آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:55 م

كتابات واقلام


الجسد الجنوبي الجديد الذي نريده مزيج بين الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية

الخميس - 24 نوفمبر 2016 - الساعة 01:44 ص

جمال مسعود علي
بقلم: جمال مسعود علي - ارشيف الكاتب


تعرض الجنوب في فترات متلاحقة لنكبات. قوية بدءا بالاستقلال الاول من الاستعمار البريطاني. والذي تلقفته قوى تقليدية متنازعةالتهمت احدها الاخرى وتشكلت بعد الاستقلال بطابع ونسق قد رسمته وسارت على نهجه وجرت الجنوب بكل مقدراته معها ووقعت في مطبات وجولات من النزاع المؤلم والدامي واختتمته برمي الجنوب ارضا وشعباودولة في احضان الحقد والكراهية والاطماع الازلية للجار اليمني الذي لم يتوانى او يتردد في احتضان الجنوب تحت عباءته مغتنما للعرض المغري المقدم له على طبق الاحلام فبدأ للتو بتنفيذ خططه بالتهام الجنوب من الاطراف والوسط وقسمه قطاعات واقطاعيات بين زبانيته ومن ركب معه من الجنوبيين في ذلك المسار حتى وصل الحال الى محاربة من يقف عائقا في مسيرته وسقط مابقي من الجنوب في الحرب العدوانية اليمنية الاولى ١٩٩٤م ثم الحرب العدوانية اليمنية الثانية ٢٠١٤م على الجنوب ارضا وانسانا. مابين هاتين الحربين الغاشمتين برز فصيل جنوبي انبرى علنا لمواجهة العدوان فاتخذ النضال السلمي مسيرة للسعي نحو تحقيق التحرير والاستقلال تم مقابلته بآلة القمع والبطش اليمنية فسقط ضحيتها المئات من الشهداء والاف الجرحى. لقد كانت هذه المسيرة السلمية للحراك الجنوبي بمثابة المشعل الوقاد الذي الهم القوى الثورية بتجربة النضال السلمي كما كانت البذرة التي انبتت الجناح العسكري للحراك الجنوبي والذي اشتعل لهيبه الحارق في وجه الغزاة الجدد الحوثي العفاشي. الوجه الجديد للعدوان اليمني على الجنوب فصار الحراك الجنوبي بكل فصائله ومكوناته ممزوجا باللحمة الجنوبية الباسلة المدافعة عن حياض الجنوب الطاهرة واطلق مايسمى بالمقاومة الجنوبية كقوى جامعة للجسد الجنوبي المتخن بجراحاته فتحركت البنادق الجنوبية تطلق جميعها رصاصات الشرف والكرامة ضد عدو واحد في جهة واحدة سدد الله رميها وفي ليال مباركة توجت تضحيات الشرفاء بالنصر المبين مايؤكد بان الجسد الجنوبي الواحد القوي والمتماسك سد ا منيعا وجدارا فولاذيا يصعب اختراقه. لذلك استعصت على كل القوى ابان الحرب الاخيرة احداث ثغرة في الجسد الجنوبي تمر من خلالها مشاريع التمزيق والتشتيت للبنية القوية التي انضجتها تضحيات الشهداء ومعاناة الجرحى. ولم يصلح ولن يصلح بعدها امر الجنوب والجنوبيين الا باستكمال افراح النصر المبين بتحرير باقي التراب الجنوبي والبسط الحقيقي على القرار الجنوبي والرأي الجنوبي من الداخل الجنوبي بواسطة اللحمة بين النضال السلمي والكفاح المسلح. .. الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية جسد واحد بخطى ثابتة حتى تحقيق النصر الكامل والتحرير الشامل. واعلان الاستقلال ان الحامي الحقيقي للثورة الجنوبية المظفرة هي استكمال المسيرة والالتحام على الطريق واجتياز العوائق وتجاوز الاوراق المتساقطة وعدم الانشغال بها وسد الثغرات بين القوى الجنوبية المناضلة على طريق التحرير والاستقلال. هذا هو الحراك الجنوبي الجديد الذي نريده جسد واحد وقوي ومتماسك يتلائم مع المرحلة الجديدة والانتصارات العظيمة بآلية جديدة وخطط جديدة منهجية وبحروف واضحة ومقروءة يلتف حوله شعب الجنوب بالروح والدم نفديك ياجنوب وطن لانحميه لانستحقه .