آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 02:07 ص

كتابات واقلام


لماذا ظاهرة الثأر مستفحلة بين قبال الصبيحة على وجه الخصوص ؟!

الثلاثاء - 18 يوليه 2023 - الساعة 02:24 م

د.يوسف سعيد
بقلم: د.يوسف سعيد - ارشيف الكاتب


الثارات القبلية كانت تشكل ظاهرة في المناطق الشمالية في حين تكاد ان تكون هذه الظاهرة قد اختفت تقريبا في المناطق الجنوبية قبل عام 1990 وهذه حقيقة ولا اقولها تحيزا .
والسبب انه في الجنوب كان للدولة والقانون حضور قوي في المدينة والريف حيث كان لايسمح لاي قبيلة او فرد حمل السلاح واخذ حقة بيده من غريمه الآخر فكل القضايا يتم تسويتها عبر القانون .ولهذا كانت القبائل لاتجرؤ ان تقتل افراد او فرد من القبيلة الاخرى في سياق أخذ الثأر بل تلجأ الى تسوية القضية عبر الدولة من خلال القانون " الشرطة ، النيابة ، القضاء"
اليوم تكاد مشكلة الثأر تشكل ظاهرة في كل مناطق الصبيحة على وجه الخصوص واستفحلت هذه الظاهر في السنوات العشر الاخيرة .
وفي تقديرنا هناك اسباب اجتماعية واقتصادية وامنيةوراء بروز هذه الظاهرة نذكر منها مايلي :

- ارتفاع مستويات الفقر والعوز بين الناس في مناطق الصبيجة وضعف الدخول وقلتها عند المقارنة بمناطق اخرى رغم وجود تشابة بين مناطق الصبيحة في نواحي كثيرة مع منطقة ردفان محافظة لحج.
- ندرة الموارد الارضية والمائية وقسوة الحياة فالناس تتقاتل على المياة والارض بسبب ندرتها الشديدة يحدث ذلك بالتوازي مع قلة الحيازة في اراض تتسم بقلة الانتاجية.لكن قد يقول قائل اليست يافع اكثر ندرة في الارض والمياة باعتبار معضمها اراض قبيلية وهذه صحيح ولكن ابناء يافع تغلبوا على هذه المشكلة من خلال حيازة راس المال والانشطة التجارية والاستثمارية وهذا العامل يخلق مصالح مشتركة بينهم عدا عن روح التكافل الاجتماعي ولهذا اختفت هناك مشكلة الثائرات اذا ما استثنيناء منطقة الحد .
- لاتوجد تنمية اقتصادية في مناطق الصبيحة ولا انشطة استثمارية وتجارية يقوم بها القطاع الخاص من ابناء المنطقة تسهم في تغيير تركيبة المجتمع ولو وجدت مثل هذه الانشطة ومثل هؤلا الاشخاص الذين يمتلكون راس المال سوف تعزز من الوشائج وتخلق العوامل الاقتصادية مصالح مشتركة فابن القبيلة الاولى يعمل في نشاط تجاري يمتلكة ابن القبيلة الثانية وهو شريك مع تاجر من قبيلة ثالثة وهكذا لكن مثل هذه الشرائح مفقودة في مناطق الصبيحة والفقر عامل مشترك رغم ان الحرب ولدت طفرة لدى البعض لكنهم لايتجاوزون عدد اليد الواحدة ولا يتمتعون بعقلية استثمارية.
- ضعف التعليم انعكس على ضعف التغيير الثقافي والاجتماعي ويستتبع ذلك ضعف الوعي بين الشباب لا
سيما ان اكثر من 80% تقريبا منهم انخرطوا في الالوية شبه العسكرية التي اقامها التحالف .

- انتشار السلاح بين السكان بشكل غير مسبوق فالجميع مسلح وعندما تنزلق قبيلة في صراع مسلح مع قبيلة اخرى سرعان ما يقف كل شاب مع قبيلته ولابئس ان تشترك الاطقم المسلحة كل مع قبيلتة على رغم ان هذه لاتشكل ظاهرة ولكنها موجوده .في السبعينيات اذكر قصة ان احد الفلاحين دخل في نزاع مع جارة في منطقة طور الباحة بسبب" السقي " ووصلت القضية للمامور والشرطة والنيابة وعندما علم احد ابناء الفلاح الذي كان يعمل ضابط في احد الالوية ترك المعسكر وجاء للوقوف مع والدة ليس بالسلاح ولكن للمتابعة مع الجهات المعنية وعندما وصل الخبر لقيادة اللواء الذي ينتسب اليه الضابط تم استدعائة واتخاذ اجراءات عسكرية بحقه بحجة ان ليس من حقة التدخل في قضية مدنية مطروحة امام الجهات المعنية اليوم الوضع مختلف تماما.

- ضعف وغياب الدولة ومؤسساتها الامنية والضبطية والقضائية وهذه الواقع موجود في كل مناطق دولة الشرعية وليس حصرا في مناطق الصبيحة .

- افتقاد القبائل للشخصيات الحكيمة والعاقلة التي كانت في كل قبيلة بعد ان انقرضوا تحت تاثير قانون تتابع الاجيال ولذلك لم نعد نجد في القبيلة مثل هذه الشخصيات فجميع افراد القبيلة اصبحوا من الشباب فاقدي الخبرة والتجربة وهذا يضع قيد على حل مشاكل الثائر بسهولة ولذلك معظم الجهود تتم لحل مشكلة الثائرات تتم من خلال الشخصيات القبيلية والاجتماعية والقيادات العسكرية المجربة المخلصين الذين نتمنى لهم التوفيق والسداد .

د.يوسف سعيد احمد