آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:48 م

اخبار وتقارير

هند الارياني تكتب: اليمن.. دولة أبو إسماعيل

الجمعة - 29 يناير 2016 - 02:32 م بتوقيت عدن

كتب/ هند الارياني

تابعونا على

ليوم حابه أكلمكم باللهجة العامية عن موضوع مضحك مبكي يعبر عن ما وصل له الوضع في اليمن، لن أتحدث عن المآسي التي تحدث والقصف من السماء والأرض والضحايا من أطفال ورجال ونساء ولكن خلونا نتحدث عن شكل البلد اللي بلا دولة.

خلونا نرجع وراء لما كان في شبه دولة وأيامها كنا متضايقين ومش راضيين بالوضع وأكثر شي كان يشعرني بالاحباط مطار صنعاء"الدولي"، مطار صنعاء مطار بدائي، اذا حبوا يعلنوا عن رحلة نسمع شخص يصرخ "رحلة الاردن، رحلة الاردن" كأنهم طالعين باص مش طياره.هذا الوضع قبل ما نثور ونحلم أحلام ربيعية، تعالوا نشوف وضع المطار حالياً بعد الربيع.

حكى لي وزير يمني سابق كيف سافر من صنعاء، هذا الوزير كان في وزارة غير سياسية لا ليه ولا عليه، وليس لديه أي مشاكل مع أي طرف. وهو في مطار صنعاء في طريقه للطلوع للطائرة، واحد من المسلحين الموجودين في مطار يبدو أنه تعرف على وجهه، قال له انت لا، ممنوع تطلع الطائرة. طيب أنا لا ليش؟ قال أنت لا وبس.

لمن لا يعرف الوضع في اليمن، بعد الانقلاب على الحكومة من قبل الحوثيين وجماعة الرئيس السابق علي صالح صار الوضع فوضى، مسلحين بملابس عادية ممكن يوقفوك بسبب أو بدون سبب. وبعد ما كنا شبه دولة، أصبحنا بلا دولة بالمره.

المهم قال للوزير"أنت ممنوع تسافر". فالوزير سال باستغراب "أيش سبب المنع". قالوا له "لازم تطلع تصريح من أبو إسماعيل". رد عليهم: "من أبو اسماعيل يا جماعة"، قالوا له: "أبو اسماعيل هذا الشخص المسؤول عن المطار".
فانتظر هذا الوزير لأبو إسماعيل، جاء أبو إسماعيل رجل لابس شبشب وعلى ظهره مصنع سلاح من كثر الأسلحة، أبو إسماعيل الحمدلله كان طيب والتصريح كان شفهي، قال للوزير "ما عليك شي ممكن تمشي".

فرح الوزير، وهو في طريقه للطلوع للطائرة شافوه عساكر تبع الحرس الجمهوري المؤيد لعلي صالح، قالوا له نفس الجملة: "ممنوع تطلع" قال لهم: "ليش!"، ردوا عليه "لازم إذن من أبو إسماعيل. قال لهم:" انا كلمت أبو اسماعيل وقال لي إمشي" وبما أن التصريح شفهي من أبو إسماعيل فكان استخدام التكنولوجيا أقصد الهاتف هو الحل الوحيد للتأكد. واتصلوا بأبو اسماعيل وأكد لهم أن هذا الوزير سليم وممكن يسافر.

تخيل أنت كيف تدار البلد من قبل أبو فلان وأبو علان وكأننا رجعنا للماضي أيام ما كانت الدولة تدار بهذا الشكل البدائي. والآن أصبح المطار البدائي الشبيه بموقف الباصات ذكرى جميلة وحلم نتمنى عودته مقارنة بالوضع الحالي لدولة بدائية يتحكم فيها أبو اسماعيل وأبو زن