آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 08:09 م

كتابات واقلام


نحن الشباب لنا الغدُ.. ومجده المخلدُ نحن الشباب

الخميس - 09 أبريل 2020 - الساعة 10:33 م

د.علي محمد جارالله
بقلم: د.علي محمد جارالله - ارشيف الكاتب


كم اتذكر هذا النشيد لبشاره الخوري عندما كنت شاباً يافعا في الإعدادية و بعدها في كلية عدن، كان هذا النشيد يملئ صدورنا بالأمل و الثقة بأننا نحن الشباب ضمير الأمة و عصاء الوطن الذي يضرب به المحتل، كنا نخرج بالمسيرات في كل مديريات عدن و نتعرض للضرب و احياناً للسجن، في إحدى المرات تم حجزي في شوكي (شرطة) الشيخ عثمان بتهمة إثارة الفوضى، و في المساء اتى مدير التحقيق ليحقق معي و ينبهني لعدم تكرار التحريض بإخراج المسيرات و توزيع المنشورات، و لكنني وجدته رجل دمث الأخلاق مبتسماً في وجهي، و قال لي انا مثلك شيخي، و لكننا اكبر منك بعشرين سنة، و احب الوطن مثلك، و سأعطيك نصيحة تتحلى بها حتى تتجاوز مرحلة الشباب، انتم الشباب الطاقة المحركة للثورة، لهذا:
" يجب ان تتعلموا السياسة حتى تحصدوا النصر، و لكنكم لو ادعيتم انكم تعرفون السياسة و انتم لم تدرسوها فستحصدوا الفشل".
===
بقت هذه الجملة في رأسي حتى اليوم بعد ان غادرت الستين من عمري، لهذا كم اود ان يتعلم الشباب في الجنوب معنى ان يجيد السياسة، لأن السياسة تعني تقديم مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، لان نزاهتك هي المعيار الوحيد لوطنيتك، و على المستوى الخارجي تعني قوة حجتك.
===
و لأن الشرعية تعرف ان بعض الجنوبيين تهمهم مصالحهم الشخصية فذهبت لإعطائهم مناصباً حتى تُدفن القضية الجنوبية.
قناعتي ان شرعية هادي هي شرعية الشمال، و من يؤدي اليمين الدستورية فيكون قد اعترف بشرعية الشمال على الجنوب، و لم يعد يمتلك الحق السياسي او القانوني في ان يتبني القضيه، و هذا ما تريده الشرعية.
كما قلت في موضوع سابق ان الحرب هي نتيجة و ليست السبب، و اهمال الشرعية تنفيذ البند الأول من اتفاقية الرياض تعني الهروب من مناقشة سبب الخلاف، و سيستمر الحوار و يتدخل الوسطاء و يطول امره و ينتهي في الأخير كأمر واقع كما حدث لمباحثات ستوكهولم.
كيف يمكنك ان تبني الثقة بين المتخاصمين دون ان تكون هناك فكرة لحل الخصام، فعند معرفة فكرة الحل ستقنع المتصارعين الى بناء الثقة.
الخلاصة:
ــــــــــــــ
قناعتي الآن اصبحت واضحة ان أطراف الصراع الحقيقي الآن هما الحوثيون و الجنوبيون لأنهما موجودان على الأرض اما الشرعية و الإصلاح فلا وجود لها على الأرض، و اصبحت وظيفتها استمرار شرعنة الحرب في الشمال و استمرار الفوضى في الجنوب، و اعتقد هذا الأمر الذي جعل مارتن جريفيث لا يثق بها.
المندوب الأممي يعرف ان الحوثي و الجنوبي واقفان على اراضيهما و يحاوران، بينما الشرعية تحاور على عودة هادي الى صنعاء و هي تعلم و الامم المتحدة تعلم استحالة هذا الأمر.
نحن الشباب لنا الغدُ
د. علي محمد جارالله