آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:27 ص

اخبار وتقارير


لحج: طلاب مهجرون ومنازل تتحول الى مدارس

الخميس - 15 نوفمبر 2018 - 07:20 م بتوقيت عدن

لحج: طلاب مهجرون ومنازل تتحول الى مدارس

تقرير/ سامح عبدالوهاب

لم يستكينوا لظروف الحرب التي شارفت على حرمانهم من التعليم، بل أصروا على مواصلته بعد ان حولوا غرف عددا من المنازل إلى فصول دراسية، أمل في إتمام عامهم الدراسي الجديد، تلك اذن هو حال طلاب مدرسة الفلاح بمنطقة عُنِفات وسط مديرية القبيطة بلحج، يواصل العشرات من الطلاب دراستهم في هذه الغرف الضيقة، بعد توقف التعليم في مدرستهم جراء الحرب واستهدافها من قبل المليشيا.


يقول أ. عبدالعليم مكرد.. مدير مدرسة الفلاح.. اضطرينا إلى توزيع الطلاب إلى عديد منازل في قريتي عنفات والحلاجيم والدجيرة نظرا للقذائف والرصاص التي تتساقط على قرانا خصوصا وان مدرسة الفلاح تقع على تبة مرتفعة أي أمام من مواقع تمركز الحوثيين الذين بدورهم ما ان توقفوا عن استهداف المدرسة بين فترة واخرى.

شتاء قارس

وفيما تبدو هذه الأماكن غير جاهزة لإقامة التدريس فيها خصوصا جراء موجة السقيع التي يعاني منها كثيرا من الطلاب مع بداية فصل الشتاء بالإضافة إلى النقص الحاد في غرف الدارسة والكادر التعليمي، لم يكن هنالك من حل أمام عشرات الطلبة سوى التكيف مع هذه البيئة الجديدة، ويقول أ. محمد علي سالم. أحد معلمي مدرسة الفلاح. ندرس في غرف منازل قيد الانشاء مفتوحة امام الرياح دون نوافذ او ابواب تمنع وصول البرد عن الطلاب لذا نحن نناشد الجهات المختصة ان يوفروا لنا مخيمات لهؤلاء الطلاب المشردون .
بينما تستمر معانات الطلاب في هذه الأماكن البعيدة عن أعين الحكومة والمنظمات المعنية، تتضاعف حاجة هؤلاء الطلاب إلى فصول دراسية حتى وان بدت مخيمات مؤقتة تجنبهم عناء البرد كما يقول القائمون هنا، الذين بدورهم ما ان توقفوا عن مناشدة السلطات المختصة إلى مدهم بمقومات التدريس بعد ان أفرغ عددا من الأهالي منازلهم لمواصلة تعليم أبناءهم.

منازل يتحول إلى مدرسة

لم تكن مدرسة الفلاح وحدها من توقفت عن التعليم، ففي محلة العوين غرب مديرية القبيطة حول الأهالي إحدى المنازل السكنية إلى مدرسة لمئات الأطفال حيث يقول الناشط الإجتماعي..محمد عبدالباري ان معلمون تربويون ومتطوعون من أهالي محلة العوين - قبيطة قاموا بتحويل إحدى المنازل السكنية إلى مدرسة تضم الستة الفصول الدراسية الأولى ويلتحق في هذه المدرسة مائة طالب وطالبة والذين يأتون من عدة مناطق مجاورة وتشمل الدمنة ،الضاربة،ووادي الحسيمة أعبوس
وتأتي هذه البادرة الطيبة بعد ان توقفت الدراسة بمدرسة الثورة أيفوع بسبب الحرب والاشتباكات المستمرة منذ بداية الموسم الدراسي حيث تقع مدرسة الثورة التي كانوا يتلقون بها التعليم سابقا بجوار ثكنة عسكرية استحدثتها مليشيات الحوثي منذُ أربعة أشهر ما أدى إلى حرمان عشرات الطلاب من اقامة التعليم فيها.

بدائل ولكن

واكد القائم بأعمال مدير المدرسة الأستاذ/ فؤاد شائف إن العملية التعليمية تسير بالشكل المطلوب من حيث الإلتزام بالحصص الدراسية وتحضير الدروس من قبل المعلمي والمعلمات وشرح الدروس بالشكل المطلوب ليسهل الفهم والإستيعاب لدى الطلاب إضافة الى خلق اجواء مليئة بالتحفيز والتعزيز لإخراج الطلاب من حالة الخوف الذي تسببها لهم اصوات القذائف والأعيرة النارية التي تنهال على قمم الجبال.
وقال إنه في مثل هذه الظروف التي أدت الى توقف العملية التعليمية بسبب الحرب كان لزاما علينا أن نوجد البديل حتى نخدم أبنائنا الطلاب، مؤكدا انه على تواصل مستمر مع مدير مدرسة الثورة من اجل إيصال المنهج الدراسي وهي من ابرز المشاكل التي يواجهونها اضافة الى المقاعد الدراسية والسبورات