آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


مخاوف الراشد لماذا الان ؟؟

الأربعاء - 10 مايو 2017 - الساعة 12:20 م

شهاب الحامد
بقلم: شهاب الحامد - ارشيف الكاتب


الاستاذ عبدالرحمن الراشد له عدة مقالات مثبطّة حول الجنوب وقضية الجنوب منذ انطلاقة الحراك الجنوبي في 2007 ، حتى انني لا اذكر ان قرأت للراشد مايبشّر شعب الجنوب منذ ذلك الحين او مايجعله في مصاف الكتاب المعنيين بالشان الجنوبي الاعندما يطل بمقال كلما ظهر اسم الجنوب في مقدمة الاخيار حتى ان البعض يظن ان كتابات الراشد تعبر عن موقف الحكومة السعودية بالضرورة . سبق هذا المقال تصريح لابراهيم ال مرعي في قناة الحدث مساء يوم 4/مايو يدعو الجنوبيون الى ضبط النفس والانتظار حتى وقف العمليات وستكون القضية الجنوبية في مقدمة مصفوفة الحل او كما قال . ثم تاتي اخبار صحفية يمنية وخليجية عن ضوء اخضر خليجي للجنوبين للذهاب حيث يريدون ، وتلاها حديث للسفير الامريكي السابق في اليمن عن الدور الاماراتي في الجنوب ومباركة السعودية لذلك ...الخ . ويأتي مقال الراشد اليوم ليكرر مخاوفه (هو) ككاتب يرى من وجهة نظره ان الوحدة اليمنية هي الخيار الانسب للسعودية من دولتين ربما تذهب احداهما بعيدا كما حصل للجنوب بعد الاستقلال الاول نوفمبر 67م وهذا ما دأب عليه الراشد منذ ولادة الحراك الجنوبي ، لكنه بالغ كثيرا هذه المرة عندما نسف الحق الجنوبي في (الانفصال) وان الشمال لن يوافق لنا على هذا المطلب بينما لم يتحدث عن هذه الجزئية في السنوات الماضية!. وهذه في اعتقادي ردة فعل الكاتب على التطورات السياسية في الجنوب واستشعارا منه بجدية الجنوبيين واقترابهم من الفعل بعدما كانوا في حالة من التباعد او اعدم التوافق وهو بهذا يؤكد سلامة الموقف الجنوبي وقرارت (اعلان عدن التاريخي) وانها بالفعل ستفضي في النهاية الى استقلال جنوبي ثاني وهذا يتعارض وقناعاته ورغباته وينسف اطروحاته كمثقف (منفتح) حتى لا اقول عروبي تقدمي والتي طالما بشر بها . الشي الاخر هو يتمنى التأجيل او التعطيل باستخدامه البريك والهاند بريك معا عندما يشترط موافقة الشمال على (الانفصال) كما يحصل في اسكتلندا او مناطق الاكراد او جنوب السودان والصومال وكأنه يقول : طالما والامر كذلك فانه لن يكن خروجا الى المجهول !. يتناسى الراشد عمدا اوسهوا اننا لسنا فريق سياسي يتشابه مع احد في اقتناص الفرص لاننا ننشد وطن وهوية ولا نبحث عن تقاسم سلطة فكيف هو الحال بتشبيهنا بحزب الاصلاح الذي خلق للضرورة من ضلع عفاش مثله مثل النعجة المستنسخة (دولي) والمؤسف بل والمعيب ان تتم مقارنة شعب الجنوب العربي الحر بحزب انتهازي مصنف كجماعة ارهابية . ونسي الراشد اننا لم نكن دولة واحدة قبل العام 90 م وفي هذه الحالة الحل ليس انفصالا كما يكرر دائما لان الانفصال لايتم الا في حال الدولة الواحدة كما هو في الحالة السودانية اما الوحدة الجنوبية واليمنية هي تماما كالوحدة بين مصر وسوريا22 فبراير 1958 وحتى 28 سبتمبر 1961 وبالتالي لاحاجة لارفاق كل تلك المثبطات والتحذيرات التي اوردها الراشد وبهذا الشكل من الاستماتة👌 وعلى كل حال لن تتكرر تجربة 94م هذه المرة ، عندما صمت الاستاذ الراشد ولم يطلق هذه الحزمة من التنبيهات والمحاذير ولم يقل حينها ان الامر صعبا او مستحيلا بل كان يدعم كما تدعم المملكة خيار شعب الجنوب في تلك الفترة ، وبناء عليه فان الجنوب لن يذهب وحيدا الى اي مكان الا بضمان حق الاعتراف والدعم واعادة الاعمار وهذا مايؤكدة الواقع بعد هذه الحرب وما اكدت عليه الفقرة الرابعة من بيان اعلان عدن التاريخي نصا: ( إن الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق متانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ممهورة بالدم المشترك والتضحيات المستمرة وصولاً للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية لإنجاز الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي ، ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة، وكذا فإن هذا الحشد المليوني يؤكد مجدداً للمجتمع الدولي والعربي والعالمي وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية التزامه التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يجدد مناشدته إلى المجتمع الدولي إلى مساعدة شعب الجنوب وتخفيف معاناته بتحقيق تطلعاته القانونية المشروعة). فليتذكر الراشد الى اننا شعب جنوبي عربي واننا اصحاب قضية وطنية عادلة ومشروع دولة جنوبية مستقلة بعد ان فشلت الوحدة عندما تحولت الى ممارسات احتلال وليطمئن من اننا لسنا عصابات متمردة او مجموعة من المرتزقة ترفض الانصياع لولي الامر ، بل شركاء في التحالف منذ البديات ونحن من حقق النصر في معظم الاراضي المحررة ومازلنا في ذات الخنادق وعلى نفس المسار التحرري حتى نيل التحرير والاستقلال واستعادة الهوية الجنوبية العربية بعون الله وودعم كل المؤمنين بالحق الجنوبي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة . ورغم المحاذير التي اطلقها في مقاله وكم هي الصعوبات والموانع الا انه اختتمه بوعود حيث قال:( وفي حال تعذر الانفصال عندما تستقر اليمن فان هناك خيارات لا تقل جودة فيها استقلالية ادارية واسعة مثل النظام الفيدرالي او حتى الكونفيدرالي)!!. هنا في الفقرة الاخيرة يظهر بان الانفصال ممكنا عندما يستقر اليمن اي ان مخاوفة آنية ومزمنة بانتهاء الحرب وليس في هذه الاوانة ، هذا بالاضافة الى البدائل التي اقترحها للحل عوضا عن الانفصال تؤكد ان الراشد ليس بالمتابع الجيد ناهيك والكاتب الملم بحيثيات القضية الجنوبية كما بجب ولكنه ينبري للانتقاص من شانها والتقليل من حجم التضحيات وفداحة ماحل بالجنوب ارضا وانسانا كلما سنحت له الفرصة بذلك. *شهاب الحامد*