آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 09:18 ص

خبر في صورة


رائدان مضت الجموع الهادرة على دربهما

الثلاثاء - 04 أغسطس 2020 - 02:36 ص بتوقيت عدن

رائدان مضت الجموع الهادرة على دربهما

د.سعيد الجريري

حديث الصورة:
رائدان مضت الجموع الهادرة على دربهما

من أوائل رافعي راية الرفض والمقاومة في حضرموت خاصة والجنوب عامة.رفعا الصوت عالياً، ولم تلن لهما قناة، يتقدمان الصفوف، و يدلان الجموع إلى ساحات الإباء، حيث الأجيال تتبادل الراية، في مسار طال نحو تحقيق هدف وطني أسمى.

حسن باعوم رمز وطني لا يطاله غبار. نطق بقوة حين خرست الألسن، وأعلنها مقاومة سلمية حين رضي كثيرون من الغنيمة بالإياب، وآثروا السلامة والسير جنب الحيط، أو الارتماء في مستنقع الاحتلال. طاله في سبيل قضية شعبه العادلة أقسى ما مارسته سلطة الاحتلال من حيف وعسف اعتقالاً وملاحقة ومحاكمةً وتعذيباً، فلم (يطرح القادي)، حتى اعتل منه الجسد ولم يمل عن العهد ولم يبدل بدربه درباً.

علي الكثيري رائد في المقاومة السلمية، لم يحد عن نهجه منذ أن آمن بأن إرادة الشعب لا تُلوى، ولا تقبل المداهنة أو إدارة الظهر لأنات المقهورين. تشرف بأن كان في طليعة من طالهم الاعتقال التعسفي لكسر الإرادة، لكنه خرج أشد موقفاً ووعياً بأن لا مناص من مقاومة شعبية، بكل الوسائل، فكان في جبهة الوعي المقاوم قلماً مضيئاً، وظل في كل لحظة عصيبة يتقدم غير مزاحم على قيادة أو زعامة، لأن بين جنبيه نبض شعب، وفي نبضه دم شهيد حي، فهو من مدرسة باعوم أيضاً، ولأنهما رائدان في الرفض والمقاومة، فهما متفقان في الهدف وإن بدا أن السبيل إليه مختلف، في الوسيلة.

هذان رائدان في النضال المعاصر ، قد يسهل على من لا يعرف سيرتهما أن يمس لهما معاً أو لأحد منهما طرف - وهما بالتأكيد ليسا فوق النقد أو الاختلاف - لكن المؤكد أن قدمَي كل منهما كانتا الأثر الذي سارت عليه الجموع الهادرة التي انطقت الأبكم وأسمعت الأصم، وأطاحت بمجد من استبدوا بالبلاد وعاثوا فيها فسادا.

درب الحرية لا تخطئه عين حرة،
تماماً كما كان باعوم والكثيري يمضيان عليه بإرادة حرة، ولم ينكسا الراية، أو يبدلا تبديلا.