آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

كتابات واقلام


فاتورة الحساب

الجمعة - 26 يونيو 2020 - الساعة 09:08 م

أحمد عبدالله المريسي
بقلم: أحمد عبدالله المريسي - ارشيف الكاتب


اليوم أرسل لي صاحب الدكان ورقة كرتونية فيها إجمالي الحساب {الدين} الذي عندي ولأول مرة يتعامل معي صاحب الدكان بهكذا طريقة يرسل لي مع إحدى أحفادي بورقة الحساب الكرتونية.

طول عمرنا نتعامل بكل ثقة نسحب المواد التي نحتاجها من عنده بكل ود واحترامي وأوصل له أحيانا أجزاء من الحساب وهذا يكون عندما أحضر اليه انا شخصيا لمعرفة حسابي في دفتر الديون الخاص بالزبائن الذين يتعاملون معه بالآجل.


سنوات مضت على تعاملنا بكل ثقه وأمانة من الطرفين ولازالت علاقتنا يسدوها الثقة والاحترام ولكني ذهبت إليه وانا غضبان على ذلك التصرف الغريب منه علي وسألته لماذا أرسلت لي بقطعة من الكرتون فيها بعض حسابي وهدا في غير عادتك؟

رد علي بكل خجل وهو يقول سامحنا ياعم أحمد والله ماقصدت ازعلك وانت من أوفى الزبائن عندنا ولكن حبيت اشعرك كم بلغ حسابكم عندنا وعندما شوفتك تأخرت اعتقدت انك مشغول ولأن أصحاب الجملة ماعاد يرضوا يعطونا اي مواد إلا لما ندفع لهم الحساب الأولي وأنت عارف ياعم أحمد هبوط عملتنا والمضاربة بالأسعار وارتفاع العملات الأجنبية وعدم استقرارها اربكنا نحن وجميع أصحاب الدكاكين والبقالات وخلانا في إحراج مع الزبائن نظراً للزيادة والارتفاع بأسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية وأرجوا المعذرة منك ومن كل الزبائن لاننا لانستطيع اعطائكم كل ماكنتوا تطلبوه.


طبعاً الرجل عنده حق وقد وصلت الرسالة والسبب إننا لم نتسلم رواتبنا مندو أشهر وقد تراكمت علينا الديون غصباً عنا والسبب لادولة ولا حكومة ولا إدارة ذاتية قادرة تعمل لنا حل في مسألة الرواتب وتركتنا لوضع لا نعلم له نهاية اوحل لوضعنا كموظفين دولة عسكريين ومدنيين أصبحنا نتسول رواتبنا من بعد خدمة وعمر مضى في خدمة الوطن وقد بلغنا من العمر عتيا حيث كان من المفروض تكريمنا وتقديرنا لما قدمناه للوطن من أجمل سنين عمرنا وبدل ذلك هانونا وجعلونا نغرق في الهم والديون وفي وضع مزري لا يخفى على أحد صاحب الدكان(البقالة)يطالبك بالدين وصاحب الخضرة والأسماك يطالبك أيضا بالدين وانت بلا راتب ولا مصدر دخل آخر يعني حصار مطبق يعني جوع وفقر ومرض وموت.

هنتم العزيز واحرجتم الكريم فماذا ابقيتم لنا في وطننا أرضنا الجريحة ونحن كوادر خدمت الدولة على مدى أربعين عام بكل إخلاص وأمانة وشرف ونزاهة وتركتمونا عرضة لمصير مجهول في الوقت الذي يسرح ويمرح البلاطجة والخارجين عن القانون والفسدة والمفسدون ولا رادع لهم وهناك أسر حالهم اسوى من حالنا ونحن نراهم وهم يتكففون الناس ويتسولون ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وهو نعم المولى ونعم النصير.


#فاتورة-الحساب-#


#المريسي.