آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:48 م

الاخبار المكررة


تعز عصية على المليشيات وريفها مسرح لهزائمها

الأحد - 06 ديسمبر 2015 - 07:41 ص بتوقيت عدن

 تعز عصية على المليشيات وريفها مسرح لهزائمها
مقاتل من المقاومة على أحد جبال المسراخ

تعز ــ وجدي السالمي

باتت المعركة في محافظة تعز (جنوب اليمن) تهم غالبية سكانها، إذ ينخرط الكثير من أبنائها في مختلف جبهات القتال ضد مليشيات الانقلاب التي يقودها المخلوع صالح والحوثي.
وطبقاً لمراقبين، وجد المواطن العادي في تعز نفسه متأثراً بما يقع في الجبهات من أحداث جراء الحرب الوحشية التي تشنها مليشيات الانقلاب، والتي تحترف القتل الجماعي بغير تمييز بين الرجال والنساء، وبين الأطفال والشيوخ، فأصبحت الحرب أكثر وأشد قرباً من المواطنين العادين.
وأصبح الرأي العام في تعز المتمتع بتعبئة معنوية عالية وإرادة للقتال والمقاومة رصيداً عسكرياً مهماً لمساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحت لواء الشرعية، لتحقيق النصر التاريخي في معركة تعز المصيرية.
وبحسب نشطاء ميدانين، يدفع المخلوع صالح بحشود بشرية وعسكرية من المليشيات (دون توقف) بهدف توسيع رقعة الحرب إلى الأرياف، معتمداً على قيادات سياسية واجتماعية وعسكرية من حزب المؤتمر الشعبي العام، ذراع المخلوع في تعز، والذي يعمل على تسهيل تمدد مليشيات الانقلاب، في مناطق الأرياف في بعض مديريات تعز.
وفي هذا الإطار قالت مصادر محلية لموقع "العربي الجديد" إن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح وبالتعاون مع بعض الشخصيات الاجتماعية من حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) أقدمت على اقتحام بعض مناطق مديرية حيفان جنوباً، والتمركز في أرياف المديرية، وسيطرت على نقطة مفرق الخطوة الذي كان تحت إشراف شرطة أمن مديرية حيفان.
وقال الصحافي في حيفان، أسامة الخرباش، إن بعض الشخصيات الاجتماعية في حيفان حاولت التفاوض مع مليشيات الحوثيين على الانسحاب، إلا أنهم رفضوا تحت مبرر تخوفهم من دخول قوات التحالف العربي إلى مناطق مديرية حيفان المرتبطة مع محافظة لحج الجنوبية من الجهتين الشرقية والجنوبية، بالإضافة إلى موقع مديرية حيفان الاستراتيجي والذي يطل على منطقة الراهدة ومديرية خدير (38 كيلومتراً) جنوب تعز.
وكانت قوات من الجيش الوطني قد وصلت مدعومة بقوات من الجيش السوداني إلى منطقة طور الباحة والمفاليس في محافظة لحج القريبة من حيفان، وأشار الخرباش إلى أن الحوثيين اشترطوا انسحاب تلك القوات المتمركزة بالقرب من مناطق حدودية مع حيفان، مقابل انسحاب المليشيات من حيفان، كون تلك القوات تستطيع دخول حيفان من الجنوب، وتشكل خطراً كبيراً على تواجدهم في الراهدة.
وبحسب سكان محليين دعا لقاء موسع لأبناء مديرية حيفان جميع الأطراف الحوثيين وحزب المؤتمر وقوات التحالف والحكومة اليمنية، إلى تجنيب المديرية المواجهات العسكرية وعدم إدخالها في أعمال عنف تؤدي إلى الأضرار بالمديرية أو الزج بأبنائها في اقتتال داخلي، فضلا عن ذلك ستؤدي أي مواجهات عسكرية في مديرية حيفان إلى قطع الطريق الرابط بين مناطق حيفان التابعة لمحافظة تعز ومناطق طور الباحة شمال محافظة لحج، والتي تمثل شريان الحياة للمديرية وعدد من المديريات المجاورة له وصولاً إلى تعز.
وأوضح السكان أن المدنيين هم من سيدفع الثمن الباهظ في حالة الاشتباك المسلح في أرياف مديرية حيفان، ولاسيما أن المديرية تحتضن أكثر من 50 ألف نازح.
وقال العميد عبداللطيف الصديق، إن محاولة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في توسيع الحرب في مناطق الأرياف تعد "مغامرة" غير محسوبة النتائج، ولا سيما بعدما خسرت مليشيات الانقلاب عملياً في المعارك القاسية التي دارت في مختلف مناطق أرياف مديريات جبل صبر جنوب المدينة، أهمها تلك المعارك التي خاضتها جبهة مشرعة وحدنان، بلا دعم من أحد، وانتصرت فيها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في نهاية يوليو/تموز المنصرم، على مليشيات الحوثيين وقوات صالح ومليشيا المؤتمر الشعبي العام.
ولحقت مليشيات وقوات المخلوع صالح والحوثي في المسراخ وأريافها أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأكد سكان محليون أن مليشيات الحوثي والمخلوع صالح وجدت نفسها في ورطة حقيقية في مناطق أرياف مديرية المسراخ، والتي تشهد عملية تطهير لجيوب المليشيات بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وأوضح الكاتب والسياسي متولي محمود أن استنفار مليشيات الانقلاب صوب المديريات الريفية، ومن ضمنها المسراخ، قادها إلى انتكاسة كبيرة، إذ لم تستطع تحقيق ما سعت إليه، بل بلغت ضحايا المليشيات البشرية والعسكرية أرقاما مهولة، كما حاولت مليشيات وقوات الانقلاب تحقيق اختراق آخر لجبهة الأجزاء الجنوبية (الضباب) الأسبوع الماضي عبر مناطق أرياف مديرية "جبل حبشي" ذات الموقع الاستراتيجي في إطار الجنوب الغربي من تعز، وهي مديرية محاذية لجبهة الضباب الجنوبية من عدة جهات، وتتصل جغرافياً مع خمس مديريات في الأجزاء الجنوبية، هي مديرتا التعزية ومقبنة من الشمال، ومديرية المعافر من الجنوب، ومديرتا صبر المسراخ وصبر الموادم شرقاً.
وحذرت المقاومة في تلك المناطق في بيان صدر عنها في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، الشخصيات الاجتماعية المحسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام الموالية للمخلوع من محاولة تسهيل الطعن في خاصرة المقاومة وذلك من خلال السماح بمرور الانقلابين عبر الطرق الرابطة بين مواقع جبهات الجيش الوطني والمقاومة في الأجزاء الجنوبية والغربية، مؤكدة أن أبناء المديرية سيتصدون لأي أحد يحاول التفكير في تنفيذ مخطط المخلوع صالح في نقل المعارك إلى مناطق أرياف المديرية.
وتحاول مليشيات الانقلاب منذ أشهر تحقيق عملية اختراق في مناطق المديريات في الاجزاء الجنوبية الغربية من محافظة تعز، التي تعد مناطق حاصنة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، والتي تقع تحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، حيث فرض الجيش والمقاومة تواجدهم في مختلف مناطق ارياف مديريات المحافظة في تلك الاجزاء الجنوبية الممتدة من منطقة "هيجة العبد" على حدود محافظة لحج جنوبا، حتى مناطق وادي الضباب النافذة ناحية وسط  مدينة تعز، ومن مناطق مديرية الوازعية في أقصى الجنوب الغربي، حتى مناطق مديرية المسراخ في أطراف الجنوب الشرقي.
(العربي الجديد)