آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 08:40 م

كتابات واقلام


ورحل القائد الفذ اللواء علي محضار قاسم

الأحد - 19 يوليه 2020 - الساعة 09:31 م

عبدالمجيد الصلاحي
بقلم: عبدالمجيد الصلاحي - ارشيف الكاتب


قليلون هم من تخزن اسمائهم ذاكرتنا الجمعية وكانو هامات وفرسان في ساحات العمل الوطني التحرري ناضلوا ببسالة ضد اعتى واقوى استعمار عرفه العالم الحديث المملكة التي كانت لا تغيب عنها الشمس بريطانيا العظمى التي جثمت على صدر الوطن 129 عاما.
جيل لن يتكرر اليوم حملو ارواحهم على اكفهم لننعم بالحرية والاستقلال وقدموا في سبيل ذلك التضحيات الجسيمة وقوافل من الشهداء لازالت ماثرهم خالده في تاريخنا المعاصر
علي محضار قاسم هو احد الرواد الاوائل من مشعلي ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963 ومن الرعيل الذي خاض الكفاح المسلح كقائد لجبهة يافع وفدائي ثائر كان بجانب الشهيد مهيوب علي غالب ( عبود ) لحظة استشهاده في الشيخ عثمان في الحادي عشر من فبراير 1967.
الحديث عن هذا الطود الشامخ هو جزء من الحديث عن اهم مرحلة مرت بها الحركة الوطنية في جنوبنا الحبيب وسطر رجالها اروع البطولات في المقاومة والاستبسال لنيل الاستقلال الوطني الذي كان لهم شرف تحقيقه في ال 30 من نوفمبر 1967 وبناء دولتهم الوطنية _ رغم ماشابها من صراعات واحتراب واخطاء فادحة _ وما رافقه من انجازات قد لايتسع الحيز لذكرها.
مثل الفقيد علي محضار تيار الاعتدال في تنظيم الجبهة القومية وكانت له نظرة ثاقبة بشان كثير من القضايا الشائكة وكان له موقف واضح من كثير من حالات الشطط والنزق الثوري الذي كان يمارسه بعض رفاقة نتيجة لنقص الخبرة وافتقادهم للنضج الثوري الحقيقي او التقليد الاعمى لبعض تجارب حركات التحرر العربيه والعالمية هذه الممارسات التي اضرت كثيرا بتاريخ الجبهة القومية وسجلها الحافل بالانجازات
عرفت علي محضار ذلك المناضل و القائد النزيه الناكر لذاته، والذي لعب دورا هاما في اخماد كثيرا من الفتن والقلاقل في منطقة يافع وبذل جهودا كبيرة في اصلاح ذات البين بين القبائل والمناطق التي شهدت حروبا قبليه لسنوات طويله.
بعد عودته من الخارج تعمقت علاقتنا بشكل اوسع لاسيما وكانت تربطه بوالدي علاقات حميمه منذ خمسينيات القرن الماضي، حيث كننا نلتقي باستمرار اثناء عملي في صنعاء 1995/1997وكذا كنا على تواصل دائم بين الحين والاخر حيث كنت احرص دائما على الاتصال به والسؤال عن صحته خاصة في سفرته للعلاج الى مصر وعودته منها.
اعتذر في هذه العجالة انني لم اف اللواء علي محضار قاسم حقه ولم استعرض سيرة حياته بالشكل اللائق به نتيجة لهول الصدمةالصدمة التي اصابتني عند تلقي خبر رحيله فاني ابتهل للمولى تعالى ان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان انالله وانا اليه راجعون
جعار/ 18 يوليو 2020