آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


هشاشة 22 مايو أفضت إلى هشاشة اللحظة

السبت - 25 مايو 2019 - الساعة 04:55 م

د.سعيد الجريري
بقلم: د.سعيد الجريري - ارشيف الكاتب


هناك ما يعرف باليمن الأعلى و اليمن الأسفل، و يقصدون بالأعلى الشمال وبالأسفل الجنوب، اللذين لايتجاوزان حدود مملكة الإئمة (الجمهورية العربية اليمنية لاحقاً) التي استعادها الحوثيون بأثر رجعي في 21 سبتمبر 2014، ولا صلة لهما سياسياً بالدولة الجنوبية الممتدة من باب المندب غرباً إلى المهرة شرقاً.

البردوني القارئ العميق للتاريخ والأحداث يرى، في حوار أجراه الصديق Bayan Safadi للقدس العربي أن: "لا فرق بين الإمامة والجمهورية". ولعل مجريات الأحداث منذ إعلان ما سمي بالوحدة اليمنية تؤكد قوله بأن هناك قفزاً أيديولوجياً كان على حبال طوباوية، تجاهل به القافزون تحقيق الوحدة أولاً بين اليمن الأعلى واليمن الأسفل، وإحداث فرق حقيقي بين الإمامة والجمهورية، قبل التفكير في صناعة وهم قومي أدى إلى هيمنة اليمن الأعلى مجدداً على اليمن الأسفل، لكن ذلك الأعلى تلقن ويتلقن الآن دروساً لعله كان يجهلها خارج حدود إمامته الجمهورية، وما أحرى الوطنيين في اليمن الأسفل خاصة بقراءة مشهدهم الراهن قراءة واقعية، بدلاً من الهرب مجدداً من مواجهة إشكالية الأعلى والأسفل تلك التي مكّنت جماعة كهنوتية من "اختطاف دولتهم وعاصمتهم" بالصرخة الكهفية.