آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 05:30 م

كتابات واقلام


الانفلونزا الصينية

الخميس - 09 أبريل 2020 - الساعة 11:54 م

د. سالمين الجفري
بقلم: د. سالمين الجفري - ارشيف الكاتب


في بلدة ممسني غرب شيراز يوجد شاهد قبر لمتوفي بتاريخ الرابع من نوفمبر 1918 يصف وباء الانفلونزا الاسبانيه يقول الشاهد بانه ابتلي الناس بوباء حير الجكماء و اعجز الاطباء و هذا الوباء قسم الناس الي ثلاثة اقسام قسمان يموتان و الثالث يبقى فيه وهن مما يعجز بسببه عن دفن الموتى.المراجع التاريخية ترجح ان الجنود الروس القادمين من اوروبا في الحرب العالمية الاولى اتوا به الى شمال ايران ومنها انتقل الى كامل بلاد ايران

التقديرات تشير إلى أن ما بين 2.5 - 5٪ من المصابين بالانفلونزا تعرضوا للوفاة. التقديرات الحالية ان عدد الوفياة بين 50-100 مليون. تم وصف هذا الوباء بأنه "أعظم هولوكوست طبي في التاريخ" وقد أدى لعدد وفيات فاق ما حصده الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر الميلادي.
على الرغم من تسمية الوباء بالإنفلونزا الأسبانية إلا أنه لم يصدر من أسبانيا، ويرجع سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام الأسبانية بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى. فأسبانيا لم تكن جزءً من الحرب ولم يتم تطبيق المراقبة على الإعلام الإسباني، ومن المفارقات أن الأسبان أطلقوا على العدوى اسم الإنفلونزا الفرنسية.
معضلة الاوبئة والفاشيات
ومنها كوفيد 19 بالطبع العدد المتازيد للمصابين الذي يفوق مقدرة المرافق الصحية الاستيعابية و امكانية الكادر الطبي لتقديم الرعاية .

نحمد الله ان الوباء لم يصل الينا بعد و لكن هذا لا يعني بالضروره انه لن يصل فكل البلدان المجاوره لنا قد وصل اليها فوصوله لنا مسأله وقت ليس الا لذا لا بد من حالة من التأهب له. تبدا من تجهيز محاجر ذات قدره استيعابية كبيره افترض ان الصالة المغلقة هي الانسب كمجر صحي، فهي جاهزة ولا ينقصها الا الاجهزة والاسرة، ان ٢٦ سرير في مركز الامل لن تفي اذا ظهر الوباء. كما يجب ان يتم تدريب مكثف للكادر الطبي والتمريضي الذي سيعمل في المحجر ويجب ان تتوفر لهم وسائل السلامة من العدوى بما فيها تلقيحهم بلقاح السل الذي يجري الان في استراليا وحذت حذوها المانيا وفرنسا كما يجب تقسيم الطواقم الى ثلاثه ورديات للعمل بنظام الاسبوعين و اسبوعين في الحجر و اسبوعين للذهاب لمنازلهم لتجنب نقل العدوى خارج المحاجر فلا يعقل ان تسجن الطواقم الطبية طوال فترة الوباء كما ينبغي اعدد فرق طبيه احتياطية ولو حتى من طلاب كلية الطب اذا دعت الحاجة اليهم
كما يجب ان يجري تقييم لما هو متوفر من اللوازم الخاصة بمواجهة الوباء وماذا ينقصنا ليتم جلبها سريعا، وممايلزم الانتباه له ايضا تجهيز وحدات اضافية في المختبر المركزي لفصل البلازما اذا تطلب العلاج استخدام بلازما الناجين وهي استراتيجيه علاجية قديمة تم استخدمها لعلاج الانفلونزا الاسبانية ويتم تطبيقها اليوم في علاج كوفيد 19

ان الرش الذي تم في بعض المناطق هو خسارة لا داعي لها لأن الرش يرتبط بوجود الوباء، ان الاجراءات الاستعراضية و انشاء اللجان لتوزيع المخصصات المالية امر لن يفيد الناس في شيء حاليا .
ختاما ان علئ ثقة ان هناك العديد من المسؤلين والاطباء الاكفاء في قطاع الرعاية الاوليه و الترصد الوبائي الذي جابهوا حمي الضنك و الملاريا والكوليرا و المكرفس لديهم المقدره على انجاز الخطوط العامة للتأهب لجائحة كوفيد 19 اذا اعطيت لهم فرصة كاملة وصلاحيات مطلقة ومن ثم يمكن محاسبتهم علي اي تقصير بعيدا عن اي خلافات فرعية لا تخدم الا الانفلونزا الصينية

والله من وراء القصد