آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 10:50 ص

كتابات واقلام


أزمة الهوية عند الشباب إجتماعية ام نفسية ؟

الجمعة - 06 أكتوبر 2023 - الساعة 06:39 م

عامر علي سلام
بقلم: عامر علي سلام - ارشيف الكاتب



أ. عامرعلي سلام فوز

أزمة الهوية عند شبابنا اليوم تعبير عن إخفاق الشباب والموازنة بين تطلعاتهم الشخصية ومتطلبات الحياة الاجتماعية خصوصاً في مجتمعات أقل ما يقال عنها مضطربة اقتصادياً وتمر بتحولات متسارعة ثقافية واجتماعية تؤدي بالضرورة لتغيير مواقع الأشخاص ودوائر علاقاتهم والتقاليد والأعراف التي تنظم هذه العلاقات •••
ولعل أهم تحولات الهوية الفردية في مجتمعنا نتج عن إنفتاحه على مصادر تأثير ثقافي وربما أنماط حياة جديدة أو مختلفة عما تعود عليه المجتمع وبيئته الاجتماعية داخل الأسرة أو في محيط علاقاتها الأسرية وكثيراً ما تعارض ما توارثناه عن أسلافنا••
وهناك إعتقاد كبير جداً بأن بداية التحول العميق يرجع إلى العقدين الأخيرين من القرن العشرين حيث ظهرت وبشكل ساهمت كثيرا في تغيير الهوية من خلال تحديث أنماط الحياة الاقتصادية وتأثيراتها وتغيير سياسات التعليم وأنظمة وبرامج الدراسات وتنوعاتها وتأثير طفرة الاتصالات وتقنية المعلومات ووصول الإنترنت السريع الى كل قرية وبلد حيث أعطى الانترنت فرصة للشباب للانفتاح المباشر على عوالم جديدة حيث لم يعد للعائلة أو المدرسة أو حتى الشارع وأنماط الحياة فيهم إي تأثير على الهوية الاجتماعية عند الشباب الذي أصبح عرضة بالكثير والقليل على ذهنيته الفردية حيث أصبح الفرد يختار بوعي ومن دون وعي من موائد لا أول لها ولا اخر موائد وملتقيات بعيدة تماماً عن التجربة الإنسانية والاجتماعية لمجتمعاتنا ••••
كل هذه التغيرات للاسف تواجه الذهنية التقليدية بتحد جديد يدعمه أنماط حياتيه أكثر يسراً وجاذبية الأمر الذي يضع الفرد في المحك أما أن يتخلى عن بيئته ونمط حياة الأسرة وعاداتها وأما الحرمان من ثمرات الحياة الجديدة وفقاً لرؤية إريكسون ( فإن التحول المشار إليه يؤدي ربما لعسر في التفاهم بين جيل الشباب وآبائهم ليس لانهما يرفضان التفاهم بل لأن الاختلاف من الأباء والابناء ينطلق من مشارب ثقافية يجعل لكل منهما خلفية مختلفة ..بل عالم مفهومي ومعنوي متباين عن الآخر) ...
لذا فأن الحاجة للحفاظ على العلاقة بين الأباء والأبناء تؤدي بالضرورة إلى قدر من التكلف والعناء الذي ينعكس على شكل أزمة نفسية أو ربما إجتماعية توثر بفوارقها الثقافية على ما نسميها ( أزمة الهوية) •••

عدن •••
الخميس ٥ أكتوبر ٢٠٢٣م

«««««««•••••••»»»»»