آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


عندما صرخنا مرددين (انتصرنا.. انتصرنا)

الأربعاء - 05 يوليه 2017 - الساعة 08:37 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


" انتصرنا " صرخ بها عمر الارياني بعد أن ورد إلينا نبأ استجابة جهات الاختصاص بإزالة واقتلاع البناء المستحدث داخل حرم المركز الرئيس لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، واقدام رجال الأمن المرافقين لفريق الإزالة، على إلقاء القبض على المسلحين المتواجدين أثناء عملية المداهمة وإزالة البناء المستحدث وعددهم أربعة كانوا في واجهة تنفيذ عملية الاعتداء على حرمة مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بخور مكسر. (نعم انه انتصار).. وهكذا تفاعل آخرون معه مرددين ما قاله وما أن استوت جذوة فرحتنا وشبعنا تأملا فيها، رحنا نجيل نقاشا بيننا حول حادثة الاعتداء هذه على حرم أعرق مؤسسة مدنية فاعلة في اليمن. وجرنا الحديث حول هذا المقر إلى استرجاع ذكرى المقرات التابعة للاتحاد في التواهي وكريتر وكيف تم سحبها بصورة متعمدة من بين يدي الاتحاد وفرعه في عدن، بقصد مصادرة، ومحاصرة واسكات صوته وفعالياته اليومية التي تتعرض بالنقد والتقييم لمختلف تجليات الواقع سياسيا واقتصاديا وأدبيا وثقافيا. وهي فعاليات، بالقدر الذي كانت تشكل إطارا تلتقي فيه كل القوى كمتنفس لها بلا قيود أو محاذير كما هو الحال في غيرها من الاتحادات والنقابات التي تخضع لقناعات سياسية محددة كابحة . . الأمر الذي دفع بالحاكم إلى ان يتبع كثيرا من الإجراءات المباشرة وغير المباشرة لسلب الاتحاد مقر فرعه في عدن الذي اصبح بدون مقر بعد اغلاقه تحت حجة حرص الحاكم على إعادته لنادي التلال، لتكون النتيجة بقاء المبنى مغلقا من تلك الفترة إلى الآن، دون أن يستفيد منه لا فرع اتحاد أدباء عدن ولا نادي التلال. بل كان الخاسر الوحيد هو اتحاد الأدباء الذي فقد مقرا حافلا بالعديد من الفعاليات اليومية وقد كان هذا واحدا من الممارسات التي كان يمارسها الحاكم على الاتحاد والتي كانت نتائجها واحدة لما وصلت وآلت إليه الأوضاع في الوطن من حروب وقلاقل وعدم استقرار وفوضى. عندها ومع استحضار هذه الوقائع والأحداث التي المت بمسيرة الاتحاد ، وما استمر يلعبه من دور تنويري رغم كل تلك التحديات بفضل وقوة وصلابة رجالاته المؤسسين أمثال الأستاذ الفقيد عمر الجاوي.. توصلنا نحن أعضاء الاتحاد المجتمعين إلى حقيقة أن الاعتداء الأخير الذي طال مقر الاتحاد يمثل مؤشرا خطيرا، وهو تنامي نشاط قوى التخريب والتدمير لتبلغ بنشاطها هذا الذروة . وهو ما يعني أن ما حصل من استرجاع لمقر الاتحاد الرئيس لا يمكن اعتباره نصرا لكون وجود هذه العصابات وبقائها في مواصلة بسطها على كثير من مقار التكوينات النقابية والمنظمات والاتحادات والمرفق الحكومية واستمرار هم في البسط والتوسع العشوائي وتشويه وجه عدن وإعادة وعرقلة أي نهوض حقيقي لها، من شأنه ان يجعل نصر الاتحاد نصرا ناقصا لا بل مهددا بالإلغاء في أي لحظة. ولكي يكون هذا النصر حقيقيا لابد من عمل الاتحاد على استعادة دوره في أن يصبح نافذة حية لرفع صوت الجميع في مواجهة هذه العصابات، والتصدي لكل مظاهر الاستقواء والتعدي المعنوي والثقافي الروحي والجسدي لأي كان، باعتبار أن هذا هو الطريق المطلوب على ا لاتحاد النهوض به مع مختلف القوى والجهات المسؤولة المعنية لاستعادة هذه المدينة خاصة والوطن عامة عافيتهما وسؤددهما ومكانتهما المرجوة بين مجتمعات عالم اليوم.