آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

اخبار عدن


1150 قتيلاً وجريحاً بـ«أفخاخ الموت» خلال 3 أشهر

الثلاثاء - 10 نوفمبر 2015 - 09:19 ص بتوقيت عدن

1150 قتيلاً وجريحاً بـ«أفخاخ الموت» خلال 3 أشهر

عبدالرقيب الهدياني (عدن) 

لا يمكن وصف همجية ميليشيا الحوثي والمخلوعصالح وتعمدهم زراعة عشرات الآلاف من الألغام في مناطق المدنيين إلا كونها وسيلة غدرجبانة وانتقام المهزومين في ساحات المعارك. فضحايا الألغام حديث الصحافة اليوم، حيثأقدم المتمردون على زرع آلاف الألغام في محيط عدن ولحج وأبين وتعز ومأرب والضالع وكلالأماكن التي سيطروا عليها، وهناك قصص مؤلمة وحكايات يومية يرويها الناس تكشف بشاعةقوى التمرد الانقلابية وما تحمله من بشاعة وانتقام ضد المدنيين الأبرياء دون التفريقبين كبير وصغير ذكر وأنثى. الضحايا من المدنيين ألحت الأم على ابنها سامح ذي الخمسةعشر ربيعاً بالخروج لجلب أسطوانة غاز على متن دراجته الهوائية، حيث كان الموت ينتظرهبالشارع الترابي المجاور لمعهد مدين المهني بصبر لحج. وما أن مر بدراجته فوق أحد الألغامحتى انفجر فيه ليتطاير بعدها أشلاء، وهي الحادثة الأولى بعد خروج الحوثيين في 17 يوليومن عدن. وعلى مقربة من منطقة صبر شمال عدن انفجر لغم أرضي مضاد للعربات بسيارة أحدأبناء يافع، بينما كان رفقته عائلته ذاهباً لزيارة أحد الأقارب بمنطقة الوهط، ما أسفرعن مقتل كل من كانوا على متن السيارة. الألغام تنتشر بجنبات الشوارع الرئيسية كخط العلموالعريش وخط تعز عدن وصبر وباب المندب. وحتى المناطق الآهلة بالسكان لم تسلم من الموتكجعولة واللحوم والمدينة الخضراء ومصعبين والعريش وحي النصر والممدارة والمطار والمعاشيق.أكثر من ألف قتيل وجريح وأشارت آخر الإحصائيات لدى شعبة الهندسة لنزع الألغام إلى أنعدد ضحايا الألغام وصل إلى 150 قتيلاً، وأكثر من ألف مصاب، تتراوح درجة إصابتهم مابين بتر للأطراف أو ارتجاج في المخ. وأكد أحد ضباط معسكر شعبة الهندسة العسكرية لنزعالألغام بعدن أن الألغام المزروعة بمحافظات لحج وابين وعدن وتعز أكثر خطراً على حياةالناس، كونها تعمل على حصد الأرواح بطريقة مستمرة على المدى الطويل. وأهاب العقيد عادلسعيد في حديث لـ�الاتحاد� بالاهتمام الذي توليه الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصورهادي ودعم دول التحالف العربي واستشعارها هذا الخطر الكبير، وقيامها بتشكيل عشر فرقمتخصصة لنزع الألغام، وتطهير المناطق منها، داعياً إلى مزيد من الدعم والاهتمام فيهذا الجانب حتى تستطيع الفرق المتخصصة تحقيق نجاحات ترقى إلى تجنيب المدنيين هذه الكارثةالتي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق الأبرياء وتقدر بعشرات الآلاف من الألغام المزروعة.100 ألف لغم في الطرقات زرعت جماعة الحوثي عقب اجتياحها لعدن 25 مارس الماضي ألغامامضادة للأفراد يتراوح وزن اللغم ما بين 8 إلى 12 كيلوجراماً لمسافة خمسة أمتار، وألغامأخرى ضد الآليات الثقيلة الذي يزيد وزن الواحدة منها على 150 كيلوجراماً. ومجمل مازرعه الحوثيون من الألغام يقدر بـ100 ألف لغم �أفراد وآليات�، حيث تم نزع ما يقاربمن 10 آلاف لغم مضاد للدبابات وألف لغم مضاد للأفراد، حسب تقدير مدير التخطيط والتدريبفي مركز التدريب الوطني لمكافحة الألغام بعدن. نزع الألغام عمل إنساني �إن عملية نزعالألغام هي أكبر عمل إنساني نقوم به�.. هكذا يرد علينا ضباط وأفراد المركز التنفيذيلمكافحة الألغام بدار سعد أثناء تجولنا بأروقة المعسكر. وأثناء زيارتنا مستشفيات عدنالمختلفة بحثاً عن جرحى الألغام يرد علينا الدكتور عبدالله سالم بقوله: �إن جرحى الألغامسرعان ما تعطى لهم الأدوية العاجلة ليعودوا إلى بيوتهم معاقين بفعل البتر الناتج عنتفجير الألغام. ويواصل نائب مدير إدارة مستشفى الوالي بالمنصورة لـ�الاتحاد� قائلاً�تلقينا مئات من حالات الإصابة بالألغام وأغلبهم في فترة ما بعد الحرب�. فيما تؤكدإدارة مستشفى النقيب بالمنصورة أن مجمل الجرحى الذين دخلوا المستشفى قرابة الألف جريحخلال فترة الحرب وما بعدها. مأرب: 40 قتيلاً والضرر يطال المحاصيل الزراعية تسجل ميليشياتالحوثي والمخلوع صالح كل يوم صفحة دموية جديدة في كتاب الإجرام.. ضحايا القتلة مدنيونرفضوا الانصياع للانقلاب وانحازوا إلى خيارات الوطن. ومن لم يُقتل برصاص الحوثيين قبلخروجهم مهزومين من منطقته في جنوب محافظة مأرب يموت بانفجار ألغامهم التي يزرعونها،لتكون وريثهم في إكمال مسيرة الموت، وحصد أرواح النازحين العائدين إلى منازلهم بعدفرارهم من جحيم الموت الأول عند احتلال مناطقهم. في الخامس من أكتوبر الماضي، أعلنتقوات التحالف والسلطة المحلية في مأرب تحرير المحافظة، لكن ميليشيا الانقلاب غادرتمأرب، وتركت خلفها آلاف الألغام، لتتولى مهمة القتل التي تنتهجها الجماعة المجرمة.ويقدّر مدير مكتب الصحة في المحافظة عبدالعزيز الشدادي عدد المدنيين الذين قتلوا جراءانفجارات الألغام بنحو 40 شخصاً و58 مصاباً جراح بعضهم بالغة. ولم تتوقف مآسي الألغامعند الإنسان فقط، بل تعدتها لتلحق أضراراً بالمزارع التي فقدت 60 في المئة من محاصيلهابسبب الألغام التي زرعها الحوثيون في المزارع بمسافات متفاوتة على مساحات لا تتجاوز150 متراً مربعاً. وأكد وكيل المحافظة عبدربه مفتاح أن المحصول الصيفي تأثر كثيراًجراء المعارك مع الحوثيين الجبناء الذين غرسوا الألغام في كل مكان.