آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:04 م

كتابات واقلام


يالحمة العيد كم لي عليك قضايا..

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017 - الساعة 02:31 م

سالم الفراص
بقلم: سالم الفراص - ارشيف الكاتب


زيادة في اضهار عزمه الجاد والاكيد، امام أطفاله الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والتاسعة. ونتيجة لعدم قدرته على الاستمرار في تحمل ضغوط الحاحهم الشديد عليه، في أن يكون لديهم كبش العيد كالذي لأبناء فلان وفلان من جيرانهم. وبعد ليلة طويلة غادر منزله صباحا مستبقا موعد نهوض أطفاله قاصدا أماكن بيع القصب(عجور) وبفرح مشوب بالتوجس اشتري عصبتين منه، وقفل راكضا إلى منزله، لا يلوي على شيء، سوى التفكير بكل مايدعم خطته ويجعلها ناجحة في تحقيق المرجو منها. ومع حرصه على ان يعود سريعا الى داره حتى لا يضبطه احدا من جيرانه في حالة تلبس. اكمل فتح باب منزله، وولج بحذر خلاله حتى لا يتسبب باي ضجيج يفضي إلى استيقاض أطفاله الثلاثة. وقبل أن يتمكن من وضع حمله من القصب في المكان المناسب بحسب ما خطط له. وفيما كان يحول انها خطوته الأولى متجاوزا عتبة الباب الذي كان قد استدار ليغلقه احس بحركة لم يتوقعها خلفه. فقد نهض الأطفال وهاهم في انتظاره ليبر بوعده لهم في إحضار كبش العيد. تسمر في مكانه في انتظار ماسينجم عنهم من ردة فعل. لم يمهلوه كثيرا ليتبين مايدور في رؤسهم ،ففيما هو على ذالك الحال لايعرف كيف يتصرف صرخ أصغر أطفاله محذرا اياه من غلق الباب (لا يابه عاد الكبش برع لا تقفل الباب خليه يدخل) ضنا منهم أن اباهم قد غفل عن إدخال الكبش معه. كان عليه أن يتصرف سريعا لينقذ نفسه من هذه الورطة، وبسرعة خبط بباطن كفه على مقدمة رأسه موجها حديثه إلى اطفاله (لقد كان يسير خلفي أين ذهب ؟ سأعود للبحث عنه ابقوا هنا إلى جانب القصب وكونوا مستعدين عندما أعود مع الكبش.) وبسرعة رمى بحزمة القصب وانطلق خارج البيت مغلقا خلفه الباب. وهكذا وجد نفسه يقف في الشارع لا يعرف كيف سينهي مابداءه. فغدا وقفه وبعدها اول ايام العيد ولابد من حل .وهنا طفق يفكر فيما يستطيع فعله وكيف وبأي شكل سيعود إلى المنزل بعد أن ورط نفسه بهذا الحل الذي انتهى به إلى ما انتهى إليه. وفيما هو واقفا ينشد من مخيلته حلا .رأى أحد جيرانه البعيدين يسحب خلفه تيسا صوماليا عنيدا، ودون أن يكون في راسه هدف محدد اعترض جاره مسلما عليه. وبلا تدبير مسبق، طرقت جدار رأسه فكرة ألهام سريعة، وجد نفسه على إثرها يعرض على جاره أن يتفضل بالسماح له باستضافة التيس خاصته في بيته على ان يسلمه له صباح العيد ليذبحه، وأنه لقا تفضله هذا سيقوم بكل واجب الضيافة تجاه التيس من طعام وماء واهتمام وأمام استغراب وتحير جاره، اضطر لأن يصارحه بالأمر ساردا عليه حكايتة كاملة. كما شجعه ذهاب جاره في حالة من الاندهاش المتواصل نتيجة لسماعه مثل هذا العرض غير المتوقع. لأن يتمادا اكثر في طلباته من جاره راجيا منه ان يزيد في تكرمه والسماح لأولاده مرافقة التيس في خروجه من داره صباحا إلى داره، وان يشهدوا مراسم ذبحه وأمام استفسار الجار عن نهاية هذه المسرحية . عجل اب الاطفال بتطمين جاره، بقوله بسيطة يارجل .فبعد أن يناموا اليوم مطمئنين وبعد أن يرافقوا تيسهم المزعوم ويشهدون ذبحه سنغادر انا وأطفالي بعدها في جولة على الأقدام تم أعيدهم إلى البيت.واخرج بعد أن أقول لهم أنني ساحضر اللحم واعود ومن ثم اتوجه إلى الملحمة واشتري بالمبلغ المرصود معي ثلاثة كيلو لحم وحلق ويكفي أن تتنازل لي عن الرأس زيادة في الإقناع. وافق الجار تلبية طلبه بكثير من السرور. وهكذا قضي الأطفال الثلاثة ليلتهم ويومهم بجانب التيس،كما وجدوا قليلا من الوقت لأن يدعوا بعض زملائهم ليلقوا نظرة على تيسهم المزعوم والتباهي به .ولم ينصرفوا للنوم إلا في وقت متأخر فرحين بعيدهم الكاذب.