آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 05:04 م

كتابات واقلام


حتى لاتخلط الأوراق

الثلاثاء - 18 فبراير 2020 - الساعة 05:44 م

عبدالسلام صالح حُميد
بقلم: عبدالسلام صالح حُميد - ارشيف الكاتب


مازال يحذونا الأمل في حكمة ورشد المملكة بتدارك الأمور والحفاظ على إتفاق الرياض وتنفيذه .. اما ما تنشر في وسائل التواصل الاجتماعية هذه الأيام من كتابات وخاصة منذ مابعد 5 فبراير الحالي - وهو الوقت المتزامن مع انتهاء الفترة الزمنية المفترضة لتنفيذ اتفاق الرياض - ومن حملات اعلامية شعواء موجهة نحو اشقائنا في المملكة العربية السعودية ، فان الكثير منها وللاسف تضخها مطابخ اعلامية مشبوهة ومعادية للمملكة والامارات والجنوبيين على حدآ سوا .. وان هذا الامر حقيقة يتطلب المزيد من اليقضة والحذر وعدم الانسياق خلف تلك الكتابات كون اهدافها ومقاصدها معروفة فهي تهدف الى ضرب اسفين في علاقات الشراكة المعمدة بالدم فيما بين المجلس الانتقالي ومقاومته الجنوبية من ناحية ودول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية من ناحية اخرى .

ولكن مايحز في النفس اكثر هي بعض تلك الكتابات الصادرة عن بعض اخوتنا الجنوبيين ضد اشقائنا في المملكة ، والتي ربما تكون نابعة في تقديرنا من حالة القلق جراء تطورات الاحداث .. خاصة في ظل حالة الركود وعدم احراز تقدم مقبول ولو بالحد الادنى منه في تنفيذ بنود الاتفاق خلال الثلاثة الأشهر الماضية ، ولكن مع كل ذلك الحرص فانه لايسعنا الا ان نؤكد على اولئك النفر من اخواننا بضرورة الابتعاد عن تلك الكتابات الغير مسؤولة واستحضار الجوانب السلبية في العلاقات الجنوبية مع المملكة خلال الفترات السابقة والتي كان لها مايبررها أبان الحرب الباردة التي سادها الأستقطاب الدولي بين المعسكرين الأشتراكي والرأسمالي .

كما اننا ننبه ومن منطلق الحرص والمسئولية بان مثل تلك الكتابات السلبية بالتأكيد ستقود إلى استغلالها من قبل الأطراف المناهضة للاتفاق ومساعدتها في خلط الأوراق وخلق اجواء اكثر توثرا وتشويشا مع الأشقاء في التحالف .

مع العلم بان مانطرحها من مطالبة لاخوتنا الجنوبيين بعدم أبدا الرأي في قضايا مصيرية تهمهم وتهم الجميع لاتعني بالضرورة اننا ضدهم - ولكن مطلوب منهم مزيدا من الموضوعية والعقلانية في الطرح وادراك آثار ومترتبات كتاباتهم التي من المفترض بان تكون اكثر تفاؤلا ، مع ادراك مدى خطورة وتعقيدات الأوضاع القائمة في المحافظات المحررة ، لذلك وبدلآ عن مايكتبوها من كتابات متشائمة ، ياحبذا لو يسخرون اقلامهم للتأكيد والتشديد على مدى اهمية تنفيذ كافة بنود الاتفاق وحث المملكة وتحفيزها ومعها بقية الأطراف المعنية على المضي قدمآ في التنفيذ كون الأتفاق مايزال يمثل خيارآ سياسيآ امثل للتعامل مع التطورات التي افرزتها الخلافات مع تلك القوى المأزومة التي لاتستطيع العيش الا على الحروب والصراعات وعلى حساب الأمن والاستقرار والسلام .

ولايفوتنا في الاخير سوى التذكير باننا اليوم شركاء حقيقيين على الأرض مع الأشقاء في المملكة وبقية دول التحالف في الحرب اليمنية الظالمة التي تشنها المليشيات الحوثية منذ خمسة اعوام ، بل وشركاء في حماية وتعزيز المشروع القومي العربي ضد المشاريع الفارسية والعثمانية ذات الأطماع التوسعية والطموح الجامح للسيطرة على المنطقة العربية ومقدرات شعوبها ، كما اننا نستبعد ان يفوت على اذهان قيادة المملكة بأن تعثر اوفشل اتفاق الرياض لاسمح الله لن يصب قطعآ الا في مصلحة القوى الأقليمية المناهضة لعاصفتي الحزم والأمل اقليميآ (قطر وتركيا وايران ) وادواتها المحلية ( اخوان اليمن ) وحلفاءهم من ذوي المصالح والنزعات السلطوية المقيتة ، كما سينعكس ذلك سلبآ على رصيد المملكة السياسي وثقة الأقليم والعالم بقدرتها على إدارة الصراعات في اليمن والمنطقة عمومآ وهذا مالانتمنى حدوثه كونه سيقود بالتاكيد إلى إضعاف تحالف المشروع القومي العربي وخاصة في المرحلة الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية ، ولااحد بالطبع ينكر ان هناك بعض البطء في تنفيذ بنود الاتفاق ومؤشرات غير مشجعة لاسيما إن استمر الحال كذلك ، وستكون له مترتبات وآثار يصعب التعامل معها من قبل رعاة الاتفاق في قادم الأيام ، وقد سبق أن حذرنا من ذلك مبكرآ وحذر معنا الكثير من المهتمين والمتابعين لهذا الشأن .. الا انه وعلى الرغم من كل ذلك مايزال يحذونا الأمل في حكمة وقدرة قيادة المملكة وحلفاءها في ( دولة الأمارات الشقيقة ) على امتلاك زمام المبادرة وعلى المراجعة والتقييم ووضع المعالجات الكفيلة والضامنة لتنفيذ الاتفاق بصورة عاجلة وجادة بعيدآ عن الانتقائية والالتفاف اوالتحايل الذي يتملك رغبة بعض الأطراف في السلطة اليمنية ، مع التغلب على كافة التعقيدات التي تزرعها تلك الاطراف المعرقلة لتنفيذ الاتفاق .
د.عبدالسلام صالح حميد