آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 07:39 م

كتابات واقلام


الجنوب في اعناقكم.. جد الجد لطلب المدد؛ ولا مجال للاعذار حين تشتد النوازل

الإثنين - 18 مارس 2024 - الساعة 07:47 م

سعيد أحمد بن إسحاق
بقلم: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


لا أريد أن أرفع القلم في رمضان حتى لا تبتل الاوراق بأدمعه قبل أن تبتل بأدمعي ،أصبحنا نتسابق فيمن منا تسقط ادمعه قبل الآخر،ما هكذا يكون الانتظار للوطن.. فالوطن يئن في كل لحظة نحسها، ويتألم في كل مرة حين يسقط من أبنائه مضرجا بدمائه الطاهرة برصاصة غدر أو قذيفة مستهدفة،و صاروخ ساقط وسط الصفوف من منصة عدو مهما كانت هويته وجنسيته فقد تعددت جماعاته والعدو واحد.. تبكي الاوطان من فجوات مختلقة وتشتد حين تكون من بني جنسه فتزيد من إختناقه لاجل تشتيت قواه في اكثر من موقع ونحن مازلنا نتابع المناظرات هنا وهناك مع إدراكنا لتجدد استحداثات العدو وقوة مكره ودهائه بعدما تعددت برامجه ومصادر عدته ولا نعرف لها وقت ولا توقيت، فالجسر قائم يسير .

إن الصورة والمشاهدات واضحة جلية وكل يوم وهي في جديد لا تحتاج الى فلسفة وتحليل ولا انتقادات وتنظير.. فموازين القوى اليوم أمام الجنوب يحتاج الى تعديل وإلا فلا مكان لنا بالقطار، ولابد من الحسم قبل ان نسحق تحت عجلاته وحينها لا ينفع الندم وانت تحت التراب.

إن الوطن الجنوبي يتعرض لمؤامرات كبيرة وخرائط جديدة واطماع لجنسيات متعددة لبناء قواعد عسكرية لجعل الجنوب العربي منطقة صراعات ومرتع للاشرار وأدوات للاستعمار وتجار الحروب، لا تهدأ يكون الشعب الجنوبي فيها ضحية التقسيمات الاستعمارية.. فمن مهد لهذا التوسع بالمنطقة نحن ام العدو؟ سؤال يظل مفتوحا لكل من به عقل أو فكر بائع أو مبيوع، فالكل في الكل سواء؛ اليوم لا يفرق في ظل الصراعات والمماحكات الوطن الجنوبي فيه مغدور .

وعلى الجميع أن يعي ويدرك بأنه لن ولن ينعم احد من الكل بالأمن والاستقرار وإن بلغت احلامه فيما يحلم مداها إلا بالتوازن العسكري بالمنطقة بل بالجزيرة والخليج ولن يتحقق ذلك إلا باستعادة الحق لأهله، وطنا وهوية وارضا وإنسانا لتمكين الجنوبيين في وطنهم نتيجة خطأ في التفكير ومذهبية الفكر وتعنت الحزب الذي وحده يتحمل ما نحن فيه ونعانيه... وذلك بالدعم السخي للجنوب العربي قبل ان تكون صنعاء اليمن فارسية مجوسية، وعلى الجنوبيين ادراك صعوبة المرحلة وماهم فيه من حصار تجويعي مهلك؛ فالمستقبل لا يبشر بالخير مالم تحسم الامور وتعزم على تغيير مساره وتصر على نزع الحقوق والالتفاف نحو القيادة الواحدة للهدف المنشود الواحد.

إن ملامح الصورة بينت مع التأكيد والاصرار ان من يتحدث عن الاتفاقيات والمعاهدات لاجل هدنة لتوقيف الحرب ماهي إلا وقف بين شوطي المباراة لأخذ قسط من الراحة وتعديل الخطة لسد ثغرات الخطة السابقة، ولم يكن الضحية فيها إلا مالم يكن له يد؛ لا من قريب أو من بعيد، ومن لم يتقن اللعبة، فماذا رأيت غير هذا؟ وماذا تقول قبائل الواتساب في تعليقاتها وتحليلاتها، فهل لها من إفادة؟! لعل العيون بلا مياه بيضاء أو زرقاء لتكون على الاقل راصدة للأحداث ومستجداتها.
ان الوطن الجنوبي الكبير مسئوليّة الجميع.. فقد اتسعت دائرة الحرب طالت مياهه الإقليمية؛ فلم تعد الحرب برية فقط وإنما حربا إبادية شاملة، لقواه البشرية ولأمنه الغذائي والقومي ولثرواته الطبيعية.. لا نقول انها استنزافية، فقد تخطت الحرب خطوط المصطلحات وارتاب الخوف يقلق النفوس، مما يتوجب على الجنوبيين تحمل المسئولية كل في موقعه من صف الصفوف ورص العقول فالوضع أخطر بكثير من الخوض في حديث لرص الحروف في عبارات ما تلبث ان تتصاعد بالهواء بمجرد الخروج من الباب. إن الوطن أمانة بأعناق الجميع ولا مجال للأعذار حين تشتد النوازل، فالوطن أغلى ومن اجلك ابكيك لطول غيابك، فلا غرو ولا ريب ياقلم إلا كمن يعلل النفس بالذكرى:
تذكرت، والذكرى تهيج لذي الجوى
ومن حاجة المحزون أن يتذكرا