آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 11:59 م

كتابات واقلام


الانتقالي..ومنهج التفاوض.

السبت - 16 ديسمبر 2023 - الساعة 11:54 م

نجيب صديق
بقلم: نجيب صديق - ارشيف الكاتب


بديهي..أننا لن ندخل في جدل عقيم..لنثبت أن الجنوب..شعب.. وقضية..هو بعينه الجنوب ماقبل مايو 1990م..فهذا كلام لايمت للسياسة بصلة..
فالمجتمعات الحديثة تتبدل في تركيبتها وبنائها عن المجتمع ماقبل الاحداث والمتغيرات الاقتصادية والسياسة والعسكرية..
ولن نحاول عصر المفاهيم أو النص السياسي لنفتعل تفسيرات تتفق مع خصوصية مشكلة من مشكلات المجتمع.. وانما يعنينا من هذا كله هو المبادئ العامة والأساسية للقضية الجنوبية والتي تجمع بين الاتجاه نحو استعادة الدولة الجنوبية بخارطتها التاريخية والجغرافية والجوسياسية.
وهي خارطة ماقبل 22 مايو 1990م.
لذلك فإن ما يعنينا من هذا كله هو تلك الدولة التي نتفق على استعادتها وتتفق كل الأطراف والاتجاهات على تحقيق الهدف في استعادة دولة ماقبل 22 مايو 90م. والتي غايتها العدل والمساواة وفي مقدمتها السيادة الوطنية على كافة أراضيها..وهو الأمر الذي لايجادل أحد في النضال من أجل تحقيقها..
والواقع أن هذه ليست دراسة في تفسير النضال لأن الجنوب لديه قضية..قضية مبادىء..تتعلق هذه القضية
بنظرة شاملة خاصة وأن كثير من التضحيات قدمت من أجلها وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما..
هذه الأعوام استغرقت ومرت باطوار سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وعسكرية مختلفة وهو الامر الذي عكس نفسه على عدن والجنوب..وحين ننظر إلى أسباب النضال التحرري الجنوبي وبوضوح
فإن الامعان في النظر نستطيع أن نرى أن هناك حلقات متواصلة تستمد اصالتها من الأصول النضالية الفكرية والاجتماعية الذي تأسس في عدن والجنوب.
ولسنا هنا بصدد أن نوقف عجلة التاريخ لنعيدها الى عهد الإقصاء والتخوين بين أطراف الحركة الجنوبية لاستعادة مكانتها ودورها.
بل نقول..أن مسؤولية المجلس الانتقالي وهو يتصدر مقدمة النضال ويتصدى لمحاولات التاصيل الامامي للحكم في الشمال اليمني ومحاولة تعميمه على الجنوب. كمنطقة شرعية خاضعة لسيطرة النظام السابق.
فإن المجلس الانتقالي وهو يتصدى ويتصدر مواجهة التحديات ومعه حلفائه من الجنوبيين عليه أن يدرك أنه ليس وحده وان هناك بقية أطراف جنوبية أخرى مؤمنة باستعادة الدولة الجنوبية بخارطتها التاريخية والجغرافية.
وتؤمن في الوقت نفسه أن الانتماء الجنوبي من عدن إلى المهرة وهو المرتكز الذي يجب أن ننطلق منه..وحتى نستطيع تحقيق هذا العنوان والهدف العريض فإنه من الصعب أن ننظر إلى خلافاتنا ونتجه إلى صراعات الماضي الذي ولى ولم يتبقى منه اطلال لحرايق مضت..ونقول إن وسائل النضال السياسي والتفاوض في انتزاع الحق ينطلق من قدرة وإمكانية المفاوض ومنهج وعدالة القضية ونجاحه في اللحظة الحاضرة...