آخر تحديث :الإثنين - 29 أبريل 2024 - 06:15 م

كتابات واقلام


الجيش الابيض

الخميس - 14 مايو 2020 - الساعة 11:49 م

د. سالمين الجفري
بقلم: د. سالمين الجفري - ارشيف الكاتب


الحركة البيضاء او الجيش الابيض كانت تضم القوات السياسية والعسكرية الروسية المناهضة للبلشفية بعد ثورة أكتوبر وحاربت الجيش الأحمر خلال الحرب الأهلية الروسية بين سنتي 1917 /1923
لم يكن هنالك وجود لجيش أبيض بالمعنى الدقيق للكلمة. في انعدام وجود سلطة مركزية، لم تتعد القوى البيضاء كونها كنفدرالية قوى مناهضة للثورة. لم تكن تجمع ضباط الجيش الأبيض أيديولوجية موحدة في ما عدى اعتبارهم لأنفسهم وطنيين روسيين مناهضين للبلشفية. كانت هذه الجيوش تضم جماعات مختلفة ومتباينة منها القيصريون، أنصار الملكية الدستورية
.كان تحالف الجيوش البيضاء سيء التنسيق ولا يحظى بالدعم الشعبي فخسر الحرب الأهلية ونفي معظم المنخرطين فيه إلى باقي أنحاء أوروبا.
و لان الشيء بشيء يذكر فلقد درج في الاونه الاخيره تسمية الاطباء والكادر الصحي قاطبة بالجيش الابيض او الفرسان البيض
سقط العديد من زملائي واساتذتي خلال المعركه التي يخوضها الجيش الابيض ضد الاوبئه المنتشره في عدن.
استشهد ثلة من الفرسان البيض منهم من عرفانهم ومنهم من لم نعرفهم. وما ضرهم ان لم نعرفهم فالله يعرفهم.
ارتأيت كطبيب وكاتب الا تمر هذه المناسبه دون ان تحضا بلحظة تامل وعرفان وتنويه.
اولا رأيي الشخصي النابع من سنوات عملي في معاينة مرضى الحميات ان زيادة عدد الوفياة في عدن تعود الى زيادة عدد الاصابات بحمى الضنك و الشكنغوليا
وهما يسببان نسبة وفاة تصل الى 5% وهي نسبة اعلا بكثير من وفياة فيروس كوفيد 19 التى لا تتعدى 1% من اجمالي الاصابات الحقيقية ولا شك ان ظهور حالات كورونا في عدن سبب حالة من الارباك في القطاع الصحي الحكومي والخاص نتج عنه اهمال في رعابة مرضى الحميات
مما ادى بطبيعة الحال لزيادة عدد الوفياة.
لا نستطيع القاء اللوم على الكادر الصحي فعملية تضخيم مشكلة كورونا ناتجة عن حالة الرهاب العالمي من جائحة كوفيد19 والتي القت بظلالها علينا جميعا وادت الى حالة من تعميم التشخيص الوبائي بكورونا اسوة بدول العالم
وهذا صحيح ان كنت طبيبا في بريطانيا او روسيا اما كطبيب في عدن فان بلادنا تعاني من اوپئة اشد فتكا من كورونا فلا يصح تجاوزها في التشخيص والمتابعة الطبية.

ومن الامور الملاحظة زيادة طهور غير مبررة على الميديا لبعض الزملاء زادت من حالة الهلع المجتمعي بعضعها معلومات مغلوطة وبعضها شكوك لا ينبني عليها حكم صائب و بعضها تجارب شخصية غير صالحة للتعميم .
ومما زاد الطين بله الظهور الباهت للجان القائمة في مكافحة الاوبئة ابتداءا من عجز في حالة الاستعداد للوباء فلا محاجر مجهزه ولا توفير معدات سلامة للطواقم و بطيء الاستجابة ادى الى شعور الكادر الصحي بالخذلان و الناس باليتم.
طبعا لم ارد القاء اللوم على احد ففي زمن الجوائح الناس تتعاضد و يكمل بعضها بعضا وكما قيل فالمصائب تجمع المصابين
ختاما انوه ان الفرسان البيض لم ولن يتخلوا عن مهمتهم الانسانية فنحن كما قال اسد الصحراء
لا نستسلم ننتصر او نموت

والله من وراء القصد