آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 03:21 ص

كتابات واقلام


شيطان...سقوط الدولة....!!

السبت - 23 سبتمبر 2023 - الساعة 03:56 م

نجيب صديق
بقلم: نجيب صديق - ارشيف الكاتب


لايختلف إثنان عن أن سقوط الدولة ستظل مشاهده على أن حقبة من الفساد قد شهدتها البلاد خلال النظام السياسي السابق وان مدابح وحروب وفتن كانت تحمل بصمات كرسي السلطة العليا..وبالرغم من ذلك فإن ثمة احاديث وتفسيرات زائفة ترى أن ذلك العهد هو عهد ازدهار ولو بالحد الأدنى..وفيه كما هو عليه.

اليوم افرغوا الثورة والجمهورية..واسقطوا الدولة واوصلوا الانسان والوطن إلى موت سريري ونحروا البلاد والعباد.

وفي كل الأحوال فإن المعطيات المتناقضة من داخل البلاد وخارجها خلقت ملامح صراع طويل منذ الستينات حيت شكلت الصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية تراجيديا لم تنتهي بعد الابسقوط الدولة..في الشمال والجنوب على حد سواء.

لقد اهتم المحيط وما وراء المحيط بتوظيف عناصره المحليين لمرحلة اعداد والاجهاز ووظف عملاءه في تنفيذ اسقاط الدولة بادواته المحلية..وقام بصناعة ميليشيات وعصابات وبلطجية...واحياء الثأر والانتقام وحطم أعمدة القانون...وبهذا حقق نجاحاً كبيراً في تخريب منظومة الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية المستقرة..وزرع رجال مال وأعمال هامشيين.. وأسس لنفوذ اكسسوارات سلطة حاكمة ليزين بها أمام العالم..

وفي هذا التوقيت ظهرت لنا عناصر الزخرفة تدعي بالوطنية وهي مغموسة بالعمالة والارتزاق..لتعيد لنا الاشكال الهندسية المعوجة والألوان السوداء في العمل السياسي لا لتزين بها العين فقط..بل إنها تخطف العقل حين يكون العقل مغيب..

أن حالة الغضب هو عنصر ثابت عند الناس وسينجح عند عامة الشعب بتجاوز الصمت في خوفهم الامر الذي يعزز بتفجر الأوضاع فيما إذا استمرت الحالة المعيشية الضنكة وسؤ الخدمات وانهيار قيمة العملة وعذابات الوضع اليومي وانخفاض مداخيل الاسرة إلى أدنى مستوى الحياة المعيشية..

هذا النهج الذي تمارسه السلطة ومن معها شركاء في عذابات الناس في عدن والجنوب على وجه الخصوص..يشير هذا الامر ان هناك مايبيت بالجرم المشهود ومخالفة صريحة
لحقوق الإنسان وخيانة الأمانة للوطن..وتتنافى مع القيم التي سقط من اجلها الجرحى والشهداء..حيت يصل هذا الامر الى الجرائم ضد الإنسانية.

أن الثوابت الوطنية تستدعي إعادة النظر في الشأن الوطني للشمال والجنوب وان نقتفي اثر الحق والقانون الدولي وان نعيد النظر في وسائط الدولة والجمهورية والوحدة
لاسيما أن بوادر الملكية تستعيد أنفاسها وهي ظاهرة للعيان وهو مالفظه الشعب منذ الستينات.

والواضح أن الوضع لن يستقر..وهو ابعد من أن يستقر..فيما إذا اتجهنا عكس التيار..ومن المهم أن نتبع مسيرة الشعوب التي نالت حقها في الحرية والكرامة..وماحدث منذ عام 1994م وما افسد واساء من بعده..كفيل للجنوبيين بإعادة النظر اولا فيما بينهم..ماعدا ذلك فالحكاية ستطول.