجان تقوم بالمسح والحصر في كل المناطق للاسر وادراجها في كشوفات استلام المعونات الغذائية بالذات المناطق النائية والبعيدة ومتابعة وتقييم توزيع تلك المعونات لتصل لكل المحتاجين ومحاسبة كل شخص تسول له نفسة التلاعب بتوزيع تلك المعونات .