آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:00 ص

كتابات واقلام


أما آن الأوان أن تبدأ عاصفة البناء ..

الأربعاء - 27 يونيو 2018 - الساعة 07:21 م

احمد فيصل الابي المحامي
بقلم: احمد فيصل الابي المحامي - ارشيف الكاتب


أحد أهم أسباب انقلاب موازين الحرب التي شنتها المليشيات على كامل الأرض اليمنية هو المقاومة الجنوبية التي اصطفت مع رجال ونساء الجنوب فشكلوا سدا منيعا لا يقل في صلابته عن جدار برلين بل يفوق في رمزيته أعتى الحصون . إن استماتة المقاومة ورفضها التام لسيطرة الميليشيات على عدن هو الذي أدى إلى انقلاب موازين الحرب ولم يك الانتصار ليتحقق على الميليشيات ويتم دحرها عن عدن و تتوالى الانتصارات في العند والمخا .. إلخ.. لم يك أي من ذلك ليتحقق لولا إرادة الله أولا ثم بسبب عدم وجود الحاضنة الشعبية للحوثيين في أرض الجنوب .. إن الجميع يعلم علم اليقين حجم التضحيات التي قدمتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكذلك التحالف العربي في تعز ولكن محافظة تعز لم تتحرر لعدد من الأسباب لعل أهمها هو أن الميليشيات تحظى في تعز بحاضنة شعبية عريضة . ولعل القراءات الدقيقة والمحايدة لما يجري في الجنوب تشير إلى وجود تراجع في حجم الالتفاف الجماهيري حول الشرعية و يعزو محللون سبب هذا التراجع إلى ضعف الأداء الحكومي في ملفات عديدة أهمها الملف الاقتصادي و ما شهده من هبوط حاد لسعر الريال وارتفاع شديد في الأسعار أثقل كاهل المواطنين البسطاء ( وهم غالبية الشعب ) .. أما الملف الآخر فهو الملف الأمني والذي حققت فيه الحكومة تقدما ملحوظا في الآونة الأخيرة ولكنه سيظل نقطة سوداء في أداء الحكومة لأنها من جهة فهي تنفق على هذا الملف الجزء الأكبر من أموال الشعب ومن جهة أخرى فهي لم تحقق بعد الاستقرار الأمني الذي ينشده عامة الشعب .. أما الملف الأكبر الذي أدى إلى تراجع الالتفاف الشعبي حول الشرعية وضعف الحاضنة الشعبية فهو ملف الفساد .. إذ انتشرت ظاهرة التعيينات للأقارب وأبناء الحزب والمنطقة والقبيلة .. إلخ و زادت أعباء الدولة على الموازنة العامة إذ استحدثت مناصب قيادية و وظائف عليا تم توزيعها على أهل الحظوة من المقربين وبعيدا عن معايير الكفاءة .. إلخ .. ومما زاد الطين بلة هو ضعف التخطيط في إدارة موارد الدولة بالإضافة إلى ما طال الحديث حوله من فساد الصفقات والمشاريع .. إلخ. لقد بات من المعلوم أن الانتصار الحقيقي في هذه الحرب لن يتحقق إلا باضعاف الحاضنة الشعبية للميليشيات و توسيع الالتفاف الشعبي حول الشرعية و ذلك لن يتم إلا بمعالجة جدية للملفات الثلاثة المذكورة آنفا مما يتوجب معه الجزم بأهمية إعلان عاصفة البناء وإطلاق شرارة الحرب على الفساد وتدشين سباق الإعمار في المحافظات المحررة مع أهمية البدء بإعادة إعمار البنى التحتية والخدمات دون الركون إلى السياسة الترقيعية وبعيدا عن الإعتماد على أدوات الفساد إذ يعد إسناد تلك المهام إليهم جريمة أشبه بجريمة الانتحار .. بل يجب تقديم جميع الفاسدين إلى المحاكمات كما يجب إعادة النظر في القيادات الفاشلة للأجهزة الرقابية . أطلقوا عاصفة البناء فهي البوابة الرئيسية للانتصار و إرساء مداميك الحكم .