آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:48 م

كتابات واقلام


الشعب أولى أن يتبع

الإثنين - 10 يوليه 2017 - الساعة 12:18 ص

شهاب الحامد
بقلم: شهاب الحامد - ارشيف الكاتب


قبل أشهر ذكرت من عدن مامعناه : (ان عدن اهدأ بكثير مما هي عليه في الفيسبوك) .. وهي بالفعل كذلك ، حيث كانت المعارك في الفيس على اشدها والخوف من المجهول بلغ ذروته ولكني رأيتها ابهى واهدأ ومعظم ما نتناوله لم يسمع عنه احد في الداخل واتضح انها اخبار وترهات كانت تضخ بايعاز من مطابخ معروفة لدفع الناس للقبول بالوضع القائم كما هو على قاعدة نص العمى ولا كلّه . في الايام القلية الماضية وبعد قرارات الرئيس القاضية باقالة 3 محافظين جنوبيين ارتفعت حدّة السخط الشعبي منددة بها واعقبها رفض رسمي من هيئة رئاسة المجلس الانتقالي وقابلها هجمة مسعورة من اعلام الشرعية المختطف مع النيران الصديقة من الذين يشعرون بالغبن لزعمهم حق الافضلية بعضوية المجلس من غيرهم والمهم اختلط الحابل بالنابل وصارت زفّة في نفق الداخل اليه يزمر والخارج منه اصور . كان الحديث يومها عن الامتثال لقرارات الرئيس واعتبار رفضها تمردا على الشرعية يضاف الى الانقلاب عليها في مليونية 5/4 واعلان المجلس يوم 5/11 حسب وصفهم ، حيث عادت آلة الضخ التعبوي في القنوات والمواقع وصفحات التواصل المستنسخة للعمل من جديد وبوتيرة اعلى على اذكاء العداوة والفرقة بين ابناء الجنوب واستخدم كل الاسلحة المتاحة لتوسيع الهوة بل الى خلق فصيل (وهمي) لا وجود حقيقي له على الارض ولا تمثيل شعبي في الشارع ولكنهم اوجدوه في الاذهان من خلال الضخ والتهويل اليومي المتكرر حتى صدقه كثير من الناس بحكم التوجس الحاصل وضبابية الموقف الاقليمي والدولي واختطاف الشرعية من اطراف حزبية مهيمنة على القرار الرئاسي بشكل واضح ويظهر ذلك من انتقاء القرار الذي لايخدم في الاساس الا مصالح هذه الفئة المتحزبة في الشرعية والاضرار غالبا باتجاه الثورة الجنوبية ومشروعها التحرري وباتجاه شركاء النصر الجنوبي من التحالف العربي ودولة الامارات على وجه الخصوص . هذا التداخل ادى الى توظيف كل مقدرات الدولة ضد مصالح الجنوب ودفع باتجاه تصادم المصالح والقناعات بالضرورة وكشف بالتالي عجز الحكومة التام واعلان فشلها في ادارة المناطق الجنوبية المحررة مما يعني انها لم تهتم لتطبيع الحياة واعادة البناء بل تفرغت لتهيئة الارضية الجنوبية لجولة من الصراعات وللمزيد من التفتيت والتشظي راسيا وافقيا بالنبش في ماضي الجنوب الدموي للوصول الى جولة صراع مناطقي جديد على خلفية ذاك الزمان ، وهذا يمنح الشرعية مزيد من الوقت لترتيب اوراقها جنوبا وصرف الانظار عن فشلها والاهم من ذلك هو القضاء تماما على ثورة الجنوب حراكها ومقاومتها ومشروعها ، وهذا ما كشفه مقال رئيس حكومة الشرعية احمد عبيد بن دغر عندما (حذّر) من اقتتال جنوبي جنوبي في عدن ، وأضاف قائلا :" (لماذا الصراع على النفوذ في عدن مع إمكانية تحقيق الشراكة، والتوفيق بين المصالح المتعارضة، فكما للضالع حق في التواجد في عدن، وفي ممارسة السلطة الحق ذاته لأبين). وهكذا استطاع بن دغر ومن قبله الوزير الميسري عندما وصف الجنوبيين بالعبيد في تأزيم الوضع العام اكثر ورفع حالة التوتر في الشارع الجنوبي الى حالة التأهب القصوى وظننا انهما بالاضافة الى اعلام الفئة المتحزبة في الشرعية وبعض اصحاب الطبول والمراويس ممن كانوا مع الشعب في الساحات قد اشعلوا فتيل الحرب ، وانتظرنا في ترقب وحذر وفقا وما تسوقة هذه الابواق المسمومة وما قامت به بعض المجاميع المسلحة من عملية استباق تموضع في ساحة العروض في مشهد استفزازي لا يخلوا من طيش ولا يخدم في الاساس الا بن دغر ومن معه من المبشرين بالفتنة وتحقيق نبوءته باقتتال جنوبي جنوبي . مضى يوم امس 7/7 كما تمنيناه بحشود كبيرة واصداء قوية ورسائل جنوبية وطنية واضحة وفي هدوء وسلام وامن وامان ، وذلك يعود لحكمة قادة المسيرة الجنوبية التحررية الممثلة برئيس واعضاء المجلس الانتقالي باتخاذهم القرار الحكيم وتفويت الفرصة على الذين يحركون الاحجار على رقعة الشطرنج الجنوبيه ، ولم تقف الحكمة هنا بل تعدتها الى تحويل التظاهرة الى صورة استفتاء لمن كان له عقل ، حيث اظهرت فعالية شعب الجنوب في ساحة واحدة وقيادة واحدة وخطاب واحد ، وهنا تذكرت ان عدن اهدأ وابهى وأعقل بكثير مما هي عليه في الفيس ، وانه لا أحد في الساحة الاخرى الا في مخيلة البلاسن والمتدغررين وفي كتابات البعض الذين يصرون على وصف المشهد (بفعاليتين) وساحتين او شارعين بينما الواقع ينفيه تماما ويثبت عكسه ولكن تجد مثل هذه الكتابات رواجا عند المتشابهة في الغبن او المسكونيين بالأنا والنرجسية مع الذين يستنكفون اللحاق بشعب الجنوب العربي حيث يقف ، ويقفون وحدهم بعناد في انتظار ان يلحق بهم الشعب ، وأنى لهم ذلك !. *شهاب الحامد*