آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:55 م

اخبار وتقارير


تقرير خاص- هل يعزز حوار جده الحضور العسكري السعودي في عدن؟

الجمعة - 11 أكتوبر 2019 - 05:59 م بتوقيت عدن

 تقرير خاص- هل يعزز حوار جده الحضور العسكري السعودي في عدن؟

عدن تايم / تقرير خاص




عقب تحرير مدينة عدن من مليشيا الحوثي عام ٢٠١٥م، وبمشاركة برية من قوات التحالف العربي، ممثلا بدولة الإمارات ووسط حضور شكلي لكلا من القوات السودانية والقوات السعودية التي استمر تواجدها في عدن حتى اليوم، وتتخذ من منطقة خلف قصر معاشيق مقر لها، إلا أنه خلال الأشهر الماضية عززت القوات السعودية حضورها في مطار عدن الدولي ولاحقا عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة انتشرت في مبنى رئاسة الوزراء بمنطقة خورمكسر.

وتواردت أنباء خلال الايام الماضية، عن تعزيز حضور القوات السعودية في عدن، وسط تأكيدات باقتراب توقيع اتفاق في جدة في غضون بضعة أيام.
وكانت وكالة ”رويترز" كشفت يوم الإثنين، نقلًا عن مسؤولين محليين، السبب وراء ما تردد عن وجود قوة عسكرية سعودية في عدن، ضمن اتفاق وشيك بين ”الشرعية“ والمجلس الانتقالي الجنوبي في الحوار الجاري بينمها في جدة.

ضم الانتقالي للحكومة

ونقلت الوكالة عن المسؤوليْن أن السعودية قدمت اقتراحًا لضم المجلس الانتقالي إلى حكومة عبد ربه منصور هادي.
وقالت الوكالة إن القوة السعودية في عدن ستكون مهمتها الإشراف على تكوين قوة أمنية محايدة في المدينة.
ويجري وفد من المجلس الانتقالي وممثلون عن الحكومة ، محادثات غير مباشرة منذ شهر في جدة بإشراف ورعاية من المملكة العربية السعودية.

دعم اماراتي للسعودية

وأشاد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل لم الشمل بين بعض أطراف الصراع في اليمن عبر حوار جدة، منوهاً بضرورة عدم العودة إلى الوضع السابق في اليمن.
وقال قرقاش في تغريدة له عبر حسابه على تويتر، «الجهود الكبيرة التي تقوم بها السعودية الشقيقة عبر مفاوضات جدة لتوحيد الصف ومواجهة الانقلاب الحوثي مقدرة وندعمها دعماً كاملاً وبكل تفاصيلها»، وشدد معاليه قائلاً: «ومن الضروري أن نرى المرونة والحكمة من الطرفين، الأهم ألا نعود إلى الوضع السابق، بل أن نخرج بجبهة أكثر قوة وتماسكاً وعزماً»
وكان معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أكد الشهر الماضي أن وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية، وعبّر عن ثقته وتفاؤله بنجاح اجتماع جدة.

مواجهة

ووفق تأكيدات قيادات سياسية يمنية فإن القوى التي تواجه المشروع الإيراني تدرك جيداً أهمية وحدة الصف ووجهة المعركة، ولهذا فإن المرونة في التعاطي مع الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة ستسمح بتجاوز الخلافات وآثار التصعيد الأخير، وبالتالي مواجهة موحدة وشاملة مع أدوات العبث الطائفي وتعزيز فرص إنهاء الانقلاب وما نتج عنه وتحقيق السلام، خاصة وأن الوقائع على الأرض تبين أن الميليشيا باتت في أضعف حالاتها وأن ملايين اليمنيين لم يعد بمقدورهم الصبر عليها أكثر.


واقع مغاير في جده

في الأثناء، قال السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون إن واقع الحوار غير المباشر بين الشرعية والانتقالي في جدة أفضل من الشائعات، وأشار إلى وجود رغبة للاتفاق.
وأضاف آرون في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط: «من مصلحة الجميع الوصول إلى اتفاق، السعوديون يلعبون دوراً إيجابياً جداً، وجهود الأمير خالد بن سلمان ممتازة، وقد قال إنه متفائل، وعليه نتوقع اتفاقاً خلال الأسابيع المقبلة».


ولا يستبعد مازن الدهشلي اعلامي ما يتداول من اخبار على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي تفيد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة سوف تغادر عدن وسوف تحل محلها المملكه العربيه السعوديه لا يوجد شي غريب في هذا.
ويضيف: الأشقاء في الامارات والسعوديه ضمن تحالف استراتيجي ولكن الغريب في عقول البعض الذي يهلل ويكبر والبعض يتشائم نقول للجميع الجنوب بعد حوار جده ليس كما كان قبله الجنوب أصبح رقم صعب في المعادلة السياسية وأصبح شريك اساسي للعالم في مكافحة الإرهاب وعامل استقرار في المنطقة العربية ومحل تقدير واحترام الجميع بينما خصومنا من الاخونج سبب كل الحروب والدمار وداعمي الإرهاب ومشروعهم محارب في كل الاقطار العربية، مؤكدا أن السعودية تعتبر الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب فكيف يحلموا ان تمكنهم في عدن وهذا عشم ابليس بالجنه والشاطر من يضحك في الاخير.

