آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 02:01 م

كتابات واقلام


الشرعية من الصراع مع الحوثي إلى التناحر في الجنوب

الأحد - 28 يونيو 2020 - الساعة 11:24 م

عبدالله عوض العوبثاني
بقلم: عبدالله عوض العوبثاني - ارشيف الكاتب


الشرعية المعترف بها دوليا في اليمن، انتقلت من مرحلة الصراع الافتراضي مع الحوثيين إلى التاكل والتناحر بين اجنحتها، حتى أصبحت فاقدة للشرعية أمام العالم ومطية لأجندة خارجية اقتصادية وعسكرية واستراتيجية.
قبل عام في مثل هذا اليوم بتاريخ 28/6/2019
كتبت عن أن هشاشة الشرعية وتخبط السعودية يجعل الحوثيين قوة، ليس في صمودهم فقط وإنما في الخدمات المجانية التي تقدمها الشرعية "السائبة" وتعدد المشاريع والأيدلوجيات والإستقطابات داخل مراكز ها ومفاصلها المفككة، في أكثر من عاصمة عربية وإسلامية.
من بين ماكتبته، بأن هناك قناعة راسخة بأنه في حالة هزيمة الحوثي ودخول قوات الشرعية إلى صنعاء، لا توجد قوة رديفة ستؤمنها وهل ستتوافق الأطراف المتحالفة في الشرعية على حكمها أم ستتناحر هذه الأطراف المتناحرة في إطار الشرعية وهي معظم قياداتها خارج البلاد فكيف لو إنتصروا سيتصارعون على السيطرة ويتناحرون على الموارد
لذا المجتمع الدولي لن يسمح بسقوط العاصمة صنعاء بيد أطراف ستتناحر وتدمرها وتنشئ حرب عصابات في شوارع صنعاء.
فتجربة الإقتتال في التسعينيات من القرن الماضي بين المليشيات في أحياء ومناطق مقديشو.
لا أعتقد أن يسمح المجتمع الدولي بتكرارها في صنعاء .
وتوقعت أن تبقى الحديدة ومناطق سيطرة الحوثيين بأيديهم وعليها خطوط حمراء دولية ما دامت الشرعية بهذه الهشاشة
إلى أن تأتي تسوية سياسية تعطي الحوثيين النصيب الأكبر من الحكومة والمناصب في الدولة اليمنية في الشمال على أقل تقدير ويتم إشراك الأطراف الأخرى بحصص صغيره تضمن لهم التمثيل والتواجد
وعندها التحالف بقيادة السعودية سيسعئ إلى تعويض ما خسره في الحرب من خلال دعم دولة جنوبية كإنتصار معنوي للتحالف وحينها ستكون هذه الدولة الوليدة منهوبة الثروات للشركات السعودية التي ستحل مكان الشركات اليمنية
لأنه بحسب ما هو حاصل أن بعض التجار السعوديين يأتون إلى حضرموت أو عدن والمهرة وسقطرئ وشبوة يأتون بفكر الغنائم والحصول على مساحات أراضي بملايين الأمتار المربعة وعقود التكليف والإمتياز الحصري في أعمال النفط والموانئ وغيرها من الخدمات الأخرئ وهم في هذا متأثرين بقصص النهب التي حصلت أثر إجتياح الجنوب بعد حرب صيف 94م من قبل المتنفذين في نظام علي عبدالله صالح وآل الأحمر والمؤتمريين والإخوان وشركائهم من تجار الحروب والجماعات الجهادية
ومن يغذي هذه الأفكار لدئ التجار السعوديين أو المسئولين مع الأسف سماسرة بعضهم مسئولين في الشرعية وبعضهم مغتربين
وفي حالة عدم ردعهم من قبل السلطات السعودية سينتج عنها ردات فعل شعبية قد تستغلها أطراف دولية أو إقليمية مناوئه للمملكة العربية السعودية.
المعطى الجديد في الحرب العبثية، أن "الشرعية" بعدما اقتنعت أن صنعاء بأياد أمنية، وأنها لا تفكر في اقتحامها خوفا على سقوط ضحايا وتدمير عاصمتهم، كما قال أكثر من مسؤول ومن ضمنهم وزير الإعلام معمر الارياني. لكن عندما وجهوا بوصلتهم صوب عدن لم نسمع أحد منهم حريص على سكانها وبنيتها، وهم يحاولون اقتحامها من أبين بأي ثمن، ولا مانع إذا دخلوا على أنقاضها، فهي عاصمتهم البديلة التي سيمنحهم السيطرة عليها السمسرة في بيع ثروات الجنوب واستنزاف خيراته لينعم الشمال بالأمان والاستقرار تحت مظلة الحوثي وسطوته.