آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 03:08 م

كتابات واقلام


كيف يتم نهب الثروة الوطنية في بلاد الحواشب؟ الراحة إنموذجا

الخميس - 08 أكتوبر 2020 - الساعة 10:25 م

عنتر صالح الردفاني
بقلم: عنتر صالح الردفاني - ارشيف الكاتب


تعد التربة ثروة وطنية و مكسبأ طبيعياً واستراتيجيا هاما في حياة الناس، وهناك الكثير من المنظمات والبلدان التي أهتمت بهذه الثروة وزيادة الوعي بها عن طريق مبادرات كثيرة في هذا الجانب، وتوالت العقبات التي تواجه هذه الثروة القومية باعتبارها العمود الأساسي للزراعة المستدامة للأجيال القادمة، واحدة من ركائز الاقتصاد الوطني وأعمدة النظام البيئي واستدامة النظام الايكولوجي.

واحب ان اوضح للقارى الكريم أنه وأثناء زيارتنا لقرية الراحة في بلاد الحواشب التابعة لمديرية ردفان عصر يوم أمس، شاهدنا بام اعيننا خروج بعض البوابير الضخمة، والمقصود بالبوابير هي شاحنات النقل الثقيل، وهي تاخذ التراب من الأراضي الزراعية وتنقل هذه التربة إلى مصنع الوطنية للأسمنت، واثناء تواجدنا وجهت سؤالاً لاحد المواطنين، كم يتجاوز قيمة البوابير الكبيرة التي تنقل التربة؟ اجابني بانه لايتعدى ثلاثة الف ريال!!

هل يعقل أن قيمة نص كيس إسمنت الوطنية مقابل نهب وأخذ الآف الأطنان من التربة بهذا السعر المبخوس؟!

هل الناس يدركون أن هذه التربة قد تجمعت منذ ملايين السنين وأصبحت صالحة للزراعة، وهنا يتم استغلال ظروف الناس الاقتصادية ويتم بخسهم بهذه الاسعار؟!

هل يدرك القائمون على مصنع الوطنية للإسمنت، أن هذا البخس هو نوع من أنواع الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى

أي أن البخس انك تعطي شخص أقل من حقة وتكون ظلمته، اي انك تعطي صاحب الارض نص قيمة كيس إسمنت وتصنع من التراب حقه الآف الاكياس من الاسمنت بينما الصحراء قريبة من مصانع الوطنية والتربة أجود والسؤال هنا، لماذا بالتحديد يتم أخذ تربة منطقة الراحة الصالحة للزراعة؟!.

ولهذا تقع المسؤولية المشتركة على جميع المواطنين في منطقة الراحة والحفاظ عليها من النهب والبخس ببيعها، باعتبارها ثروة وطنية وقومية للأجيال القادمة.