آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 03:12 م

كتابات واقلام


الفرق بين إستعادة الدولة وإدارة الدولة

الإثنين - 12 أكتوبر 2020 - الساعة 10:54 م

عنتر صالح الردفاني
بقلم: عنتر صالح الردفاني - ارشيف الكاتب


أن الدولة بمفهومها المتعارف عليه، هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لتنظيم معين، ويطلق عليها ظاهرة سياسية أو قانونية تعني جماعة من الناس يقطنون رقعة جغرافية معينة بصفة دائمة ومستقرة ويخضعون لتنظيم معين.

ومن خلال مفهوم الدولة ووظيفتها نتناول في هذا المقال القصير الفرق الجوهري بين استعادة الدولة وإدارة الدولة، لأن هناك الكثير من الأفراد يخلطون بين مفهوم إستعادة الدولة وإدارة الدولة، ومانتج عن ذلك من إرباك وتعطيل المصالح العامة والحكومية هو نتيجة لهذا الخلط بين هذين المفهومين.

أن فكرة أستعادة الدولة هي فكرة ثورية وفعل تحرري ووطني ولا خيار غيره، وهي في الأساس التحدي الاستراتيجي والأمني الذي يجب على كل الجنوبيين رسمياً وشعبيا أن يجترحوه ويعبئوا مواردهم المادية، والبشرية، والمعنوية، ويسخرونها لاستعادة الدولة الجنوبية.

وخلال فترة قصيرة من الزمن استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يحقق الكثير من الإنجازات العامة على الصعيد السياسي والعسكري على الرغم من كثرة التحديات التي تواجه المجلس الانتقالي.

وتتعامل القيادة الجنوبية السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي مع هذه التحديات وفق استراتيجية متعددة الجوانب لكنها تقوم على هدف واحد وهو أستعادة الدولة وفك الارتباط الذي يعتبر حلم كل جنوبي الذي لم يتنازل عنه كل جنوبي مهما طالت التحديات.

بينما إدارة الدولة هي الأجهزة التابعة لها والتي يتعامل معها المواطن يوميا، فبالنسبة للمواطن العادي تمثل تلك الأجهزة والهياكل البيروقراطية الجانب الحسي والعملي من مؤسسة الدولة الكبيرة وكفائتها وعدم كفائتها، هما المعياران اللذان يستخدمها الفرد في الحكم على قدرة النظام على الاستجابة للمطالبة الحيوية للمجتمع البشري وإنجاز الخدمات الضرورية.

أو هي استخدام أدوات غير مادية لتحقيق نتائج مادية من خلال الاخرين وهذا يقودنا إلى القول بأن إدارة الدولة في المحصلة النهائية هي نسيج معقد من القوة، والفكرة، والتنظيم، بحيث يتم توظيف السلطة شكلا ومركزا من خلال الفكرة والمؤسسة من اجل ضبط وتوجيه كافة القطاعات الحيوية في الدولة.

ومن هذا المنطلق يمكن النظر إلى الدولة من المنظور الإداري على أنها مجموعة من الكيانات المؤسسية المترابطة، كل منها ذات عدة كيانات تشغيلية ممثلة في كيان رئاسة الدولة والحكومة والوزارات والأجهزة والمؤسسات الإقليمية والهيئات العامة التابعة لها والتي يتم إنشاؤها وإدارة كافة أدوارها الوظيفية مثل الدور الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وذلك بهدف استغلال الموارد المختلفة بكفاءة وفعالية من تحقيق رسالة الدولة وأهدافها المنشودة، والتي تساهم في اتخاذ القرارات الإدارية المتعلقة بتصميم الخطط (الخطة الاستراتيجية العامة للدولة)، على مستوى الكيانات المؤسسية والخطط الوظيفية والتنفيذية على مستوى الكيانات التشغيلية والتنفيذية الخاصة بكل كيان مؤسسي والأخرى المتعلقة بتحديد المقومات التنظيمية والتنفيذية لتنفيذ تلك الخطط، ثم قرارات تنفيذ تلك الخطط والرقابة عليها ويتم اتخاذ تلك القرارات في إطار مجموعة من المعايير الإدارية لتحقيق الرسالة والأهداف المنشودة للدولة.