آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:00 ص

كتابات واقلام


عاد باقي بعدن خير

الأربعاء - 23 أغسطس 2017 - الساعة 11:09 ص

أحمد هاشم
بقلم: أحمد هاشم - ارشيف الكاتب


عاد باقي بعدن خير .. جملة علق بها احد الاصدقاء في الفيس على احدى منشوراتي التي وصفت فيها كرم الصحفي محمد علي سعد حينما عفى واصفح عن قاتل ولده وهو نجل المخرج في قناة عدن ومدير برامجها الاسبق الاستاذ محمد عبدالقادر العرجي، وقفت طويلا" امام هذه الجمله ، واستحضرت حينها الكثير من الذكريات والاحداث. وصلت حينها الى قناعه ... عدن لم يغيب عنها الخير يوما"، وماحدث بالعفو ما هو الا صفه من صفات كثيره تمتعت بها عدن واهلها الاقحاح ، المدنيين بطبيعتهم ، السلميين بفطرتهم. ومن ظن ان الخير قد زال عنها، فقد اغتر باشباه ابنائها ، من نسبوا انفسهم اليها وهي منهم بريئه كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب. غالبية من ظهروا على المشهد لا ينتسبوا لعدن وسكانها ، ولا حتى تمتعوا بقانون الانتساب اليها، فلا يمكن للعدني ان يكون همجيا" ولا يمكن للعدني ان يكون مبتزا" او حتى استغلاليا". من اراد المدنية وعشق مفرداتها ورسم لنفسه مبدأ الكفاءة بالعمل والاخلاص للوطن هو عدني شاء من شاء وابى من ابى، ومن جعل من فكر التخلف والابتزاز والاتكالية منهجا" ، يصبح همجيا" لا ينتسب لشرف المدينة ولو عاش اهله دهرا" في خير. العدانيه اناس بسطاء، تفهم بالاصول وتقدر الاعراف ، لايطيقون الزحام فيتجنبوها ويأثروا الابتعاد عن مواقعها، ولذلك ضاعوا بعد النصر وما استطاعوا ان يزاحموا كم المتمصلحين العائدين بعد الهروب ، فتركوا الاخرين يتنازعوا وظلوا في منازلهم موسومين بعدم المرونة والانهزام حادثة الصفح اكدت ان عدن وناسها الحقيقيين مازالوا متمسكين بالخير في انفسهم ومازال الجميع يتحدث ويزايد ويناكف باسمهم ، الكل يدعي احقيته بمدينتهم ولا احد غيرهم ابناء عدن من يفهم ديموغرافيا مدينتهم وسيكولوجيا نفسياتهم التي مازالت تحلم بغد اجمل يضمن الكرامة والعداله لهم مثلما يضمن استمرارية الجمله ... عاد باقي بعدن خير.