آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

اخبار وتقارير


نازحو #الصبيحة باتجاه #الحوطة .. هربوا من الموت ليذوقوا علقم الجوع "صور"

الخميس - 23 نوفمبر 2017 - 10:21 م بتوقيت عدن

نازحو #الصبيحة  باتجاه #الحوطة .. هربوا من الموت ليذوقوا علقم الجوع "صور"

تقرير / صدام اللحجي

تعيش العديد من العائلات الصبيحة التي نزحت من مناطق عديدة من صبيحة لحج إلى مدينة الحوطة ، ووجدت فيه بر الأمان بعد الهروب من جحيم معارك الحرب التي تستعر لهيبها بين الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية من جهة ومليشيا الحوثي وعفاش من جهة أخرى والتي لم تنته ويلاتها بعد، أوضاعاً معيشية وإنسانية قاسية تجاوزت الحلم الوردي بالعودة لحضن منازلهم.

عشرات العوائل التي نزحت إلى مدينة الحوطة والتي نجحت في الهروب من الموت، ولكنهم اصطدموا بواقع لا يقل صعوبة عمّا يجري في مناطقهم ؛ فوجدوا أنفسهم يعيشون داخل بؤرة جغرافية صغيرة تتعرض لحصار خانق، يستشري فيها الفقر ويعاني سكانها من البطالة

ومنذ أن تسلل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الى مشارف ومرتفعات الجبلية لبعض من مناطق مديرية طورالباحة بدأت العديد من العائلات المقيمة في تلك المناطق بالنزوح إلى مدن عديدة منها مدينة الحوطة ؛ بسبب عدم توافر البيئة المستقرة وعمليات القصف العشوائي للمليشيات التي تجري هناك، ورغم لم تمر على وجودهم في المدينة إلا فترات زمنية محددة إلا أن معاناتهم تتفاقم يوماً بعد يوم؛ بسبب تجاهل الحكومة، وعدم توفير الحياة الكريمة التي كانوا يحلمون بها على أرض وطنهم.

“عدن تايم ” فتحت الملف لتسليط الضوء على معاناة العائلات النازحة، لإيصال رسالة عاجلة إلى الجهات الحكومية ودول التحالف العربي.

– معاناة قاسية

أبو أحمد وعائلته المكونة من 5 أفراد، جاء بعد اشتداد المعارك في منطقة شعب، وصل إلى مدينة الحوطة منذُ أيام، يروي لمراسل “عدن تايم” معاناة عائلته، ويقول: “هربنا من الحرب التي فرضتها جماعة الحوثي والمخلوع علينا بعد أن أصبح كلنا هدفاً مشروعاً للنيران والقناصات التي لم ترحم أحداً، وأحرقت الأخضر واليابس وأعدمت كل سبل الحياة داخل قرآنا.

ويضيف أحمد (50 عاماً): “حاولنا الصمود داخل قرآنا رغم القصف المتواصل، إلا أن خوفي على عائلتي أجبرني على النزوح خارج قريتي، والتوجه نحو صوب مدينة الحوطة؛ علّنا نجد فيها الأمن والنجاة من الموت”.

وبتنهيده قصيرة اختصرت أكثر الأيام المعاناة وقسوة الحياة، قال: “لم أكن أتوقع أن واقعنا، والحصار الذي نتعرض له سيكون جحيماً جديداً أعيش داخله مع أسرتي التي هربت من الموت، ولكن وجدت الآن ما هو أقسى من ذلك”.

ويكمل أبو أحمد : “نعاني من أوضاع معيشية صعبة للغاية منذ وصولنا، تتمثل في العجز عن الحصول على العمل وتوفير لقمة عيش لعائلتي، أو حتى دفع إيجار الغرفة التي أسكن بها منذ قدومي.

ويشير إلى أنه وعائلته يعيشون على المساعدات، بما يتصدق به الجيران من المأكولات ولوازم الحياة، بعد عجزه تماماً عن الحصول على أي فرصة عمل.

ويبين أبو أحمد أن “ قريته هي أرض الوطن بالنسبة له، ولكن أنا أحلم الآن بأن أعود أنا وأسرتي من جديد بعد أن تنتهي الحرب وتتحسن الظروف المعيشية والإنسانية، لأمارس حياتي بشكل طبيعي”.

– مناشدات عاجلة

معاناة المواطن أبو أحمد لم تختلف كثيراً عن الوضع السيئ الذي يعيشه النازح وديع محمد ردمان (55 عاماً) برفقة أسرته، داخل بيت “متهالك” في حارة النخارة وسط مدينة حوطة لحج ، حيث اضطروا إلى ترك قريتهم بسبب الحرب، حين قال: “هربت من الحرب، والآن أنا محاصر ولا أجد عملاً ولا حتى ما يسد رمق عائلتي”.

ويكمل : “أعيش برفقة أسرتي في منزل للإيجار ، ومنذ الأيام الأولى من وصولي إلى المدينة، وأنا أبحث عن عمل ولم أترك أي باب إلا وطرقته بحثاً عمّا يكفي عائلتي من أكل ومستلزمات، إلا أنني لم أحصل إلا على وعود لم أرَ منها شيئاً على الأرض”.

ويتابع وديع الذي كان يعمل في مكتب التربية والتعليم براتب تقاعدي،: “أنا وأسرتي الآن فقط لم نتلقى أي مساعدات بل لم تصلنا من قبل الحكومة في أو الجهات المختصة حتى الآن.

–غياب دور الجهات الحكومية ومنظمات الاغاثة

تغيب الحكومة الشرعية بشكل كامل عن اغاثة النازحين او تقديم العون لهم,بحسب ما جاء على لسان محمد مسعد ـ احد النازحين من شعب ـ يروي " لمراسل عدن تايم" تفاصيل معاناته انه منذ نزوحه مع اسرته لم يتلقى اطلاقا اي مساعدة من الجهات الحكومية ولم يقم احدا من المسؤلين بزيارتهم .

ليس المواطن محمد مسعد وحده من لم تصل اليه مساعدات الحكومة فمعضم النازحين بحسب نزولنا لمعظم اماكن النزوح يشكون من غياب تام للجهات الحكومية واهمال كامل من قبل السلطة المحلية التي يقولون انها لم تفعل شيئا لمساعدتهم .