آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 07:39 م

كتابات واقلام


في غرفة العناية

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 12:12 ص

عادل حمران
بقلم: عادل حمران - ارشيف الكاتب


انهزمت امامها في المستشفى ربما هي المرة الاولى التي اراها ضعيفة، والاجهزة معلقة على جسمها والدريبات تحاول انعاش روحها والاكسجين يتسلل الى فمها وفوق راسها في غرفة الانعاش جهاز يضرب اشارات مستمرة قالوا انه لقياس نبضات قلبها شبكت عشري على راسي وانا اشاهد امي آمنة ( والدة ابي)، تصارع المرض وهي لا تعي اي شيء ولا تعلم عن حالنا وصدمتنا الكبيرة بخبر مرضها.

من يعرف امي آمنة يدرك جيدا بانها امرأة قوية صاحبة قرار شجاع، وكلمة قوية وتمشي كلمتها على الجميع، ذكية وتعرف تفاصيل كل شيء، صريحة فلا تعرف لغة المجاملة مع اي شخص، ربما هي المرة الاولى التي اشعر بضعفها وهزيمتها امام المرض، كل من زارها من اولادها واحفادها يبكي بغير ارادته فلم نحلم او نتمنى ان نراها بهذا الوضع وخصوصا واننا لم نعرفها الا قوية شامخة طيلة حياتها.

مرضها غير تفاصيل حياتنا كثيرًا، وهكذا يفعل المرض حين يجبرك على البقاء في المستشفى ويغير تفاصيل حياتك، عمي الدكتور مانع حمران الذي معظم وقته في غرفته يطالع ويقرا الكتب بات يقضي كل وقته في المستشفى بجانب امه منذ حوالي شهر وحتى اليوم، يالله كم هي قاسية وصعبة الحياه في المستشفى بعيدا عن التكاليف الباهضة والتفاصيل الصعبة التي تجبر اي شخص على التعايش معها بغير ارادته بحثا عن عافية مفقودة تعيد الابتسامة لكل من نحبهم.

طال بقائها في المستشفى كثيرًا، منذ عرفناها لم نتعود على مغادرتها منزلنا لمدة شهر على التوالي الا هذه المرة وفي كل يوم تتراجع صحتها اكثر وكل كلمات الاطباء في تحسن طفيف وعلى الله نحن نعلم جيدًا بان كل شيء على الله لكننا لا نعلم باننا سنراها بهذا الضعف وهذا المرض وان الامراض التي انتصرت عليها سنين طويلة تستطيع هزيمتها ذات يوم وحرمان منزلنا منها ومن صوتها وصلاتها ودعواتها التي كانت تملئ البيت وليس لنا من معين سوى الله يكتب لها الشفاء ويعيد الى جسدها العافية.

احبتي دعواتكم لها في هذا الشهر الكريم والايام المباركة علكم الى الله اقرب ولعل ارحم الراحمين يستجيب دعواتكم فحين يعجز الطبيب تبقى الامال معلقة كلها برب العالمين والحمد لله على كل حال.

#عادل_حمران