إشادة بالدور الاماراتي

أشاد ناشطون يمنيون بالدور الكبير لدولة الامارات الذي لعبته في اليمن ضمن دول التحالف العربي وقالوا ان دورها كان محورياً واساسياً منذ انطلاق عاصفة الحزم نهاية مارس 2015 ، اذ لعبت دوراً هاماً في القضاء على التمدد الإيراني وتقليص سيطرة الحوثيين على الأرض وتطهير المحافظات الجنوبية من الإرهاب وعودة الشرعية الى المحافظات المحررة للممارسة عملها وإدارة شؤون الدولة .
واكدوا ان بقاء التواجد الاماراتي في هذه المرحلة من تاريخ اليمن ضرورة ملحة، للحد من توسع ايران وتنظيم الاخوان باتجاه منطقة باب المندب والسواحل الجنوبية، وكذلك لمحاربة الجماعات الإرهابية وصعدم ترك فرصة لها لتعود مجدداً .
ردع الانقلاب

أسهمت دولة الامارات عسكرياً في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم واسنادهم براً وبحراً وجواً .
وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الامارات انتصارات متسارعة وعلى اكثر من صعيد اذ كانت البداية من العاصمة المؤقتة عدن في منتصف شهر مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل الى المدينة وتقاتل الى جوار المقاومة لتحرير مطار عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولاً الى الساحل الغربي والحديدة .

كما كان للقوات المسلحة الإماراتية دوراً بارزاً في إعادة ترتيب صفوف المقاومة وتسليحها ودعمها وتشكيل الالوية العسكرية وهو الأمر الذي سهل تحرير المحافظات الجنوبية وباب المندب وسد مأرب وصولاً الى المخا وحالياً مدينة الحديدة .
قدمت الامارات خلال معارك دحر المليشيا الحوثية تضحيات جسمية واستشهد عدد كبير من جنودها البواسل في هذه المعارك لتروي دمائهم بطولات أبناء زايد ووقوفهم مع الشعب اليمني في محنته.

القضاء على الإرهاب

ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات اليمنية من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، وفي هذا الملف لعبت الامارات دوراً محورياً بدعم قوات خاصة لتأمين المحافظات الجنوبية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش .
وشهدت المحافظات الجنوبية تراجع كبير لتواجد الجماعات الإرهابية فيها، اذ تم طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت كبرى المحافظات اليمنية، بالإضافة الى مطاردة فلول التنظيم في شبوة ولحج وأبين وعدن، وهو ما سهم في تراجع رقعة سيطرة الجماعات الإرهابية وانعكس بشكل إيجابي على الأمن في المحافظات المحررة بتراجع العمليات الإرهابية بنسبة تصل الى اكثر من 90% .

دعم انساني لا محدود

لم يقتصر دور الامارات على العمليات العسكرية في اليمن، بل كانت بنفس الوقت ومنذ بداية عاصفة الحزم تقوم بدور انساني كبير لإنقاذ الشعب اليمني والتخفيف من معانته وعلى مسارات مختلفة .
اذ ساهمت ومن خلال اذرعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر الاماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد في إغاثة الشعب اليمني، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة منذ الساعات الأولى لتحريرها .
حيث اتبعت دولة الامارات استراتيجية واضحة في العمل الاغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها .
هذه الاستراتيجية التي بدأتها دولة الامارات في عدن امتدت اليوم لتصل الى الحديدة، حيث كثفت هيئة الهلال الأحمر الاماراتي ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم .
هذه الجهود ساهمت في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها الى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود او التقليل منها .
الإعلامي محمد مساعد صالح اعتبر ان الجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الامارات كانت بالتزامن مع العمليات العسكرية، والعمل الإنساني المكثف يعد من اهم أسباب الانتصارات التي تحققت .
وأضاف ان لا يمكن ان نتحدث عن الدور الإنساني في سطور بل نحتاج الى كتب لنعطي الامارات حقها في دعمها للمحافظات المحررة على كافة الصعد .

تحجيم وفضح مليشيا الحوثي خارجياً

لعبت الدبلوماسية الإماراتية دوراً محورياً في فضح وكشف زيف ادعاءات مليشيا الحوثي، وذلك بفضل التحركات الدبلوماسية المكثفة للمسؤولين الاماراتيين في الخارج منذ انطلاق عاصفة الحزم .
حيث أسهمت الدبلوماسية الإماراتية في تحسين موقف الشرعية التفاوضي، وكذلك في تسهيل إجراءات نقل البنك المركزي الى عدن وهو ما ساهم في حصار مليشيا الحوثي مادياً وتمكن الشرعية من دفع الرواتب الموظفين وتسيير مصالح المواطنين وإعادة تشغيل الدوائر الحكومية .
ويرى مراقبون ان الدور الدبلوماسي الاماراتي كان رديف لدورها العسكري والإنساني، لذلك تحققت الانتصارات ميدانياً وانسانياً وسياسياً وهذا يحسب للقيادة الإماراتية الرشيدة .

ضرورة للاستقرار

ويرى الباحث السياسي انيس الشرفي ان استمرار التواجد الاماراتي في اليمن ضرورة ملحة في ظل استمرار الأطماع الإيرانية باليمن وعبث جماعة الاخوان والتنظيمات الإرهابية .
وأضاف ان الإنجازات التي حققتها دولة الامارات في الحرب ضد الحوثي والإرهاب يجعل من بقاء قواتها في اليمن ضرورة لاستكمال اهداف عاصفة الحزم وحفظ أمن اليمن من عبث جماعة الاخوان و التنظيمات الإرهابية .
واعتبر ان الأصوات التي تطالب بخروج الامارات من اليمن هدفها اغراق البلاد في فوضى حتى يتسنى لها السيطرة عليها، لأن هذه الجماعات لا تعيش إلا على واقع الفوضى .