آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

اخبار وتقارير


محافظ عدن يوجه كلمة بمناسبة الذكرى الأولى للتحالف العربي (نصها)

الخميس - 17 مارس 2016 - 09:08 ص بتوقيت عدن

محافظ عدن يوجه كلمة بمناسبة الذكرى الأولى للتحالف العربي (نصها)

عدن تايم / خاص



وجه محافظ عدن عيدروس الزُبيدي، كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لقيام التحالف العربي لصد العدوان الحوثي العفاشي الفارسي، واستعرض مواقف ومراحل وجهود دول التحالف العربي وعاصفة الحزم وإعادة الأمل، ودروهم في إنقاذ البلاد، كما أشاد في كلمته بأدوار دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الحرب في مختلف الجوانب.

"عدن تايم" تلقى نسخة من كلمة المحافظ الزُبيدي، إليكم نصها:

قبل عام تقريبا و في مثل هذه الأيام من شهر مارس انطلقت جحافل الغزاة البربرية الهمجية بقيادة المخلوع علي عبدالله صالح و قواته و الحوثيون و مليشيات الموت التي باعت دينها و ضمائرها و كانت عازمة أن تبيع الأرض و العرض لملالي إيران و حرسها الثوري الفارسي ليصبح الخليج العربي خليجا فارسيا كما أرادوه و لأن هذه الأرض كانت و ما زالت و ستظل بإذن الله هي مهدا للعروبة بنبض حضارتها و بعراقة تاريخها فأبت إلا أن تكون كما ارتضى لها خالقها عربية أصيلة و ليظل معها خليجنا أيضا خليجا عربيا أصيلا.
أنني اليوم أقف هنا أمامكم لنحتفل بهذه الذكرى التاريخية والمفصلية في عمر أمتنا العربية و الإسلامية و التي لا تقل أهمية عن تلك الملاحم التي سطرها أجدادنا السابقون عندما كسروا جبروت الغزاة الطامعين في عدة مواقع تاريخية سطرتها كتب التاريخ القديم أمثال موقعة عين جالوت و حطين و غيرها من المعارك المفصلية التي عصمت فيها الأمة العربية و الإسلامية بتلاحمها و شجاعة و بسالة قادتها من الانكسار و ردت أعدائها بفضل من الله و نعمة خاسرين منكسرين يجرون خلفهم أذيال الخيبة و الهزيمة إلى غير رجعة.
ليعيد التاريخ نفسه اليوم و يسطر بحروف من ذهب ذلك القرار الشجاع الذي اتخذته قيادة هذا التحالف العربي المبارك بقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بسمو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و معه أشقائه رؤساء و أمراء و ملوك دول مجلس التعاون للخليج العربي و بقية الدول العربية المنضوية تحت لواء هذا التحالف العربي الأبي.
وبنخوة العربي الأصيل و شجاعة المؤمن المسلم الموحد لبوا نداء الاستغاثة الذي بعثه إليهم أخوهم فخامة الأخ رئيس الجمهورية/ المشير عبدربه منصور هادي ليدفعوا الشر الفارسي المجوسي و أعوانه بعيدا عن بلادنا العربية إلى غير رجعة فكانوا لنا نعم المغيث و كنا لهم نعم المستغيث و المعين .
فخضنا معا إحدى أهم الملاحم التي سيكتبها تاريخ أمتنا المعاصر بحروف من نور عصمنا بها أمتنا العربية و الإسلامية من الوقوع في الظلال و قطعنا بسيوفنا القاطعة كل أيادي التتار الجدد ، و بسهامنا ذات الرؤوس الذهب حررنا عدن بقبضة من غضب، فكانت حزم و عزم، لتمتد بعدها جسور الخير من إمارات الخير و الشهامة و قوافل المساعدات الطبية من كويت المحبة والنشامة لتعود أرضنا من جديد تنبض بالحياة و الابتسامة فكانت بحق عودة للأمل .
من هنا من عدن و على تراب هذه الأرض الطاهرة امتزجت قطرات العرق المتصببة من جبين المقاتل العربي بقطرات الدم المتساقطة من نزيف جرح أخيه المقاتل إلى جواره و حلقت نسور الجو في سماء هذه المدينة الباسلة ممهدة لقوافل النصر المتقدمة نحو بقايا مليشيات الموت لتذيقها الرذى و الهوان و تعلن تباشير النصر و بزوغ فجر أمتنا الجديد راسمة بذلك لوحة جميلة لمستقبل وطننا العربي و الإسلامي المنشود.
فكانت دماء شهدائنا الأبرار هي عنوانا لهذه اللوحة الجميلة التي رسمت كل تفاصيلها بعصارة دمهم و عرقهم، لذلك فأننا اليوم بات علينا لزاما أن نقف إجلالاً وإكباراً لهذه التضحيات العظيمة التي قدمتها أرواحهم الطاهرة لنا لكي نحيا أعزاء كرماء على أرضنا و بين أهلنا و أن نقرأ كلما تذكرنا هذه الأرواح الطاهرة الفاتحة عليها مترحمين لها سائلين المولى أن ينزل عليها سكينته و رحمته و يرزقها نعيمه في فردوسه الأعلى فهي حية ترزق عنده و ستبقى حية ترزق في قلوبنا .

قال تعالى : (( و لا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )) صدق الله العظيم .