آخر تحديث :الجمعة - 26 أبريل 2024 - 03:32 م

اخبار وتقارير


وصفها بتنفيس عن حالة عدوانية مكبوتة ..برفيسور يمني يضع تحليلا نفسيا لقتلة الاغبري

السبت - 12 سبتمبر 2020 - 06:07 م بتوقيت عدن

وصفها بتنفيس عن حالة عدوانية مكبوتة ..برفيسور يمني يضع تحليلا نفسيا لقتلة الاغبري

صنعاء / عدن تايم / خاص

وضع برفيسور يمني تحليلا نفسانيا على واقعة تعذيب وقتل عبدالله الاغبري في صنعاء من قبل خمسة أشخاص عمل معهم في محل الجوالات.

وكتب أ. د.عبد اللطيف العسالي ، بجامعة صنعاء بهذا الصدد "قضية عبد الله الأغبري التي أرتكبت من قبل أشخاص يثبت التحليل النفسي مبدئيا بأن هؤلاء يحملون صفات الشخصيةالسكوباتية المضادة للمجتمع ولديهم انحراف اجتماعي خطير مع وجود حالة السادية المفرطة في تصرفاتهم.. وعادة أصحاب هذه الشخصية يرتكبون جريمتهم بدم بارد ولا يبالون بعادات وقيم المجتمع.
كما أن الضمير والجانب الأخلاقي يكاد ينعدم لدى أمثال هؤلاء.. فالسيكوباتي يمشي عادة عكس التيار... ويتصف هؤلاء أيضا بفرط الانتهازية.. ويعيشون لملذاتهم.. واشباع رغباتهم الغريزية..
وحقيقة إن علماء النفس لم يستطعيون تصنيف مثل هذه الحالة ضمن الأمراض النفسية أو الأمراض العقلية ، لأن من يتصفون بالسيكوباتية ليسوا مرضى نفسيين وليسوا مرضى عقليين وفقا للتشخيص السريري للمرض ، بل هم أشخاص طبيعيين يعيشون في أوساطنا لكنهم يتصفون بالخطورة على أمن المجتمع وسلامة أفراده أما من الناحية الجنائية النفسية فأمثال هؤلاء يتمتعون بالادراك والتمييز ولذلك
يتحملون عواقب أفعالهم وفقا للشرع والقانون.

وما نلاحظه في حالة الأغبري رحمه الله أنه وقع ضحية لاعتداء غاشم من عدة أشخاص جمعتهم خصائص هذه الشخصية غريبة الأطوار والتي لا تعرف رحمة ، بل ربما قد قام هؤلاء بجرائم مماثلة أو أشد منها من قبل.

ومن الناحية النفسية ليس غريبا أن يتجمع هؤلاء وبهذه الوحشية حول الضحية ، فالسيكوباتي يميل عادة لمن يماثله في الصفات
وطالما هناك مصلحة في تجمعهم فسيجتمعون حولها وهذه المصلحة هي التي جمعتهم في عمل واحد وهو الشغل في التلفونات والذي كان ربما ستارا لأعمال أخرى غير مشروعة تحقق لهم اللذة والشعور بالراحة واشباع الرغبات وغالبا هي رغبات غير أخلاقية ومحرمة في نظر المجتمع ومعاييره الدينية أما عند التعذيب للأغبري فإن ميلهم لانزال أشد العقوبة بالمجني عليه هو تنفيس عن حالة عدوانية مكبوتة موجهة ضد المجتمع، ساهمت من اشعال جذوتها ظروف التنشئة الاجتماعية والأسرية التي تلقوها في الصغر وضعف الوازع الديني ووسائل الإعلام الهابطة ومن ثم تولدت لدى هؤلاء ردود افعال عكسية ضد قيم المجتمع ورغبة غريزية في انزال الألم بالضحية كونه مثل رمز للنظام والقانون بممانعته ورفضه في الاندماج معهم كونه شخصية تحمل القيم وهو الأمر الذي لا يحبذه صاحب هذه الشخصية المضادة للمجتمع.
ويجب أن ننتبه لشيء آخر وهو طغيان اللاشعور الجمعي عندما قام هؤلاء بفعلتهم.. وطالما كان الأغبري يمثل خطرا على هؤلاء فهذا في نظرهم يمثل انتهاك لمملكتهم التي لا تعترف سوى بالقانون التي تفرضه هي لا اعراف وقوانين وقيم المجتمع
فدافع البقاء واللذة هو المحرك لأفعالهم وعادة يكون رد فعلهم أشد ايلاما من فعل الضحية بأضعاف.
وأخيرا تزداد مثل هذه الجرائم في المجتمعات التي تمر بالصراعات والحروب وارتفاع منسوب الفقر وتدهور منظومة التعليم وأنظمة الضبط الاجتماعي.