آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


النجاح في عدن وليس في جدة

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2019 - الساعة 01:16 ص

صالح شائف
بقلم: صالح شائف - ارشيف الكاتب


تابعنا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ما جرى ويجري في جدة من حوارات ( تفاوضية )
بين المجلس الأنتقالي الجنوبي وبين الشرعية اليمنية وبصورة غير مباشرة وعبر وساطة سعودية ؛ والمملكة كما هو معروف هي صاحبة الدعوة لمثل هذا الحوار ؛ وماصاحب ذلك من تسريبات وتصريحات بل ونشر البعض صيغ عدة ومختلفة لما قيل عنها بأنها ( مسودات ) للتفاهم الذي حصل بين ( المتحاورين ) وبأن الرئيس هادي قد رفضها جميعا !!

وأيا كانت الحقيقة من عدمها في كل ذلك ؛ فأن ما نعرفه بأن وفد الإنتقالي ووفقا لأدبياته وبياناته المختلفة قد لبى الدعوة وذهب وهو متسلحا بثوابته الوطنية والسياسية التي سيتحاور على أساسها والتمسك بها وبما في ذلك التمسك بشرعية الرئيس هادي وهو موقف معلن منذ تأسيسه على الرغم من كل تحفظاته المعلنة والمعروفة للجميع ؛ وبأن لديه الإستعداد الكامل للإستماع لكل ما سيطرح عليه وسيتعاطى إيجابيا وبمرونه مع كل ذلك ؛ فإن لم يكن الأمر على هذا النحو لما ذهب للحوار ورحب به فورا ولمرتين متتاليتين ..

ونود هنا أن نلفت إنتباه وفد الإنتقالي بأن النجاح أن حصل وهو ما نتمناه بكل تأكيد لأن في ذلك إنفراجة مطلوبة تجنب البلاد والعباد المزيد من التعقيدات والويلات والمصائب ؛ لن يكون بديلا وفي أي حال من الأحوال عن الحورات الوطنية والسياسية الشاملة في عاصمة الجنوب ( عدن ) مع كل القوى والأحزاب والشخصيات الجنوبية التي تحمل وبصدق لواء المشروع الوطني الجنوبي وأياً كانت رؤاها وملاحظاتها غير منسجمة في كل شيء مع الإنتقالي أو لا تتفق معه في بعض المسائل الجزئية وغير الجوهرية ..

لأن من شأن ذلك تحصين الجبهة الداخلية الجنوبية من المخاطر الحقيقية المحدقة بالجنوب وقضيته الوطنية على تنوعها وتعدد مصادرها ؛ بغية الوصول لصيغة توافقية مناسبة وعبر آلية وطنية تجعل من الإنتقالي مظلة جامعة وعلى قاعدة الشراكة الحقيقية والمسؤولية الوطنية وبما يجعل التوازن الوطني قائما ومتناغما في كل سياساته وهياكله القيادية وعبر توسعتها وإستكمال بقية الهيئات بل وإعادة النظر في قوام الهيئات القائمة وبروح وطنية جريئة ومسؤوله إن تطلب الامر ذلك وأقتضته الظروف القائمة وبما يعزز من قوة الدفع نحو المستقبل المنشود وبخطوات أكثر ديناميكية وتماسكا ورصانة وعلى مختلف المستويات والميادين الوطنية وهذا ما نآمله ونتمنى تحقيقة وعاجلا على أرض الواقع لأن الوقت يمر والمخاطر تزداد وتتسارع ولن ينتظر المتمهلون أبدا !!