آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:21 ص

كتابات واقلام


شكرا كهرباء عدن

الأحد - 26 يوليه 2020 - الساعة 12:08 م

محمد الموس
بقلم: محمد الموس - ارشيف الكاتب


نعيش هذه الايام حالة تحسن ملحوظ في ساعات التشغيل في كهرباء عدن، وهذا التحسن لم يأت نتيجة زيادة في المحطات المستأجرة، وهي من مصادر الفساد الحكومي، وانما كانت هذه الزيادة في ساعات التشغيل ناتجة عن جهود المهندسين والفنيين وادارة الكهرباء وهي جهود تستحق ان نرفع لرجالها القبعات.

صحيح ان حجم الزيادة لم يصل الى المستوى المطلوب بعد، لكنكم ربما لا تعلمون القيمة الحقيقية لجهودكم في رفع قدر كبير من معاناة المرضى وكبار السن والاطفال الذين تعذبوا كثيرا خلال الاسابيع الماضية.

نحن نعلم انكم تعملون في ظروف غاية في الصعوبة وبامكانات اقل من المطلوب وبرواتب واجور لا تسد ضرورات حياتكم وحاجات اطفالكم، مثلكم مثل كل الناس في عدن، التي كانت تسمى ذات يوم (عدن النور والتنوير)، لكنكم رغم كل ذلك كنتم الاحسن.

نعلم قسوة الجو الذي تعملون فيه، ونعلم عن الجروح والخدوش المختلفة التي تتعرضون لها اثناء عملكم، ونعلم ان ضياع او تلف احد (المفكات) او اي من ادوات العمل يمكن ان يعطلكم ساعات، وهي ادوات ومعدات بدائية مقارنة بما وصل اليه العالم، نعلم كل ذلك، ونعلم أيضا نعلم ان وزراء حكومة (بساط الريح) لا يعلمون بمعاناتكم مثلما لا يعلمون بمعاناة كل الناس في المناطق (المفحررة)، كما يسمون اهل عدن المناطق (المحررة)، فهي حكومة منفصلة عن الواقع تماما، جغرافيا وذهنيا، الا قلة منهم قليلة جدا.

نحن نعلم ان لا ذنب لكم فيما وصلت اليه الحال في عدن، وكل الجنوب، على وجه الخصوص، ونعلم ان حكومات الترقيع والمقاولات المتعاقبة لم تخطط لمحطات توليد كهرباء تلبي حاجات الناس ومتطلبات التنمية ولكنها كانت تلجأ الى الاستئجار الباهظ من شركات تأجير يملكها وزراء ايضا، الحكومة تستأجر من الحكومة.

لعل بعضنا يتذكر كبيرهم الذي علمهم الفساد حين قال اثناء حملته الانتخابية في مهرجان في الحديدة (سننتج الكهرباء بالطاقة النووية) وفي آخر محطات مهرجاناته في حضرموت تراجع قال (اي مستثمر ينشئ محطة كهرباء سنشتري منه) وآخرتها أمر حكومته باستئجار (مواطير) من وزراء حكومته، وتولى (كلفوت) تخريب المحطة الغازية اليتيمة التي أنشأوها في مارب ليظل الاستئجار مزدهرا، ولو تم إنشاء محطات توليد كهرباء بمبالغ التأجير على مدى (٣٠) عاما لانشئت محطات تنتج طاقة تلبي حاجة البلد وزيادة.

عوداً على بدء، شكرا لكم يا مهندسينا وفنيينا في كهرباء عدن، وشكرا لمن اعانكم، من اكبر رأس حتى حارس البوابة، لأن التحسن الطفيف الذي نعيشه كان بطاقاتكم وعقولكم وسواعدكم انتم فقط، تعظيم سلام لكم جميعا.

عدن
٢٦ يوليو ٢٠٢٠م