آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

اخبار عدن


اليمن يعبر من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل» في 2015

الأربعاء - 30 ديسمبر 2015 - 10:36 ص بتوقيت عدن

 اليمن يعبر من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل» في 2015

الامارات اليوم عبدالله السلطان ــــ صنعاء

حصاد العروبة في بلاد " السعيدة "
تصدّر اليمن خلال عام 2015 المشهد العربي والإقليمي إن لم يكن العالمي، نتيجة إعلان الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الانقلاب رسمياً على شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته، مطلع العام، بشكل أدخل اليمن في اتون حرب ومواجهات بين الشرعية المدعومة من قبل المجتمع المحلي والإقليمي والدولي من جهة، والانقلابيين وحليفهم صالح، المدعومين من قبل إيران، الطرف الذي يسعى للهيمنة على المنطقة.

وانتقلت العملية السياسية في اليمن التي كانت تسير وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني بين الاطراف اليمنية، من مرحلة الإجراءات والترتيبات لبدء عهد جديد من الحكم المدني والدستوري بتوافق جميع الأطراف اليمنية، منطلقاً من وثيقة مخرجات الحوار الوطني، الى مرحلة المواجهات المسلحة والميليشيات المتمردة، والعمليات العسكرية، ودخل اليمن في فوضى البارود والدماء، واختلطت فيه أجندات مختلفة من الداخل اليمني لنظام المخلوع والانقلابيين، وأخرى ايرانية بحتة، هدفها ليس اليمن فقط، بل المنطقة، وفي مقدمتها الدول الخليجية.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

ومن هنا استجابت دول الخليج وإلى جانبها عدد من الدول العربية، لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل التدخل لإنقاذ البلاد من الخطر الإيراني الذي يهددها، ويهدد المنطقة برمتها والمصالح العالمية، وبدأت وفقاً للقوانين العربية والدولية المساندة، والدعم المباشر بالسلاح، «اللغة التي لا يعرف سواها حلفاء الانقلاب في اليمن»، في عمليات ممتدة بدءاً من «عاصفة الحزم»، و«إعادة الامل»، و«السهم الذهبي»، و«نصر الحالمة»، وبدأت «بلاد السعيدة»، تستعيد حياتها بمساندة أيادي الأشقاء في الخليج، وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، اللتان تعملان في مسارين متوازيين «العسكري لوقف أجندة ايران، وحماية أمنها القومي، وإعادة شرعية اليمن، وبناء وإعمار ومساعدة المدن اليمنية المحررة، وفقاً للحلم اليمني الكبير في الدولة المدنية».

«الإمارات اليوم» تلخص في هذا التقرير «اليمن في 2015»، أهم الاحداث التي وقعت خلال عام كامل تحت عنوان «حصاد العروبة في بلاد السعيدة»، نتناول فيه مراحل وانجازات العون الخليجي والعربي لإعادة شرعية اليمن، ودعمها المتواصل لبنائه في مختلف نواحي الحياة.

مشروع انقلابي

واصل الانقلابيون الحوثيون بدعم من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ مطلع عام 2015، مشروعهم الانقلابي عقب السيطرة على صنعاء ومدن يمنية بمساندة الحرس الجمهوري الموالي لصالح، وذلك برفضهم مخرجات الحوار الوطني والدستور الجديد، وقاموا بمهاجمة الرئاسة اليمنية واحتلالها، ومحاصرة الرئيس هادي ورئيس الحكومة. كما حُوصر مقر رئيس الحكومة خالد بحاح في القصر الجمهوري، وتم إطلاق النار على موكبه، الأمر الذي دفع وزيرة الإعلام «نادية السقاف» لاتهامهم بالانقلاب على السلطة، وهو ما تم تأكيده بعد ايام قليلة، إذ تم فرض الإقامة الجبرية على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في منزله بشارع الستين بصنعاء، وكذا رئيس الحكومة في القصر الجمهوري بوسط المدينة.

ووسط حالة الحصار هذه، اضطر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الى تقديم استقالته من منصبه، بعد دقائق معدودة من استلامه كتاب الاستقالة من الحكومة اليمنية برئاسة خالد بحاح، ليصبح اليمن بلا رئيس ولا حكومة لأول مرة في تاريخه، وتم إخضاع الرئيس هادي ورئيس حكومته خالد بحاح منذ استقالتهما المرفوعة لمجلس النواب، للإقامة الجبرية في صنعاء.

إعلان دستوري

ونتيجة لشعورهم بنشوة الانتصار أصدر الانقلابيون من القصر الجمهوري بصنعاء، ما يسمى بـ«الإعلان الدستوري» في اليمن، في السادس من فبراير، وتضمن الإعلان تفويض اللجان الثورية بإدارة شؤون البلاد، وحل البرلمان ومجلس الشورى، وتشكيل ما يسمى باللجنة الثورية العليا برئاسة محمد علي الحوثي، وطالبوا بتشكيل مجلس انتقالي مكون من 551 عضواً، وتشكيل مجلس رئاسي مكون من خمسة أعضاء، إلا أنهم فشلوا في تنفيذ بنود ذلك الإعلان.

