آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:55 م

اخبار وتقارير


صورة مروعة للحرب على عدن.. مقابر جماعية وجثث متعفنة في ثلاجة مستشفى الجمهورية( صور)

الخميس - 10 ديسمبر 2015 - 02:47 م بتوقيت عدن

صورة مروعة للحرب على عدن.. مقابر جماعية وجثث متعفنة في ثلاجة مستشفى الجمهورية( صور)

تحقيق/ إخلاص الكسادي تصوير / ماجد بامحرز

مضت عدة أشهر بعد إن تحررت مدينة عدن من مليشيا الحوثي وصالح التي شنت حربها في أواخر مارس الماضي ، ونفضت المدينة غبار الحرب عنها ونهضت من مجددا، لكن بقت قصص تروى للكارثة الانسانية التي عاشتها مدينة عدن، خلال الحرب، ومنها: ماساة  "ثلاجة الموتى" في مستشفى الجمهورية بعدن، التي ما زالت تفوح منها رائحة الموت وتعفن الجثث التي تغيرت ملامحها العضوية وتغير لونها وأصبحت غذاء للفئران والحشرات بسبب توقف الثلاجه عن العمل خلال فترة الحرب.
 توجهت "عدن تايم " لمستشفى الجمهورية الكائن في مدينة خور مكسر حتى تتلمس وضع المستشفى وما تحمله من خفايا وأسرار خاضتها المستشفى بحرب ازدواجية ظالمة غاشمة لمدينة الحب والسلام، حيث التقينا ( مُلهم عبدالله مسعد ) فني كهربائي بمستشفى الجمهورية وحارس لكلية الطب والأسنان والذي يعمل فيها منذ عام 1989م ليحكي لنا حقيقة الوضع المأساوي والكارثي  الذي ينذر بالخطر ان لم يتم تلافيه .
 ( مُلهم ) ذلك الشاب الذي وهبه الله قلباً قوياً ورحيماً فقد نال من اسمه نصيب الهمه الله بأن يخفف من وطأة معاناة مدينة سكان خور مكسر وخاصة الاحياء القريبة من مستشفى الجمهورية بدفن عدد كبير من جثث شهداء المقاومة والمدنيين في باحة مستشفى خور مكسر كونه الشخص الوحيد الي ظل مرابطاً بمستشفى الجمهورية بعد سقوط المدينة في ايدي مليشيا الحوثي خوفاً من ان يتم سرقتها ونهبها بعد ان عاثت قوى الشر اظلامية فساداً بمدينة عدن .








وضع مأساوي وكارثي
يؤكد ملهم ان الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق أبناء عدن، أكبر من ان توصف، يقول: عشت كارثة إنسانية منذ ان سقطت مدينة خور مكسر في ايدي مرتزقة الحوثي وتكدس عدد من جثث شهداء المقاومة والمدنيين، فقمنا بدفن هذه الجثث بقبور جماعية نتيجة تزايد العدد الكبير لشهداء المقاومة الجنوبية والمدنيين جراء القصف المكثف على المدينة .
ويواصل: بداية الحرب هناك عدد من قتلى جبل حديد الذين قضوا نحبهم بالاختناق او جراء طلق ناري طائش ويتراوح عددهم 67 جثة ( رفات ) قدموا بهم الى مستشفى الجمهورية فكانت هذه الجثث عبارة عن رفات تحتوي على جماجم وعظام ، فلم تكن بمقدرتي غير اكرام هذه الجثث وقبرها بأسرع وقت ممكن ، فقمت بحفر قبر جماعي ودفنهم فيه وكانت هذه هي اول مقبرة جماعية توجد  بجانب  سور المستشفى .





جثث متعفنة
يواصل ملهم سرد الانتهاكات الجسيمة التي مارستها المليشيا الحوثية لابناء عدن، فخلال معركة اقتحام مستشفى الجمهورية احضرت 175 جثة مختلطة مابين شهداء المقاومة وعدد من المدنيين جراء القصف العشوائي على المدينة وكذا الحوثيين فما كان مني الا ان اخذ هذه الجثث وادخلها لثلاجة.
يتذكر: بقيت احرس مستشفى الجمهورية وكلية الطب والصيدله من أي عمليات نهب تطالها، ومع ازدياد الجثث اضطررت لوضعها بالثلاجة بشكل جماعي، حتى استطيع أن أوفر مساحة كافية جراء العدد الهائل من الموتى وحتى لا تنتشر رائحة الجيفة في المنطقة وللأحياء القريبة من المستشفى فقد كان وقتها صعوبة في التنقل ولم نستطيع ان نذهب بالجثث ودفنها في قبور الشيخ عثمان ( ابو حربه ) او حتى كريتر( القطيع ) وذلك لسيطرة المليشيات على المحافظة وتشدد نقاطهم في مداخلها ومخارجها، فهذه الظروف حالت دون الحركة لإكرام هذه الجثث ودفنها بالطريقة الشرعية.
اسماء فقط
ويضيف ملهم : اننا في مستشفى الجمهورية لحسن الحظ نمتلك بعض الأكفان ، فقمنا بتكفين عدد من الشهداء ودفنهم في اماكن متفرقة بالمدينة وداخل كلية الطب والجمهورية.
يؤكد ملهم "لعدن تايم " بأنه لديه كشف بأسماء الشهداء الذي قام بتكفينهم ودفنهم بمساعدة من الصليب الأحمر عند الدكتور علي واستطيع ان أوفر هذه الأسماء لمن أراد ان يتأكد ويتعرف على جثة أي شهيد أو قريب لهم .



رائحة الموت تفوح في المستشفى
يتحدث ملهم ان رائحة الجثث المتعفنة ورائحة الموت لازالت تفوح في اروقة المستشفى تنبعث من ثلاجة الموتى وذلك بسبب تكدس عدد الجثث الهائل وفصل التيار الكهربائي عليها حتى اللحظة .
يواصل ملهم محاولاته البسيطة لتدارك الكارثة الإنسانية التي ستصيب أبناء الحي عموماً يواصل سرد محاولاته للتخفيف من عناء الكارثة بذهابه الى زميل له اسمه ( فهمي نعاش عضو مجلس محلي) لتدارك هذه الأزمة الكارثية وكذا قد استعان بأحد التجار محذرا من أن رائحة الجثث المتعفنة ستعرض عدد من الأسر التي لم تنزح وقت الحرب لكارثة إنسانية ، فقد تم صرف مادة الفورمالين لرشها على الثلاجة وأرضيتها حتى تخفف من هذه المعاناة الكارثية.
ختاما.. يأمل القائمين على مستشفى الجمهورية التعليمي تسريع العمل في انشاء ثلاجة جديدة للموتى والتي ستتسع لحفظ 30 جثة، حيث يجري العمل في أعمال الترميم والصيانة والتأهيل مستمرة بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان.