آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 01:04 م

كتابات واقلام


الاحكام المسبقة

السبت - 10 أكتوبر 2020 - الساعة 03:22 م

نعمة علي احمد السيلي
بقلم: نعمة علي احمد السيلي - ارشيف الكاتب


الاحكام المسبقه على الآخرين هو نتاج طبيعي ورد فعل عاطفي في كثير من الأحيان لا يصدر عن تفكير وتقدير للحالة ؛ بل ربما يصدر عن قناعة مسبقة تجاه الاخر بسبب اعتقاد ذاتي بأن الآخر دونه في المرتبة الاجتماعية أو الثقافة .

فينشأ شعور غير متوازن تجاهه ربما يغلب عليه عدم الرضا عن ذلك الشخص أو المجموعة التي ينتمي اليها وهو ما يعني نظرة ظالمة تجاه ذلك الشخص أو مجموع الاشخاص وهو حكم لم يقم على حقائق وبينات حكم دون معرفة مسبقة بهم لأنك أعطيت لنفسك الحق في اتهام الآخرين و تخوينهم والتعصب تجاههم وربما تكتشف عدم صواب حكمك عليه ﻻنك بنيت موقفك أو رأيك أو شعورك تجاه ذلك على تقدير شخصي او معلومات نقلتها عن شخص ما وعبرت من خلال المعرفة المباشرة للجماعة أو الفرد بالرغم من أنها معرفة قائمة على السطحية وهذا له تأثير سلبي على طريقة التعامل مع الأخر وما نتج من تحامل يعبر عن موقف عدائي أو رافض لموقف شخصي يختلف أو تختلف معه في الأنتماء والتوجه والرأي والاعتقاد وتصف الأخر وفقا لتصورات جاهزة تؤكد ثنائية نحن / الأخرون الخير /الشر وهي قائمة على نظام القيم والمصالح وعلى الحاجة للتمييز تجاه جماعة معينةلتبرير المواقف العدائية .

فالاحكام المسبقة تميل الى تبسيط الواقع الأجتماعي وأنكار ما يعتمل به من تعقيد و تعددية و تناقض وتقاطع مصالح فنحن اليوم نعاني أكثر من أي وقت مضى من الأحكام المسبقة التي تشرعن وتصبح أكثر قوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الاحكام المسبقة على شخص يعني حددت موقفك ووضعت حاجزا ببنك وبينه وبين عقلك وبصيرتك لأنك حددت موقفك المسبق منه والغيت أمكانية تفكيرك بعقلانية فالأحكام المسبقة والتعصب هما في العادة من أصعب ما يمكن معالجته حتى وأن كان بالأمكان تغيير الأراء الشخصية خلال التوعية لأنه لابد من وجود خط فاصل بين التعليم والتوعية والأقتناع العقائدي أيضا تحديد خط فاصل بين التسامح والتعصب وهذا ما نعانيه في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها والتي أثرت سلبا على طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض لتدني الوعي الذي هو المسبب الرئيسي للتعصب والأحكام المسبقة.