ووسط حالة الاحتقان وانسداد الأفق والاستقطاب الحاد بين أطراف النزاع، وقعت تفجيرات انتحارية استهدفت مسجد الحشوش في الجراف (شمال)، معقل المتمردين في صنعاء، وسقط ما لا يقل عن 140 شخصاً وأصيب المئات، وكذا مركز بدر بالصافية (جنوب العاصمة)، أثناء صلاة الجمعة، وتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي، الامر الذي جعل الانقلابيين يتخذونه ذريعة للتوجه نحو عدن لمحاربة ما أسموه بالدواعش. وكان من الضروري دخول الانقلابيين محافظة تعز وسط البلاد، التي تعد البوابة الرئيسة لمدينة عدن، والسيطرة على مطار تعز الدولي من دون مقاومة، الأمر الذي ادى الى توقف الحوار اليمني في صنعاء برعاية الأمم المتحدة، ومغادرة المبعوث الأممي صنعاء حينها جمال بن عمر.

هروب هادي

اضطر الرئيس هادي لمغادرة عدن هرباً من خطر الانقلابيين وحفاظاً على الشرعية، حيث وصل إلى عمان ومنها إلى السعودية، بعد أن طالب بتدخل عربي لإنقاذ اليمن، تفعيلاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، لتبدأ مقاتلات عربية شن غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة في جميع أنحاء اليمن، ضمن إطار عملية «عاصفة الحزم»، التي أطلقها تحالف من 10 دول تقوده السعودية، مستهدفة معاقل الانقلابيين ومعسكرات ومطارات قوات المخلوع صالح، تم بواسطتها تدمير جميع منصات اطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وتعطيل جميع مدرجات المطارات الحربية، بما فيها قاعدة العند القريبة من عدن، التي سيطر عليها الانقلابيون، وتدمير المقاتلات التي كانت تشن غاراتها على عدن وأوقفتها بالكامل، كما ركزت على الأهداف العسكرية والبنية التحتية لقوات المخلوع.

خلال أبريل من العام الجاري، ووسط حالة الحرب الدائرة وانشغال كل الأطراف بالقضاء على الانقلاب، استولى ما يعرف بـ«تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، على مدينة المكلا وفرض سيطرته على العديد من المباني الحكومية، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومقر المنطقة العسكرية الثانية، واقتحموا السجن المركزي في المدينة وحرروا 300 سجين، بينهم خالد باطرفي زعيم التنظيم الذي ظهر في قصر الرئاسة بالمدينة بعد ذلك، بدعم من قوات المخلوع المرابطة في المحافظة.

القرار 2216

ووسط حالة غير مسبوقة من الجمود السياسي، صدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بشأن اليمن، الذي نص على فرض عقوبات على زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي، وأحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق، وطالب الانقلابيين بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن رقم 2201 ورقم 2015، كما طالبهم بسحب مسلحيهم من جميع المدن اليمنية التي صادروها خلال سيطرتهم على صنعاء في 2014، وتسليم الأسلحة الثقيلة، فضلاً عن إطلاق سراح المحتجزين.

«إعادة الأمل»

المتحدث باسم قوات التحالف العربي «عاصفة الحزم» العميد ركن أحمد عسيري، يعلن توقف عمليات التحالف العسكرية، والبدء بعملية «إعادة الأمل»، من أجل «دعم العملية السياسية»، مشيراً إلى أن «عاصفة الحزم» قد أنجزت أهدافها بعد تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي تشكل تهديداً لأمن السعودية، وبدأت قوات إماراتية خاصة المشاركة في القتال البري في مدينة عدن، لتكون بذلك أول دولة تنزل قوات تابعة لها على الأراضي اليمنية، الأمر الذي يحتفظ به اليمنيون كجميل كبير للإمارات، التي تسعى بكل ما تملك لدعم الشرعية اليمنية وإعادة الاستقرار والتنمية لجميع ربوع اليمن والدول المجاورة.

جنيف

وبحلول منتصف يونيو، ووسط اشتداد المعارك، انطلقت مشاورات «جنيف 1» بين الاطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، عبر مبعوثها الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ، والتي شهدت مراوغات من قبل الانقلابيين، وبعد أربعة أيام من المشاورات تمت الدعوة الى تطبيق قرار مجلس اﻷمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع، فيما أعلن وزير الخارجية اليمني انتهاء المشاورات دون التوصل لأي اتفاق.

تحرير عدن

وإثر فشل مباحثات جنيف وفي 17 يوليو، أعلن نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة خالد بحاح، استعادة قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف البرية وفي مقدمتها القوات الإماراتية مدينة عدن في جنوب اليمن، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى.

في هذه الأثناء، وضمن جهود تعزيز قوات التحالف العربي المتواجدة في اليمن، أرسل السودان دفعتين من الجنود السودانيين إلى عدن في منتصف أكتوبر، ليصبح عددهم 500 جندي بعد إعلان الخرطوم استعدادها لدعم قوات التحالف بـ6000 مقاتل متى ما طُلب منها ذلك.

وفي منتصف نوفمبر، أعلن الرئيس اليمني عن إطلاق عملية «نصر الحالمة»، لفك الحصار عن تعز، بمشاركة قوات يمنية ووحدات من قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية في عدن وتعز، لكنها تصطدم بواقع التضاريس والألغام وتفجير الجسور، واستماتة قوات الانقلابيين في الدفاع عن تعز واستمرار حصارهم لها.